خان يونس 29-3-2025 وفا- حاتم أبو دقة
تعدد الاستخدامات للمواد الأساسية في قطاع غزة بفعل الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان قبل نحو عام ونصف، أدى إلى ارتفاع أسعارها بعشرات الأضعاف.
وانعكس استخدامها في غير محلها الأساسي بشكل سلبي على حياة الغزيين، خاصة المعوزين منهم بحيث باتوا يدفعون فاتورة الحرب وتبعياتها من قوت أطفالهم.
وقال النازح من غزة وسام الزعيم صاحب مركبة نقل، إنه اضطر في ظل الارتفاع الحاد في أسعار السولار الذي تخطى سعر اللتر 50 شيقلا ما يعادل (17 دولارا) إلى استخدام زيت الطهي بديلا عن السولار لمركبته ليتمكن من توفير لقمة الخبز لأطفاله في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضاف الزعيم لـ"وفا" أنه رغم علمه بالآثار السلبية التي سيتركها زيت الطهي على محرك مركبته إلا أنه لم يجد خيارا آخر أمامه.
وأشار إلى أن أول استخدام لزيت الطهي في غزة كبديل السولار كان عام 2008، بعد عدوان الاحتلال على القطاع آنذاك، وفرضه بعدها حصارا محكما منع خلاله دخول كافة المحروقات للقطاع لفترة طويلة، الأمر الذي استوجب من أصحاب المركبات البحث عن بدائل لتستمر الحياة.
من جانبه، بين النازح من مدينة خان يونس أبو كامل البطة، أن استخدام زيت الطهي من قبل أصحاب المركبات أدى إلى ارتفاع سعره الذي تخطى 25 شيقلا ما يعادل (7 دولارات) حتى بات على المواطن العادي غير قادر على شرائه.
ولم يقتصر استخدام أصحاب المركبات زيت الطهي بديلا عن السولار، بل تخطى ذلك إلى استخدام الغاز للمركبات التي يعتمد تشغيل محركاتها على البنزين، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة الاستهلاك في الوقت الذي قلص الاحتلال الكمية المسموح بها، ما انعكس بشكل سلبي على حياة المواطن الذي وجد نفسه مضطرا إلى اللجوء إلى استخدام الحطب كبديل عن الغاز للطهي والذي ارتفع سعره كذلك ليتجاوز سعر الطن أكثر من 1100 دولار بدلا من 200 دولار.
وأشار النازح محمد أبو جراد صاحب مطعم لبيع الفلافل في مواصي رفح، أن النقص الحاد في كمية الغاز بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر منذ بدء شهر رمضان، أجبره إلى استخدام الحطب بديلا عن الغاز.
وأوضح أبو جراد لـ"وفا" أن دخله بات محدودا بسبب ارتفاع الأسعار، منوها إلى أنه كان يحتاج ما قيمته من الغاز 240 شيقلا يوميا ما يعادل (66 دولارا)، لكنه بات يحتاج ما قيمته نحو 500 شيقل ما يعادل (130 دولارا) من الحطب ناهيك عن ارتفاع سعر الزيت إلى أربعة أضعاف والحمص كذلك.
أما الامر الصادم والذي مس حياة النازحين بشكل مباشر في ظل غياب الدجاج واللحوم المجمدة، فكان استخدام الملوخية كبديل للسجائر أمر مفاجئ لدى المواطن، حيث أدى الاستخدام المزدوج إلى رفع سعرها إلى 40 شيقلا ما يعادل (12 دولارا) للكيلو الواحد بدلا من 3 شواقل في الوضع الطبيعي.
واعتبر النازح من رفح ابو عبد الله قشطة أن الملوخية تعتبر من الطبخات المفضلة لدى المواطن الغزي، لكن ارتفاع سعرها بشكل جنوني، جعله غير قادر على شرائها.
ــــــ
/ م.ع