بغداد 17-5-2025 وفا- انطلقت في العاصمة العراقية، بغداد، مساء اليوم السبت، أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة.
وأكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أهمية دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني ودعم برامج الإصلاح الحكومية، من خلال تفعيل شبكة الأمان المالية العربية، ودعم موازنة دولة فلسطين، واعتماد برامج تنموية خاصة بفلسطين.
وأكد سيادته، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء محمد مصطفى، أمام القمة، أهمية التوصل لاتفاق عربي مشترك لتنفيذ المبادرات والخطط المطروحة على جدول أعمال هذه القمة، متوجها بالشكر والتقدير إلى جمهورية العراق الشقيقة على استضافتها لهذه القمة التنموية الهامة، وإلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على جهودها المتواصلة في تعزيز العمل العربي المشترك، والشكر موصول للرئاسة اللبنانية للقمة السابقة.
وجدد الرئيس الالتزام بالعمل مع الأشقاء والأصدقاء في العالم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء الحروب، والتوجه نحو إعادة الإعمار، والتنمية المستدامة، وتكريس السلام العادل والشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جانبه، أكد رئيس وزراء لبنان نواف سلام، في كلمته، أن القمة التنموية تنعقد اليوم في بغداد بعد انقطاع 6 سنوات من أجل بناء مجتمع عربي أكثر تكاملا وازدهارا، ومواصلة العمل بروح من الشراكة والتوعية.
وأضاف أن لبنان مر خلال السنوات الـ 5 الماضية بأزمات عميقة طالت مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي المتكرر، مشيرا إلى أن هذه الأزمات شكّلت دافعا لتكثيف الجهود الإصلاحية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وقال إن لبنان يقف على أتم الاستعداد في مواجهة التحديات الإقليمية الكبرى التي تهدد النمو ومعدلات البطالة وتداعيات تغير المناخ من تصحر، وندرة المياه، وأزمات النزوح واللجوء المتكررة فضلا عن التحدي الهائل في إعادة الإعمار، مؤكدا أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون استقرار.
وأكد أهمية نهج التضامن في بناء نماذج اقتصادية أكثر عدالة وإنصافا، وأن الاستثمار في التكنولوجيا نحو نهضة عربية شاملة ضمن مشروع جماعي طموح لمستقبل عربي يبدأ من الإنسان لأي استقرار وازدهار مستدام.
وتسلم العراق رئاسة القمة العربية التنموية من لبنان. وقال رئيس القمة، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن انعقاد القمة في بغداد مناسبة للتأكيد على التزام بلاده الجماعي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التكامل، والاستثمار بالإنسان بوصفه حجر الزاوية في أي مشروع نهضوي، وإيمان بأن العمل العربي المشترك هو مسار للارتقاء بما يليق بمكانة العرب الحضارية والتاريخية.
وأضاف أن القمة تأتي لتشكل منصة استراتيجية لترسيخ الشراكات العربية وتفعيل الصناديق والآليات التنموية، وفتح آفاق جديدة أمام المرأة والشباب ورعاية الطفولة، لأن هذه الموارد البشرية هي أثمن الأرصدة المستقبلية، إلى جانب استئناف زخم القمم التنموية بعد انقطاعها منذ قمة بيروت عام 2019.
وأعلن إطلاق مبادرة عهد الإصلاح الاقتصادي العربي للعقد القادم، والتي تهدف إلى توفير بيئة استثمارية متكاملة ومشتركة للاستثمار العربي، وتحرير التجارة وإنشاء المناطق التجارية الحرة، إضافة إلى تطوير البنية التحتية على مسار أهداف التنمية المستدامة من شبكات طرق وسكك حديدية ومرافق طاقة متجددة وتعزيز التكامل الصناعي والزراعي من خلال إنشاء مدن صناعية مشتركة وشركات عربية للإنتاج وللتسويق الزراعي، بالإضافة إلى طرحه لعدة مبادرات في مختلف المجالات التنموية.
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المنطقة تقف أمام لحظة فارقة، ففلسطين تواجه عدوانا وحشيا، فيما تتعرض دول عربية أخرى لمخاطر تهدد إمكاناتها، داعيا لتأمين مستقبل أبنائنا أمام هذه التحديات، حتى لا يكونوا فريسة لقوى الظلام.
وقال إن التطورات العالمية المتسارعة والخطيرة تضيف أهمية انعقاد هذه القمة في هذا التوقيت، فالاقتصاد العالمي يمر بمرحلة دقيقة، والتجارة الدولية تتعرض لتحديات مستجدة، وأسوار الانكفاء على الذات تبنى على نحو غير مسبوق، وأمام هذه التحديات نلمس اتجاها عالميا نحو التكامل الإقليمي.
وأشار إلى عدد من الموضوعات والقضايا المهمة: قضية الأمن الغذائي العربي، التي باتت تشغل الرأي العام العربي والدولي على حد سواء، ومبادرة رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، بشأن "الاقتصاد الأزرق"، وهي مبادرة تقوم على تطوير شعبة الاقتصاد الأزرق في الدول العربية، انطلاقًا من الإمكانات البحرية والموارد الطبيعية في هذا المجال، والمبادرة التي أطلقتها الأمانة العامة تحت عنوان "المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي".
وأكد أن الآباء المؤسسين لجامعة الدول العربية منذ أكثر من 80 عاما أنشأوها لتعزيز الترابط بين الدول العربية، ويجب أن نستمر في تعزيز إمكانات هذا الجهاز المهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وإعطائه الفرصة للاضطلاع بدور أكبر في جهود التنمية والتحديث في المنطقة.
ــــ
ن.ع، ع.ب/و.أ