الدوحة 17-5-2025 وفا- أحيت سفارة دولة فلسطين لدى دولة قطر الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، بفعالية وطنية شاملة أقيمت في رحاب المدرسة الفلسطينية بالدوحة، بحضور رسمي وشعبي واسع.
وشهدت الفعالية مشاركة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية، لولوة الخاطر، إلى جانب عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلين عن المؤسسات التعليمية والثقافية والمجتمعية، إضافة إلى أبناء الجالية الفلسطينية، وكوادر المدرسة والسفارة.
وأكد سفير فلسطين لدى قطر فايز أبو الرب أن نكبة عام 1948 ليست مجرد حدث تاريخي مضى، بل مأساة متواصلة وجرح مفتوح، مثّلت محاولة منظمة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وطمس هويته الوطنية.
وقال: "ما نشهده اليوم في غزة، وجنين، وطولكرم، وسائر مدن الضفة الغربية، من تهجير وتدمير وإبادة، ليس إلا امتدادا لسياسات الإحلال والتطهير العرقي التي بدأت مع النكبة وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا".
وأوضح أن نكبة 1948 أدت إلى تهجير ما بين 750 و900 ألف فلسطيني، إلى جانب نحو 300 ألف مهجر داخلي، واستكملت فصولها في نكسة عام 1967، وصولا إلى نكبة متجددة في عام 2025، وسط عدوان وحصار وجرائم خلّفت أكثر من 250 ألف شهيد ومفقود وجريح ومهجّر ومعاق ويتيم.
وشدد السفير أبو الرب على أن الشعب الفلسطيني لم ولن ينسى نكبته، وأن مفاتيح العودة ما زالت تنتقل من جيل إلى جيل، مؤكدا سقوط المقولة الاستعمارية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" أمام صمود الفلسطينيين وتمسكهم بحقوقهم التاريخية.
وأكد وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه حول قيادته الشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في مسيرة النضال من أجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير لدولة قطر، قيادة وحكومة وشعبا، على مواقفها الأصيلة والثابتة في دعم القضية الفلسطينية، مشيدا بالدبلوماسية القطرية المتزنة ودورها المؤثر على الساحة الدولية، إلى جانب مساهماتها الإنسانية والتنموية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة.
وأضاف: "إن علاقتنا مع قطر الشقيقة علاقة تاريخية عميقة الجذور، تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حين احتضنت قطر الفلسطينيين بعد النكبة، وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين عقب إعلان الاستقلال عام 1988، ولا تزال متمسكة بهذا النهج المشرّف حتى اليوم".
ودعا أبو الرب المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والعمل الجاد على وقف السياسات الاستيطانية غير الشرعية، لا سيما تلك المخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 2334.
وتخللت الفعالية فقرات فنية وشعرية ومسرحية قدّمها طلبة المدرسة الفلسطينية، عكست معاناة الشعب الفلسطيني جراء النكبة والشتات، وجسّدت من خلال فيلم وثائقي محطات من نضال وصمود هذا الشعب الصابر.
وجاءت الفعالية تحت شعار: "لن نرحل... فلسطين للفلسطينيين"، في رسالة وطنية صادقة تؤكد تمسك الأجيال المتعاقبة بحق العودة، وتعزز الوعي الوطني والانتماء لدى الطلبة والحضور.
ــــــ
م.ع