طولكرم 24-6-2025 وفا- واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عمليات الهدم الواسعة للمباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، في إطار عدوان متصاعد لليوم الـ149 تواليا على المدينة ومخيمها، ولليوم الـ136 على المخيم تحديدا.
وأفادت مراسلتنا، بأن جرافات الاحتلال الضخمة واصلت عمليات الهدم والتجريف، التي تركزت في حارة المنشية، وتوسعت إلى حارتي العيادة والجامع ومحيطها إلى الشارع الرئيسي، حيث تمت تسوية المباني السكنية بالأرض، وفتح شوارع واسعة مكانها، في مشهد يعكس حجم الدمار المقصود والمنهجي الذي تنفذه قوات الاحتلال.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، نهاد الشاويش، في تصريح صحفي، إن قوات الاحتلال تواصل فرض حصار خانق على المخيم، وتمنع المواطنين من الدخول إليه، في ظل استمرار عمليات التدمير الواسعة التي طالت المنازل والمنشآت التجارية والبنية التحتية.
ووصف ما يجري في المخيم بأنه إجرام منظم، أفضى إلى تدمير ما يقارب 400 وحدة سكنية، فيما أحرق نحو 20 منزلاً بالكامل، في وقت أصبحت فيه البنية التحتية شبه معدومة، ما جعل المخيم غير صالح للحياة.
وأكد الشاويش أن الاحتلال يتعمد تحويل المخيم إلى بيئة طاردة، لا تحمل أي أمل للعودة أو الاستقرار، داعياً العالم الحر إلى الوقوف إلى جانب سكان المخيم في وجه هذا التدمير المنهجي.
كما ناشد الشاويش الهيئات الدولية والحقوقية كافة تحمل مسؤولياتها، والتحرك الفوري لوقف العدوان، وإنصاف سكان المخيم الذين يُقتلعون من جذورهم تحت غطاء الصمت الدولي.
وكان مخيم طولكرم قد شهد على مدار أسبوعين متواصلين، عمليات هدم طالت أكثر من 50 مبنى، وتسببت في فتح شوارع واسعة في قلب المخيم، وطالت حارات البلاونة والعكاشة والنادي والسوالمة والحمّام والمدارس، ومحيطها، وسط دمار واسع في البنية التحتية والسكنية.
وجاء هذا التصعيد، في إطار تنفيذ مخطط أعلنته سلطات الاحتلال في أيار/مايو الماضي، يقضي بهدم 106 مبانٍ في كلا المخيمين، تشمل 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية، وعشرات المنشآت التجارية، إضافة إلى 48 مبنى في مخيم نور شمس، بذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية، متزامنا مع حصار مشدد على المخيمين ومحيطهما، ومنع السكان من الوصول إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم، وسط إطلاق نار مباشر يستهدف كل من يقترب من المنطقة.
وفي سياق متصل، تشهد مدينة طولكرم وضواحيها خاصة ضاحية ذنابة شرقا، على مدار الساعة، تحركات مكثفة لآليات الاحتلال، حيث تعترض عمدا تحرك المواطنين والمركبات خاصة وسط السوق وتلاحقهم، مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، معرضة حياتهم للخطر.
وما زالت قوات الاحتلال تحول شارع نابلس إلى ثكنات عسكرية عبر مواصلة استيلائها على عدد من المباني السكنية فيه، إلى جانب أجزاء من الحي الشمالي للمدينة وتحديدا المقابلة لمخيم طولكرم، بعد إخلاء سكانها قسرا، وبعضها تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من أربعة أشهر، مترافقا مع نشر آلياتها وجرافاتها الثقيلة في محيطها.
كما يشهد هذا الشارع الذي يعتبر حلقة وصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضرارا كبيرة بسبب السواتر الترابية التي وضعتها قوات الاحتلال قبل عدة أشهر، مع وجود مكثف لقوات الاحتلال التي تقيم الحواجز الطيارة والمفاجئة، ما يعيق حركة المركبات ويزيد معاناة المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب عمر عودة بعد مداهمة منزله في الحي الجنوبي للمدينة، فيما اعتقلت الشاب إياد السايس بعد إيقاف مركبته التي كان يستقلها في شارع نابلس، المحاذي لمخيم نور شمس، بعد الاعتداء عليه بالضرب.
هذا وأسفر العدوان المتواصل حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحدهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات.
وأدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر عن 400 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
—
هـ.ح/ م.ب