أهم الاخبار
الرئيسية محلية
تاريخ النشر: 14/07/2025 09:26 م

"الرئاسية العليا": استهداف الطيبة يكشف سياسة ممنهجة ضد شعبنا ويستدعي تدخلا دوليا فوريا

رام الله 14-7-2025 وفا- أكدت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين أن استهداف بلدة الطيبة، شرق رام الله، يكشف سياسة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني ويستدعي تدخلا دوليا فوريا.

جاء ذلك خلال مشاركة اللجنة، اليوم الاثنين، في وقفة تضامنية نُظمت رفضا للاعتداءات المتكررة التي تطال المسيحيين في البلدة ومقدساتهم، ولإيصال رسالة واضحة إلى العالم بأن استهداف الوجود المسيحي في فلسطين لم يعد مجرد تجاوز، بل أصبح سياسة ممنهجة تتطلب مواجهة جادة من المجتمع الدولي، وذلك في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده بلدة الطيبة.

وأكدت اللجنة الرئاسية العليا أن مشاركتها تأتي انطلاقا من التزامها الراسخ بالدفاع عن الوجود المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة، ومساندة صمود أبناء شعبنا في وجه سياسة الاستهداف والتطهير الممنهج.

وشددت على أن هذه الاعتداءات تمثل خرقا صارخا للقانون الدولي وللاتفاقيات التي تكفل حماية دور العبادة وحرية الدين.

وإزاء ذلك، دعت اللجنة المجتمع الدولي، وكنائس العالم قاطبةً، إلى التحرّك الفوري والضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات حقيقية تضمن وقف هذه الانتهاكات وضمان حرية العبادة وحماية التنوّع الروحي والإنساني في الأرض المقدسة.

وجمع المؤتمر الذي عُقد تحت عنوان: "تعالوا وانظروا" كوكبة من الشخصيات الدينية والسياسية البارزة، تقدّمهم غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، إلى جانب غبطة بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وعدد من المطارنة والكهنة وسفراء الدول وقناصلها وممثلي وسائل الإعلام الدولية.

كما شهد حضورا واسعا لأهالي البلدة، إلى جانب وفد من اللجنة الرئاسية العليا برئاسة موسى حديد وعضوية عمر عوض الله، ويوسف بركات، وجهاد خير، وقائم بأعمال مدير عام اللجنة هديل مشرقي، ومدير دائرة العلاقات العامة والإعلام رائد حنانيا.

وافتُتح المؤتمر بكلمة راعي كنيسة المسيح الفادي في الطيبة، الأب بشار فواضلة، الذي تحدث عن معاناة أبناء البلدة في مواجهة الاعتداءات المنظمة من قبل مجموعات المستعمرين، التي طالت المقدسات المسيحية وممتلكات المواطنين، مشيرا إلى أن ما يعانيه المسيحيون هو امتداد لمعاناة الشعب الفلسطيني عامة، مؤكدا أن المسيحيين في فلسطين ليسوا عابرين في هذه الأرض، بل هم مكوّن أصيل ومتجذر فيها منذ آلاف السنين.

من جهته، ألقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بيانا صادرا عن بطاركة ورؤساء كنائس القدس، أدان فيه الاعتداءات الإسرائيلية على بلدة الطيبة، وأكد أهمية صون الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، واستمرار الجهود الكنسية المشتركة لحماية هذا الوجود في ظل ما يتعرض له من تهديدات ممنهجة.

وأضاف: "ما حدث في 7 تموز هو تهديد مباشر لتراثنا الديني والإنساني، ونرفض بشدة هذه الرسائل التي تسعى إلى الإقصاء، ونؤكد التزامنا بأرض مقدسة تعيش فيها الديانات المختلفة بسلام وكرامة".

كما أشار البيان إلى أن "الكنيسة كانت حاضرة بأمانة في هذه المنطقة لما يقرب من 2000 عام، ولن نسمح لهذا الوجود أن يُمحى".

وأضاف: "حتى في أوقات الحرب، يجب حماية الأماكن المقدسة". كما وجه البيان نداء إلى العالم: "نناشد الدبلوماسيين والسياسيين والمسؤولين الكنسيين حول العالم أن يرفعوا صوتهم دفاعا عن مجتمعنا المسكوني في الطيبة، كي يتمكن من العيش بسلام، وحرية عبادة، وزراعة أرضه دون تهديد."

وفي بيان لملك المملكة الأردنية الهاشمية، عبد الله الثاني، تسلمه غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، أعرب فيه عن تضامن الأردن الكامل مع أهالي الطيبة، ورفضه المطلق للاعتداءات الهمجية التي طالت كنيسة الخضر والمقبرة المسيحية التاريخية في الطيبة.

واعتبر الملك عبد الله الثاني أن فداحة اعتداءات المستعمرين وترويعهم اليومي للفلسطينيين وعدوانهم الممنهج ضد عشرات القرى والمدن والمخيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتطلب موقفا دوليا حازما لوقف هذه الهجمات، خاصة الإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في قطاع غزة.

وشهد المؤتمر أيضا مداخلات لبعض الصحفيين، قبل أن ينتقل المشاركون إلى كنيسة الخضر الأثرية، حيث أُقيم قداس خاص، ورفعت الصلوات من أجل حماية الطيبة وسكانها، وسائر المناطق الفلسطينية التي تتعرض لاعتداءات مماثلة.

كما قام الوفد بجولة ميدانية في المناطق التي تعرضت للاعتداءات والحرائق الأخيرة، واستمعوا خلال المسير إلى شهادات حيّة من أبناء البلدة، ممن عايشوا الهجمات والانتهاكات من المستعمرين.

ــــــ

و.أ

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا