الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 04/10/2023 03:07 م

المواطنة الأطرش.. نموذج لتمادي الاحتلال على المرأة الفلسطينية

 

الخليل 4-10-2023 وفا- صلاح الطميزي

قبل عدة أيام، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل همجي على المواطنة والأسيرة المحررة غدير نبيل الأطرش (33 عاما)، وسط مدينة الخليل، في مشهد أظهر بشاعة الاحتلال وإصراره على سياسة التنكيل وسلب كرامة المواطن الفلسطيني بدعم من حكومته المتطرفة.

تقول الأطرش التي أمضت ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، إن الفلسطينيين يدفعون ثمنا باهظا جراء ممارسات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة والمتكررة بحقهم، بمن فيهم المرأة الفلسطينية التي لا تزال تعاني من ممارسات الاحتلال خاصة عند الاقتحامات والمداهمات الليلية وعند الحواجز العسكرية، وخضوعها للإذلال، والاعتقال، والتفتيش، والإعدامات الميدانية.

وتحدثت الأطرش التي تنقلت خلال فترة اعتقالها بين معتقلي هشارون والدامون، أنها كانت متوجهة مع ابن شقيقها إلى المستشفى للعلاج، وفي منطقة باب الزاوية وسط الخليل، ركلتها مجندة وضربتها أكثر من مرة، لتتفاجأ بعدد من الجنود الذين أحاطوا بها وضربوها بشكل عنيف، وأسقطوها على الأرض ووجهوا اللكمات والضربات إلى جسدها بشكل عنيف، ما أفقدها الوعي لتُنقل إلى مستشفى عالية الحكومي، حيث استفاقت خلال إسعافها دون معرفة ما الذي جرى، ولماذا تعرضت للضرب والإذلال بهذه الطريقة الوحشية.

وتابعت، أن الاحتلال لا يحترم الإنسانية، ويعمل ضمن مخطط ممنهج، مدعوم من حكومته المتطرفة على إذلال الفلسطينيين بهدف ترحيلهم من أرضهم، في ظل غياب المساءلة القانونية.

ويُعقّب الناشط في حقوق الإنسان هشام الشرباتي، على هذا الاعتداء بالقول، إن الأسيرة المحررة الأطرش، تعتبر إحدى الفلسطينيات اللواتي رافقت حياتهن مشاهد متكررة من ظلم الاحتلال وممارساته البشعة، مستذكرا مشهد طفولتها عندما شاهدت والدتها تتعرض للضرب من الجنود تزامنا مع هدم منزل عائلتها في الخليل، إذ حرمها الاحتلال من طفولة آمنة دون ملجأ، وحرمها من أدنى الحقوق التي كفلتها القوانين الدولية، كحق الأطفال في العيش بحرية وكرامة، لتبقى مشاهد الظلم التي تعرضت لها حاضرة في ذهنها على أمل بمستقبل أفضل.

وتابع، أن المؤسسات الحقوقية والإنسانية تابعت هذا الاعتداء وستخاطب كل الموسسات الإنسانية والحقوقية في العالم، للضغط على حكومة الاحتلال التي تنتهك كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

وكشف الشرباتي عن جملة من القوانين والإجراءات التي شرعتها حكومة الاحتلال، كدعم تشكيل المجموعات الاستعمارية المتطرفة كشبيبة التلال وغيرها من المجموعات التي تقوم بشكل متواصل وملحوظ بتنفيذ هجمات واعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم.

ويعمل الوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي على حماية الجنود الذين يرتكبون الجرائم ضد الفلسطينيين، وتمنع التحقيق معهم أو تقديمهم للمساءلة القانونية، إلى جانب الحجج والمبررات التي تختلقها للدفاع عن تصرفات الجنود بحق المواطنين العزل.

وتعود الأطرش في حديثها، لتستذكر عملية اعتقالها في منتصف عام 2016 بعد توقيفها عند حاجز أبو الريش القريب منها في المنطقة الجنوبية من الخليل، حيث قام جنود الاحتلال برشها بغاز الفلفل، والاعتداء عليها بالضرب قبل تكبيلها واعتقالها، مستعرضة الوضع السيئ الذي تعيشه الأسيرات الفلسطينيات داخل هذه السجون، ورحلة المحاكمات المحفوفة بالتعب والإذلال.

وطالب الشرباتي المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين، أمام هجمة الاحتلال التي تزايدت حدتها في الآونة الأخيرة، والتي صعدت اعتداءاتها على النساء الفلسطينيات والأطفال، وانتهاك حرمة البيوت، والتفتيش بشكل غير أخلاقي، وغيرها من العمليات التي تهدف إلى الإذلال وسلب الحقوق بشكل مهين.

وقالت الناشطة الميدانية في مؤسسة بيتسيلم منال دعنا، التي وثقت وتابعت الاعتداء على المواطنة الأطرش، إن هذا الاعتداء يعتبر مؤشرا خطيرا في الخليل، ويعكس توجه جنود الاحتلال لممارسة المزيد من التطرف بحق المواطنين، وذلك بغطاء من حكومة الاحتلال التي وفرت غطاءً لهم بعدم المحاسبة والتحقيق في هذه الجرائم.

وأكدت أن لجنة من المحامين في مؤسسة بيتسيلم تتابع كل هذه الاعتداءات، في المحافل الدولية والهيئات الحقوقية لتقديم الجنود للمحاكمة ومحاسبتهم.

ــــــ

ص.ط/د.ذ

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا