الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 16/02/2023 01:20 م

عشرات يسرقون أمن الآلاف

 

نابلس 16-2-2023 وفــا- بدوية السامري

بدلا من أن يزور المواطن حسني عبده (62 عاما) من بلدة بيت امرين غرب نابلس، صديقه في قرية برقة شمال غرب نابلس، يوم الثلاثاء الماضي، تغيرت وجهته إلى أحد المراكز الطبية بعد أن اعتدى عليه مجموعة من المستوطنين بالضرب.

توجه عبده كما يقول في مركبته، إلى منطقة الحاووز الجديد، في برقة، في نية لزيارة أحد الأصدقاء هناك، وعندما كان يهم بالعودة بمركبته من الطريق، هاجمه خمسة مســـتوطنين وانهالوا عليه بالضرب، قبل أن ينبس ببنت شفة.

ويضيف: رش المستوطنون غاز الفلفل على وجهي، فبدأت بالصراخ الهستيري فهربوا، بعد أن أعطبوا عجلات مركبتي الأربعة، وأصابوني بقدمي نتيجة ضربي بالعصي.

الاعتداء على عبده، كان واحدا من الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها مستوطنو "حومش" على المواطنين الفلسطينيين، وممتلكاتهم القريبة.

وبينما يعتدي المستوطنون على عبده، يراسل سائقو المركبات العمومية على طريق نابلس - جنين بعضهم بعضا، للاطمئنان على خلوها من هجوم مباغت لمستوطني "حومش".

يقول ياسر رواجبة وهو أحد السائقين الذين تعرضوا لهجوم المستوطنين خلال العام الماضي لـ"وفا": "إن سائقي المركبات العمومية والكثير من المواطنين الذين يسلكون الشارع ذاته يوميا، على اتصال دائم ببعضهم البعض، وفي حال أي هجوم للمستوطنين على الشارع، يقومون بتغيير مسارهم، وسلك طريق التفافي آخر، يحتاج إلى وقت أطول.

رواجبة تعرض العام الماضي لتحطيم زجاج مركبته، يقول: "هاجم المستوطنون يوم أمس الأربعاء المركبات أيضا على الطريق ذاته، فاضطُررت إلى العودة وسلك طريق آخر، لأن عددا من المركبات كانت قد تضررت بفعل رشقها بالحجارة".

ويضيف: هم على الأغلب مسلحون، لذا يمكن أن نتوقع أن يطلقوا النار علينا في كل لحظة، لذا علينا الحذر الدائم، خصوصا أننا نعمل على هذه الطريق، ونمر بها يوميا أكثر من مرة.

وكان عشرات المستوطنين هاجموا أمس الأربعاء، مدرستين وعددا من المنازل في قرية برقة، شمال غرب نابلس، وتوجهوا بعدها إلى طريق نابلس جنين، وهاجموا المركبات هناك.

ويشير رئيس مجلس قروي برقة زياد أبو عمر إلى أن اعتداءات المستوطنين على أهالي القرية والقرى المجاورة وممتلكاتهم متكررة، وكان آخرها يوم أمس عندما هاجم عشرات المستوطنين مدرستين في القرية وعددا من المنازل، ووصفه بالهجوم الأعنف منذ مدة.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"وفـا"، إن عشرات المستوطنين هاجموا مدرستين ومنازل في القرية، وألقَوا الحجارة باتجاهها، ما أدى إلى تحطيم زجاج نوافذ أكثر من 15 منزلا.

وقال دغلس إن أهالي قرى برقة، وسيلة الظهر، وبزاريا، والقرى المجاورة، يتعرضون بشكل شبه يومي لاعتداءات مستوطني "حومش"، إضافة إلى اعتداءاتهم على طريق نابلس جنين.

ويتواجد الآن حسب ما يشير دغلس حوالي 40 إلى 50 مستوطنا يقيمون في المستوطنة (حومش) في "بركس" كبير وخيام، وهم على الأغلب من ينفذون هذه الاعتداءات، ويقلبون حياة الآلاف رأس على عقب.

ومع أن هناك 4 قرارات للمحكمة العليا بأن الأراضي لأهالي برقة، إلا أن دغلس يخشى إعادة إقامة مستوطنة تلتهم مساحات من أراضي برقة والسيلة الحارثية القريبة.

وكان المستوطنون أقاموا مستوطنة حومش في العام 1982 على أراضي قرية برقة، وفي العام 2005، قامت سلطات الاحتلال بتفكيك المستوطنة ضمن خطة الانسحاب أحادية الجانب، التي طالت أربع مستوطنات شمال الضفة.

ويذكر أن القانون يحظر على الإسرائيليين دخول الأرض التي أقيمت عليها "حومش" بعد أن أقرّت المحكمة العليا الإسرائيلية بأن تلك الأرض تعود ملكيتها لفلسطينيين من برقة، غير أن المستوطنين عادوا إلى تلك الأرض مراراً، ونصبوا فوقها الخيام وأقاموا الفعاليات والمهرجانات.

ورغم مرور حوالي 18 عاما على إخلائها، لم يتمكن أصحاب الأراضي من العودة إليها أو الاستفادة منها، لا بل تحولت "حومش" إلى بؤرة لإرهاب المستوطنين الذين عادوا إليها، واتخذوها نقطة انطلاق لمهاجمة المزارعين، وأهالي قرية برقة، بالإضافة إلى ممارسة أعمال العربدة على شارع نابلس- جنين.

وكانت الكنيست الإسرائيلية أقرت بالقراءة الأولية مشروع قانون إلغاء الانسحاب من شمال الضفة الغربية، الذي سيسمح للمستوطنين بالعودة إلى أربع مستوطنات في شمال الضفة التي انسحب منها الاحتلال بعد تطبيق خطة الانسحاب في 2005، وهي "غانيم"، و"كاديم"، و"حومش"، و"صانور"، علما أن سائر المستوطنات الواقعة في المنطقة "ج" شمال الضفة، لا تزال حتى اليوم تحت سيطرة الاحتلال.

ـــ

ب.أ/ م.ب

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا