الجزائر 26-11-2025 وفا- شاركت دولة فلسطين، ممثلة بشبكة مينابار والمدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، في أعمال المنتدى الدولي الثاني حول الحوكمة عالية الفعالية وعصرنة المرفق العمومي، الذي انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء، في العاصمة الجزائرية.

وتنظيم وزارة الداخلية والجماعات المحلية والنقل الجزائرية، والمدرسة الوطنية الجزائرية للإدارة، أعمال المنتدى وبالتعاون مع أكاديمية الصين الوطنية للحوكمة، حيث كان لكل طرف دور محوري في إنجاح فعاليات المنتدى، وتوفير منصة مثالية لتبادل الخبرات وبناء الشراكات الدولية، بحضور رفيع المستوى يضم وزراء وإطارات سامية، وخبراء من الدول الشقيقة والعربية، إلى جانب حضور دولي مميز من خبراء وممثلين من مختلف أنحاء العالم.

وجاءت المشاركة الفلسطينية عبر مديرة عام العلاقات العامة والاستشارات في المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة شادية دراغمة، التي ألقت كلمة دولة فلسطين تمثيلاً لمعالي الوزير موسى أبو زيد، رئيس شبكة مينابار، ورئيس الجمعية العربية للتنمية الإدارية، ورئيس ديوان الموظفين العام، ورئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة.

وأكدت دراغمة في كلمتها حرص فلسطين على تعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات في مجال الحوكمة والإدارة العامة، مشيدة بالعلاقات التاريخية والأخوية بين فلسطين والجزائر، وفلسطين والصين، القائمة على الشراكة والتعاون في مجالات الإدارة العامة وتطوير القدرات القيادية.

كما توجّهت بالشكر الجزيل للجمهورية الجزائرية على التنظيم، ولأكاديمية الصين الوطنية للحوكمة على الشراكة المثمرة، وللمدرسة الوطنية الجزائرية على دورها الحيوي في إنجاح فعاليات المنتدى.

وأضافت دراغمة أن فلسطين، عبر شبكة مينابار والمدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، تسعى إلى تقديم نموذج رائد في تطوير الإدارة العامة، مؤكدة أن المدرسة الوطنية تعمل كبيت خبرة رائد وحاضنة للكفاءات الوطنية والدولية، تترجم رؤيتها الاستراتيجية إلى برامج تدريبية نوعية محلية ودولية، تنقل من خلالها الخبرة إلى قيادات وفئات عليا في دول أفريقيا وشرق ووسط أوروبا، كما تقدم تدريبات دولية نوعية للقيادات العليا، بما يعزز بناء قدرات قيادية ومؤسساتية ترتقي بأداء مؤسسات الدولة. وأوضحت دراغمة أن هذه البرامج تبني جسور التعاون مع شركاء دوليين عبر مشاريع تنفذ بالتنسيق معهم، مما يسهم في تعزيز إدارة عامة فاعلة وذات كفاءة عالية، ويعكس الدور الريادي لفلسطين في تطوير القدرات القيادية والإدارية ويعزز القدرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

كما أكدت أن فعالية العمل الحكومي لم تعد خياراً، بل أصبحت شرطاً أساسياً لبقاء الدولة وتعزيز قدرتها على تلبية احتياجات المواطنين بكفاءة وشفافية، مشيرة إلى أن فلسطين استطاعت، رغم الظروف الصعبة، تحقيق نقلة نوعية في الإدارة العامة، بما في ذلك أتمتة خدمات ديوان الموظفين العام بالكامل، وتطوير منظومة التوظيف والإجراءات الإدارية بما يضمن الشفافية والنزاهة، وقد حصلت فلسطين على جوائز دولية مرموقة في مجال رقمنة الخدمات الحكومية، مما يعكس نجاحها في تعزيز الكفاءة والتميز في الإدارة العامة.

وأوضحت دراغمة الجهود النوعية التي تقوم بها المؤسسات الفلسطينية، بما في ذلك إعداد استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، والعمل على تجهيز البنى الأساسية الضرورية لضمان نجاح تطبيقاتها، بما يشمل قواعد بيانات دقيقة وجوانب فنية وقانونية متكاملة تتيح تنفيذ المشاريع بكفاءة وشفافية.

وخلال مداخلتها بعنوان "مقومات فعالية العمل الحكومي"، سلطت دراغمة الضوء على خمس ركائز استراتيجية لتحقيق التحول الإيجابي في الحكومات العربية: القيادة الحكيمة ذات الرؤية والمبادرة، الحوكمة الرشيدة وتعزيز الثقة المجتمعية، الاستثمار الاستراتيجي في رأس المال البشري، التحول الرقمي وبناء حكومات ذكية، والشراكات المتينة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية. وأكدت أن فلسطين تجسد نموذجًا رائدًا في هذا المجال، من خلال استثمارها الفعّال للابتكار والتقنيات الحديثة في الإدارة العامة، بما يعكس القدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الأداء الحكومي المتميز.

واختتمت دراغمة كلمتها بالتأكيد على أن تجربة فلسطين في تطوير الإدارة العامة تجعلها قدوة إقليمية ودولية، حيث تعكس نجاحها في دمج الابتكار والمعرفة والتخطيط الاستراتيجي مع قيادة رشيدة وحوكمة قوية، واستثمار في الكوادر البشرية، وتحول رقمي متقن، وشراكات استراتيجية فعّالة، لتقديم نموذج متقدم للإدارة العامة والخدمات الحكومية النوعية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ــــــــــ

م.ب