الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 04/10/2023 03:02 م

ليالي "برقة" الصعبة

 

نابلس 4-10-2023 وفـا- بدوية السامري

أمضى المواطن محسن حجة (58 عاما) مع ابنه وابن أخيه ليلتهم داخل مستشفى رفيديا الحكومي، يتلقَّون العلاج بعد اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي عليهم ليلة أمس الثلاثاء في قرية برقة شمال غرب نابلس.

وحجة سائق تاكسي، لم يستطع الذهاب إلى عمله اليوم، كما هو حال ابنه "مَديَن" الذي لم يستطع أيضا الالتحاق بمدرسته، بعد ليلتهم الصعبة تلك، وإصابات أجسادهم.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت قرية برقة، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات في المنطقة مساء أمس.

ويروي حجة تفاصيل الاعتداء عليه مع أفراد أسرته لـ"وفـا" قائلا: كانت ليلة صعبة جدا على جميع أفراد العائلة، لا بل على جميع أهالي برقة، بعد اقتحام الاحتلال للقرية، واندلاع المواجهات.

يقول: اقتحم جنود الاحتلال البناية السكنية التي نقطن فيها، والمكونة من ثلاثة طوابق، والتي يقطنها 25 شخصا بينهم أطفال.

ويضيف: خشيت على ابني الذي كان يجلس عند بيت عمه، وفتحت الباب لأناديه، وإذا بأحد الجنود ينهال علي بالضرب بعقب البندقية، فتدخل ابني وابن شقيقي، فاعتدى الجنود على ثلاثتنا ضربا.

وأظهرت صور الأشعة والفحوصات الطبية الخاصة بهم، إصابة هاشم بكسر في الأنف، ورضوض في أنحاء متفرقة من جسده، كما تم إجراء عدد من الغرزات الطبية حول عينه التي أصيبت أيضا، بينما أصيب الشابان بالرضوض في أنحاء متفرقة من جسديهما.

طواقم الهلال الأحمر تعاملت مع إصابة طفل (17 عاما) بالرصاص الحي في الفخذ، وشاب بالرصاص الحي في البطن، وجرى نقلهما إلى المستشفى، و50 إصابة بينها طفل رضيع (9 أشهر) جراء استنشاق الغاز السام المسيل للدموع، جرى علاجها ميدانيا، كما جرى نقل طفل (13 عاما) إلى المستشفى جراء إصابته بالاختناق خلال مواجهات برقة.

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع مصورة وتسجيلات صوتية، تصف الوضع في برقة بالصعب جدا.

وبرقة واحدة من بين عشرات القرى والبلدات الفلسطينية، التي تتعرض بشكل متستمر لهجوم من الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين المدعومين بقرارات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي صادقت في آذار/مارس الماضي، على مشروع قانون "إلغاء قانون الانفصال" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسمحت بعودة المستعمرين إلى 4 مستعمرات تم تفكيكها وهي: (حوميش، وغانيم، وكاديم، وسانور)، وإلغاء العقاب الجنائي المفروض على المستعمرين الذين يدخلون أو يقيمون في هذه المستعمرات الأربع المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة.

أقيمت مستعمرة "حومش" على أراضي بلدات برقة، وسيلة الظهر، والفندقومية، أواخر سبعينيات القرن الماضي، وجرى إخلاؤها عام 2005، ضمن خطة فك الارتباط، بتعليمات من رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرائيل شارون، فوق جبل القبيبات الذي يرتفع 650 مترا عن مستوى سطح البحر، والذي تتبع غالبية أراضيه لبلدة برقة، على الطريق الذي يربط محافظات جنين، ونابلس، وطولكرم. 

وفي عام 2013، انتزع أهالي برقة قرارا من المحكمة العليا التابعة للاحتلال الإسرائيلي، يقضي بعودة نحو 1200 دونم من أراضيهم الزراعية التي استولى عليها الاحتلال عام 1978، لإقامة مستعمرة "حومش" آنذاك، إلا أنهم حُرموا من الوصول إليها، بعد القرار الأخير من جيش الاحتلال بالسماح للمستعمرين بالعودة إليها.

يقول رئيس مجلس قروي برقة زياد أبو عمر، إن هذا ما يعانيه أهالي القرية بشكل دائم، سواء من المستعمرين، أو من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف أنه خلال الأيام الأخيرة كانت القرية وكأنها تحولت إلى ثكنة عسكرية، فمئات قنابل الغاز أُطلقت، حتى أن رائحتها ما زالت عالقة داخل المنازل التي تقع غرب القرية، إضافة إلى الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، واقتحامات المنازل والاعتداء على الأهالي، وكأنهم في كل مرة يرفعون حدة العنف ضد أهالي القرية انتقاما.

وأشار إلى أن الاحتلال ما زال يغلق مداخل القرية الغربية منذ أيام، حتى صباح اليوم، بالسواتر الترابية، ما يضطر أهالي القرية إلى سلك طرق فرعية بديلة تحتاج إلى وقت أطول.

ويتذرع الاحتلال الإسرائيلي بالأعياد اليهودية، لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمناطق الفلسطينية المختلفة، ولمقامات إسلامية وأثرية منها: مسجد بلال بن رباح في بيت لحم، والحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر يوسف والمنطقة الأثرية في بلدة سبسطية بنابلس، والمسجد الأقصى في القدس، والمقامات الأثرية والإسلامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت، وغيرها.

وتشكل الأعياد اليهودية كابوسا ينغص حياة المواطنين، لما يرافقها من انتهاكات إسرائيلية كبيرة، تتمثل في فرض حصار وإغلاق شامل على الضفة، وتشديد للإجراءات العسكرية على الحواجز المقامة عند مداخل القرى والمدن والبلدات، التي تعيق تنقل المواطنين، بذريعة تأمين اقتحامات المستعمرين.

ـــــــــ

ب.أ/ر.ح

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا