أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 21/05/2025 01:42 م

عدوان الاحتلال على بروقين وكفر الديك يجبر الطلبة على التغيّب قسرا عن مدارسهم

 

سلفيت 21-5-2025 وفا- علا موقدي

أجبر عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم السابع على التوالي على بلدتي بروقين وكفر الديك غرب سلفيت، الطلبة على التغيّب قسراً عن مقاعدهم الدراسية.

خفت ضجيج الطلبة المعتاد في مدارسهم التي داهمها جنود الاحتلال وحطموا محتوياتها، وعاثوا فسادا في غرفها التدريسية.

وتحاصر قوات الاحتلال البلدتين من كل الجهات، وتفرض إجراءات عسكرية خانقة، ولم يسلم من تلك القيود أحد، فالأطفال حُرموا من التعليم، والمرضى والكوادر الطبية وجدوا أنفسهم في عزلة، عاجزين عن التنقل أو الحصول على الرعاية.

وقال محافظ سلفيت مصطفى طقاطقة: تمرّ محافظة سلفيت بواحدة من أصعب مراحلها، في ظل تصاعد عدوان الاحتلال واستمرار سياسة الحصار والتضييق، لا سيما في بلدتي كفر الديك وبروقين. فالاحتلال لا يكتفي بالاقتحامات الليلية وترويع الأطفال في منازلهم، بل يعمد إلى إغلاق البوابات وعزل مركز المحافظة –مدينة سلفيت– عن محيطها، ويمنع وصول الخدمات الحيوية، في محاولة يائسة لكسر إرادة شعبنا.

وأشار إلى أن بلدتي كفر الديك وبروقين تتعرضان منذ سبعة أيام لاقتحامات عنيفة ومداهمات متكررة للمنازل، تترافق مع حملات اعتقال وترويع للمواطنين، واعتداءات على المؤسسات التعليمية والخدماتية، وتخريب محتوياتها، بالإضافة إلى الاعتداء على المساجد وتحويل منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية.

وأكد طقاطقة، أن هذه الإجراءات بموجب القانون الدولي الإنساني تُعدّ شكلاً من أشكال العقاب الجماعي، مشيراً إلى أنها تأتي في سياق محاولات الاحتلال المستمرة لتفريغ الأرض من أصحابها، وتهدف إلى توسيع المشروع الاستعماري، وذلك من خلال تجريف الأراضي المحيطة بالبلدتين واستهداف مصادر رزق المواطنين.

وقد أثرت هذه الإجراءات العسكرية المشددة بشكل مباشر في العملية التعليمية، إذ تحول الانتشار الكثيف للجنود عند مداخل البلدتين وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة، إلى شلل العملية التعليمية، وحال دون وصول الطلبة والمعلمين إلى مدارسهم.

وفي هذا السياق، أكد مدير التربية والتعليم في سلفيت، محمد الأقرع لـ"وفا"، أن العملية التعليمية في المحافظة شهدت تأثرا كبيرا نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل والاقتحامات المتكررة، لا سيما في بلدتي كفر الديك وبروقين، وفي المدرسة الصناعية بمدينة سلفيت، التي تضم طلبة من مختلف بلدات المحافظة وقراها.

وقال الأقرع، إن إغلاق الطرق الرئيسية حال دون وصول الطلبة والمعلمين، وأدى إلى شلل في انتظام الدوام المدرسي، لكل المراحل الدراسية.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال قامت بأعمال حفر وتجريف بجانب مدرسة بنات بروقين الثانوية، ما أثار مخاوف على سلامة المبنى وسير العملية التعليمية داخله، كما أن الاقتحامات استهدفت في بدايتها المؤسسات التعليمية، حيث تم العبث بمحتويات عدد من المدارس، وتكسير الأبواب والجدران، ما يجعلها بحاجة ماسة إلى أعمال صيانة عاجلة.

ولم تقتصر الانتهاكات على البنية التحتية، بل طالت أيضا الكوادر التعليمية، إذ تعرض عدد من المعلمين للاعتقال والاحتجاز، وتعرضت منازلهم للمداهمة والتنكيل، ضمن سياسة ممنهجة لتقويض البيئة التعليمية في المحافظة.

بالرغم من هذا الحصار المشدد، لم تتوقف جهود مديرية التربية والتعليم في سلفيت عن السعي إلى إبقاء العملية التعليمية مستمرة. فقد بادرت الطواقم التعليمية، بدعم من الأهالي، إلى تفعيل التعليم عن بعد كخيار بديل، لضمان عدم انقطاع الطلبة عن دروسهم، والحفاظ على صلتهم بالعلم في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وفي هذا السياق، بين الأقرع، لـ"وفا": أنه رغم الحصار الخانق لم تغلق أبواب الأمل أمامنا. بتكاتف الكوادر التعليمية والتفاف الأهالي، استطعنا كسر حاجز الصمت والعزلة، وواصلنا رسالتنا التعليمية من خلف الشاشات وحولناها إلى نظام التعليم الإلكتروني "عن بعد"، وواصلنا فيها تقديم الواجبات والمهمات للطلبة.

وأضاف: في وجه الألم، ووسط أجواء الخوف والقلق، بقي صوت التعليم عاليا لا يُقهر، فتمكّنا من بناء جسور من المعرفة رغم كل المعيقات. هذه التجربة أثبتت أن الإرادة أقوى من الحصار، وأن العلم لا يمكن أن يقيد."

لم تقتصر المعاناة على المدارس، بل امتدت إلى الطلبة الجامعيين، إذ تعذر على العشرات من أبناء البلدتين التوجه إلى جامعاتهم في نابلس ورام الله وسلفيت، نتيجة الإغلاق التام للطرق الرئيسية والفرعية، والقيود المفروضة على حركة المواطنين.

وقال الناشط في بلدة كفر الديك فارس الديك لـ"وفا": منذ بداية التصعيد، أُجبرت المدارس الحكومية والخاصة في كفر الديك وبروقين على تعليق دوامها بشكل كامل، في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، كما أُغلقت رياض الأطفال خاصة بعد توغل قوات الاحتلال في محيط عدد من المباني التعليمية وتفتيشها بشكل استفزازي.

وأكمل: "تعطل العملية التعليمية في بروقين وكفر الديك ليس مجرد إجراء مؤقت، بل هو سياسة ممنهجة تستهدف جيل المستقبل الفلسطيني، وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، وعلى المؤسسات الحقوقية والجهات الرسمية التحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل إنهاء الحصار وضمان وصول الطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم بأمان".

وأضاف: سُجلت عدة حالات هلع في صفوف الأطفال، بسبب إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت ليلاً قرب الأحياء السكنية، في مشهد ترك آثارا نفسية صعبة في الأهالي والأطفال على حد سواء.

ويواصل الاحتلال عدوانه على بلدتي كفر الديك وبروقين، وسط حملات تفتيش دقيقة للمنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى تسليم إخطارات بهدم بعضها.

ــ

إ.ر

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا