أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 21/05/2025 12:57 م

"دوما".. مطامع استعمارية لنهب الأرض

أحد المنازل التي حرقها مستعمرون في دوما شهر آذار الماضي "وفا"
أحد المنازل التي حرقها مستعمرون في دوما شهر آذار الماضي "وفا"

 

نابلس 21-5-2025 وفا- بدوية السامري

يستهدف الاحتلال ومستعمروه قرية دوما، الواقعة أقصى جنوب شرق محافظة نابلس، بين الحين والآخر، في محاولة للسيطرة على أراضيها الممتدة حتى الأغوار الفلسطينية، لصالح توسيع المستعمرات القائمة وإقامة المزيد من المستعمرات والبؤر الاستعمارية.

وتبقى عالقة دوما في ذاكرة الفلسطينيين، مشاهد المجزرة البشعة التي ارتكبها مستعمرون متطرفون بحق عائلة دوابشة منذ 10 أعوام، بعدما هاجموا منزل المواطن سعد دوابشة وأشعلوا فيه النار وهو بداخله مع عائلته، ليُستشهد وزوجته رهام وطفلهما الرضيع علي، فيما أصيب ابنهما أحمد بحروق بليغة.

وتتعرض التجمعات البدوية في القرية لخطر التهجير والترحيل القسري، حيث يقطن فيها أربعة تجمعات منذ عشرات السنين تحصل على الخدمات الأساسية كافة من المجلس القروي كما باقي أهالي القرية.

آخر ما قام به المستعمرون في القرية، إحراق أراضٍ فيها قبل أيام قليلة، ما تسبب في إلحاق أذى كبير بأشجار الزيتون في أرض تعود للمواطن نعيم سلاودة.

وكان مستعمرون قد أقدموا فجر الأحد الماضي على إحراق مئات الدونمات من الأراضي جنوب قرية دوما، بينها الأرض الخاصة بسلاودة.

ويقول سلاودة: "تلك الأشجار المحروقة في أرضي، وأخرى في أراضي مواطنين آخرين، لن تثمر خلال العامين القادمين، بسبب إحراقها، وذلك سيؤثر في إنتاج المحصول لدينا".

وأضاف: "هذا ما نعانيه بشكل يومي في القرية، اعتداءات ومهاجمات متكررة للمستعمرين، إضافة إلى منع المواطنين من الوصول إلى آلاف الدونمات من أراضيهم المصنفة "ج".

وتعاني قرية دوما منذ سنوات طويلة من اعتداءات المستعمرين وقوات الاحتلال المتكررة، بسبب إحاطتها بمستعمرات وبؤر عدة أبرزها: "شيلو" و"إيلي" و"معاليه إفرايم"، ما يجعلها في مواجهة مباشرة مع اعتداءات المستعمرين المتكررة، ما أثر بشكل كبير في حياة سكانها اليومية، وأدى إلى تزايد معاناتهم على الأصعدة كافة.

وتشهد دوما هجمات متواصلة من المستعمرين على المواطنين وأراضيهم، فيقتحمون حينا المنازل، ويشعلون النيران في الممتلكات، ويخرّبون الأراضي الزراعية ويُحرقونها، ويقتلعون الأشجار المثمرة، خاصة أشجار الزيتون التي تمثل مصدر رزق أساسيا للأهالي.

ويقول رئيس المجلس القروي سليمان دوابشة لـ"وفــا"، إن القرية شهدت هجوما واسعا خلال عام 2024 أدى إلى عمليات إحراق منازل ومنشآت ومركبات، بخسارة تقدر بـ5 ملايين شيقل.

وتابع: تعاني القرية منذ عام 1973 من هجمات المستعمرين، عقب فتح طريق التفافي استعماري محيط بها، إضافة إلى إغلاق كل الطرق المؤدية إليها خاصة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والإبقاء على المدخل الرئيسي الذي تفتحه وتغلقه قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى.

ومعاناة أهالي دوما هي جزء من معاناة تتعرض لها القرى الفلسطينية من هجمات المستعمرين المتكررة، وسياسات الاحتلال التي تستهدف الأرض والإنسان.

وبين دوابشة، أن مساحة القرية حوالي 18500 دونم، 940 دونما منها فقط مصنفة (ب)، وباقي الأراضي مصنفة (ج) وتُعتبر محميات طبيعية أو عسكرية، يُمنع وصول المواطنين إلى معظمها، بغرض البناء أو حتى الحراثة.

وأضاف أنه بين عاميي 2023-2025، تم توزيع أكثر من 200 إخطار بالهدم ووقف البناء داخل حدود القرية، مشيرا إلى أن الأمر تغير في صيغة الإخطار مؤخرا إلى إعادة الأرض إلى ما كانت عليه، حتى أن السلاسل الحجرية بين الأراضي، تم توزيع إخطارات بإزالتها أيضا.

وشدد دوابشة على أن أهالي دوما يعانون نقصا في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، بسبب إتلاف الاحتلال والمستعمرين لبعضها، ومنع الاحتلال تنفيذ مشاريع تطويرية، أو الاستيلاء على المعدات الخاصة.

وأشار إلى أن نسبة البطالة في القرية ارتفعت إلى نحو 35%، كما تراجعت إنتاجية الأراضي الزراعية بنسبة تزيد على 40% بسبب صعوبة الوصول إليها.

ويطالب أهالي دوما المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية بتوفير الحماية الدولية للمدنيين في القرية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات بحقهم، ورفع القيود المفروضة على الحركة والبناء، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف سياسة العقاب الجماعي، وتمكين السكان من استعادة حياتهم بشكل طبيعي وآمن.

ووفق رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، فقد نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرون ما مجموعه 1693 اعتداءً، خلال نيسان الماضي، في استمرار لمسلسل إرهاب دولة الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.

وأوضح شعبان، أن الجهة المتمثلة في جيش الاحتلال نفذت 1352 اعتداءً، فيما نفذ المستعمرون 341 اعتداءً، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات: الخليل بـ292 اعتداءً، ورام الله بـ269، ونابلس بـ254.

ـــــــــ

/ م.ل

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا