الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 11/01/2024 02:30 م

إسرائيل تحارب الفلسطينيين في أرزاقهم

جنين 11-1-2024 وفا- فاطمة إبراهيم

أمام كومة من الفاكهة والخضار الملقاة على الأرض وقف عزمي العزمي، يحاول استصلاح حبات منها، بعد أن دهستها عجلات الآليات العسكرية الإسرائيلية يوم أمس الأربعاء خلال اقتحامها لمدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية.

يقول العزمي لـ "وفا"، "هذا مصدر رزقي ورزق زملائي من أصحاب البسطات هنا في سوق الخضار في جنين، الاحتلال دمر مصدر رزقنا، هذه البضاعة تالفة ولا تصلح للبيع ولا للأكل".

ويضيف، "الاحتلال يسعى لكسر شوكتنا كمواطنين، حتى يتمكن اليأس منا ومن الشعب الفلسطيني، ما يفعله هو انتقام من الشجر والحجر وممتلكات الناس، وأرزاقهم، لكن نحن صامدون وكل ما يقوم به الاحتلال لن يكسر من عزيمتنا".

والعزمي هو واحد من مجموعة كبيرة من الباعة الذي يملكون عربات للخضار والفاكهة في سوق الخضار في جنين الذين دمرت عرباتهم، وأتلفت بضاعتهم، بسبب تجريفها وسحقها من قبل جرافات وآليات الاحتلال.

وبحسب بلدية جنين فان قرابة 260 عربة، هي عدد العربات الموجودة في سوق الخضار الشرقي للمدينة، قد تم تكسيرها وجرف عدد منها، ما يعني تلف لأنواع كبيرة من الخضار والفاكهة، وخسارة بآلاف الشواقل تكبدها الباعة والتجار.

في التجمع الذي يتوسط نقطة التسوق المركزية لمدينة جنين وقف عدد من الباعة يتفقدون الأضرار التي لحقت ببضاعتهم، وحتى بعد مرور يومين على تجريفها لم يتمكن عدد كبير منهم تلافي الخراب الكبير الذي أصاب عرباتهم وما عليها من بضاعة.

يقول عامل في سوق الخضار، "لم نستطع تجديد البضاعة حتى الآن، وسيمر اليوم أيضا من دون بيع ولا شراء عندنا، للأسف خسرنا كل البضاعة يوم أمس، ولهذا السبب لم نتمكن من شراء خضار جديدة من سوق الحسبة والموزعين".

وعن حجم الأضرار التي لحقت بمدينة وشوارع جنين، قال رئيس بلدية جنين نضال العبيدي لـ "وفا"، "جرافات الاحتلال دمرت قرابة 7 كيلو متر من الشوارع في مناطق مختلفة من مدينة جنين وبمحاذاة مخيم جنين، كان أبرزها شارع حيفا وهو من أكثر الشوارع حيوية، حيث يربط المدينة بمجمع بلدات وقرى شمال وشمال غرب جنين والبالغ عددها 8، إضافة لتدمير شوارع في منطقة الجابريات وطلعة الغبز القريبة من المخيم، إضافة إلى مناطق واسعة في الحارة الشرقية من مدية جنين".

وتابع، "طالت عمليات التجريف والتدمير الشوارع المؤدية إلى مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا، حيث تم إصلاح هذه الشوارع بطريقة إسعافية عاجلة، لتمكين السيارات والمواطنين من استخدامها عند الضرورة".

ويرى العبيدي أن الأضرار التي لحقت بمدينة جنين جراء الاقتحامات المتلاحقة، تكون مضاعفة، فلا تقتصر على تجريف الشوارع وتدمير البنى التحتية وشبكات المياه والصرف الصحي لكنها تمتد إلى ضرب المحولات الكهربائية الكبيرة.

"الاحتلال لم يترك جنين منذ قرابة العامين، حيث تستمر اقتحاماته للمدينة وتزداد همجية بشكل كبير، وهذا يؤثر على كل نواحي الحياة في المدينة، فمثلا ليلة الأحد تم تجريف مراكز التسوق الرئيسية، بالإضافة لتدمير بعض المحال التجارية وتحطيم بعض المنازل، كما أن الأضرار تشمل منع المواطنين من أراضي 48 من الدخول إلى جنين ما يؤثر على حركة التسوق في المدينة، إضافة للاعتقالات المستمرة، وعمليات الاغتيال شبة اليومية".

وبحسب مديرية الأشغال في جنين، فإن الأضرار شملت أكثر من 25 موقعا في المدينة ليلة الأحد في الاقتحام الإسرائيلي الذي استمر قرابة 11 ساعة، حيث قدرت الخسائر في جنين منذ بدء العدوان على غزة قرابة 20 مليون شيقل في المدينة ومخيمها.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة جنين ومخيمها بشكل شبه يومي، وتقوم بتجريف أجزاء واسعة من شوارعها في كل من مركز المدينة والطريق إلى مستشفى جنين الحكومي والمنطقة الشرقية وشارع حيفا وغيرها، فيما أعادت اقتحام المدينة الليلة الماضية وقبل مرور 24 ساعة على آخر اقتحام فيما وصل عدد الاقتحامات لجنين ومخيمها منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 30 اقتحاما.

ومالم يكن هناك موقفا دوليا جديا يلجم دولة الاحتلال، تبقى عمليات الاقتحام مستمرة وبالتالي تدمير أكبر للبني التحتية والمنازل والممتلكات، إلى جانب القتل وإطلاق النار والاعتقال بشكل يجعل حياة الفلسطينيين أكثر صعوبة، ما يجعل المنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد.

ـــــــــــ

/ د.ذ

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا