الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 07/03/2023 03:33 م

اعتداء على طريقة أفلام هوليود

 

نابلس 7-3-2023 وفا – زهران معالي

تُظهر لقطات مصورة مجموعة أشخاص مقنعين يرتدون ملابس سوداء، أثناء مهاجمتهم عائلة داخل مركبتها، خلال توقفها في بلدة حوارة جنوب نابلس أمام إحدى المحلات التجارية، قبل أن يتمكن سائقها من الفرار.

هذا المشهد ليس مقطعا سينمائيا بوليسيا من أحد أفلام هوليود العالمية، بل مشهدا واقعيا من عدة مشاهد مرعبة عاشتها عائلة ادريس خليفة من قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس الليلة الماضية، بعد أن هاجمتها مجموعة من المستوطنين في بلدة حوارة جنوب نابلس.

وما إن استقل عمر خليفة برفقة والده ادريس وأمه وزوجته وطفلته تيا (عامين ونصف) المركبة، بعدما انتهوا من التسوق من محل تجاري وسط حوارة، حتى تفاجأوا بهجوم المستوطنين عليهم، "كان الأكثر رعبا في حياته".

يقول خليفة لـ"وفا"، إنه "بينما كان منشغلا في البحث عن مفتاح المركبة الذي سقط أسفل الكرسي، تفاجأ بأكثر من 15 مستوطنا نزلوا من ثلاث مركبات وبدأوا بمهاجمتنا داخل المركبة بالحجارة والعصي وأدوات حادة، ثم رشوا غاز الفلفل بكثافة داخل المركبة".

تعالت أصوات صراخ من في المركبة، بعدما أصيب الوالد بجروح غائرة في الرأس، وعمر بيده بأداة حادة يُرجِح أنها ضربة "بلطة" حسب العائلة، واختناق بغاز الفلفل بعدما أفرغ مستوطنان علبتان داخل المركبة، سارع خليفة الفرار والنجاة بعائلته.

لكن ما إن ابتعد عن المستوطنين عشرات الأمتار باتجاه دوار عينابوس وسط بلدة حوارة، حتى تفاجأ بمركبة إسرائيلية تسير عكس السير وتعترض طريقه، قبل أن ينزل منها مستوطن ويشهر سلاحا من نوع "m16" بوجه العائلة، فسارع خليفة للهرب من جديد.

لكن.. لم تنتهِ مشاهد الرعب بعد، فبعد أن فرّت عائلة خليفة محاولة الوصول لبلدة بيتا، واصل المستوطن الذي تبين لاحقا أنه حارس مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي المواطنين، مطاردتهم وسط إطلاق الرصاص الذي اخترق زجاج المركبة الخلفي، وما إن كادت أن تنتهي المطاردة حتى انفجر إطار مركبة العائلة واصطدمت بمركبة فلسطينية أخرى.

يقول خليفة لـ"وفا"، "إن الرصاص الذي اخترق زجاج المركبة كاد أن يودي بحياة زوجته ووالده لولا لطف الله، وطوال الهروب كانت أمه تغطي وجه طفلته تيا لحمايتها، وبعد الحادث نزل المستوطن وهاجمهم وكان يريد ضرب والده، لولا تدخل أهالي البلدة المتواجدين في المكان".

ويضيف "هرّب الأهالي والدي والعائلة إلى مركز ابن سينا لتلقي العلاج، وتمكنت من الفرار برفقة شبان البلدة إليهم لاحقا".

ويشير إلى أنه جرى تقديم العلاج للعائلة، فيما نقل والده ادريس لمستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس بعدما قدمت له الطواقم الطبية الإسعاف الأولي اللازم.

"تيا لم تنم حتى ساعات الفجر الأولى وأمضت ليلتها في البكاء، فيما تبدو علامات الرعب والهلع واضحة على زوجتي وأمي، ما جرى كان محاولة قتل متعمد" يؤكد خليفة.

وعلى سرير الشفاء في مستشفى رفيديا، يرقد الوالد المسن ادريس خليفة (69 عاما)، الذي تحدث لـ"وفا": "نجونا بأعجوبة، تلقيت ضربة قوية على رأسي لم أستطع أن أحدد إذا كانت بحجر أو أداة حادة، بعدما لم أتمكن من الرؤية إثر غاز الفلفل".

وتابع: "رعب ما بعده رعب، ماذا فعلنا حتى نلقى هذا المصير، كل ما فعلناه أننا توجهنا لشراء تموين للبيت، ما هو المبرر ليحاولوا قتلنا"".

ورغم مضي أكثر من 12 ساعة على الاعتداء، إلا أن دموع المسن خليفة لم تتوقف جراء كمية غاز الفلفل التي استنشقها، فيما لُف رأسه بشاشة بعدما خاط الأطباء مكان الإصابة بعدة غرز وأجروا له صورا طبقية، أثبت وجود رضة دماغية على الجهة اليمين من الرأس.

يؤكد ادريس "كانت حوارة ثكنة عسكرية يتوزع الجيش على طول الشارع الرئيس، حيث رقصوا فرحا مع المستوطنين بعد الاعتداء على العائلة".

"لم يمر عليَّ رعبٌ كهذا في حياتي، هذه الاعتداءات تهدف لزرع الرعب والخوف بقلوبنا، لكن سنستمر بحياتنا ونعيش في أرضنا ونتنقل بحرية"، يضيف المسن ادريس.

وأظهرت مقاطع مصورة جنود الاحتلال وهم يرقصون في حوارة، بالتزامن مع تعرضها لاقتحام مجددا، من قبل مستوطنين الليلة الماضية.

وأظهرت مقاطع مصوّرة جنود الاحتلال وهم يرقصون في البلدة التي شهدت هجوما إرهابيا نفذه مستوطنون في 26 شباط/ فبراير الماضي، إضافة إلى الاعتداء على بورين وعصيرة القبلية، ما أسفر عن استشهاد سامح حمد الله محمود الأقطش (37 عاما)، وإصابة أكثر من 392 آخرين، وإحراق وتحطيم عشرات المنازل والمركبات.

ـــــ

ز.ع/ر.ح

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا