الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 05/10/2022 03:23 م

حرب على الحياة الدراسية

 

نابلس 5-10-2022 وفا- فاطمة إبراهيم

لم يكن صباح يوم أمس، صباح يوم دراسي عادي للطفل وليد نضال (16 عاماً) الطالب في الصف الحادي عشر في مدرسة حوارة الثانوية جنوب نابلس.

فالطابور الصباحي لوليد وأصدقائه تحول لمواجهة مع عدد من المستوطنين الذين داهموا مدرسة حوارة الثانوية للبنين، واعتدوا على معلميها وطلابها، وأصابوا وليد بخاصرته لينقل بسرعة إلى الطوارئ.

"تأخر الطابور الصباحي يوم أمس بسبب تواجد المستوطنين في الشارع الرئيسي في البلدة وإعاقة وصول المعلمين والطلاب في الوقت المعتاد، كنا ننتظر وصولهم في ساحة المدرسة وفجأة سمعنا أصوات صراخ المستوطنين الهاجمين علينا"، يقول وليد.

 ويضيف "طلب منا المدير البقاء داخل الساحة وتوجه هو وأربعة معلمين لبوابة المدرسة، لكن سرعان ما هاجمهم عدد كبير من المستوطنين وبدأوا بضربهم، عندها قررنا الخروج لمحاولة منع الاعتداء على المعلمين".

أصيب وليد بحجر في الخاصرة وخضع للفحص الطبي الذي أكد أن الإصابة كانت قريبة جداً من الكلى وأنه كان من الممكن أن تتضرر لو وصلها الحجر بشكل مباشر.

فيما أصيب مدير مدرسة حوارة الثانوية للبنين عبد الحميد ادريس بكدمات في يديه ورجليه بعد ضربة من المستوطنين وهو يحاول منع دخولهم إلى ساحة المدرسة.

يقول ادريس: "منذ ساعات صباح أمس ونحن نترقب كهيئة تدريسية ما يحدث على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة، بعد أن رأينا مجموعات المستوطنين الذين تجمعوا على الشارع وأغلقوا الطريق أمام مركبات المواطنين الفلسطينيين الواصلين إلى نابلس، علمنا انهم انتهوا من أداء طقوسهم الدينية على الشارع وبدأوا بالتحرك والاعتداء على السيارات والمواطنين هناك".

تقع المدرسة على شارع فرعي بعيد عن تجمع المستوطنين، لكنهم وفق ادريس "قرروا التوجه إليها لمحاولة اقتحامها وضرب الطلاب والمتواجدين فيها".

وتابع: "حاولنا منعهم، كسروا سيارات المدرسين وضربونا بالحجارة، حاولت منعهم بيدي لكنهم كانوا بين 50- 70 شخصا، هاجمونا بقوة ولولا لطف الله لتأذى الكثير من الطلاب".

وتجمع عدد من المستوطنين يوم أمس على مفارق الطرق شمال الضفة الغربية، أبرزها دوار طولكرم _ حوارة، وحاجز حوارة العسكري ومفرق جيت قرب قلقيلية لأداء صلوات تسمى "صلاة الشروق" ضمن "الأعياد اليهودية".

وأغلقت الطرقات المؤدية إلى مدينتي نابلس وطولكرم حتى ساعات ظهر أمس الثلاثاء بسبب تواجد المستوطنين الذين تحصنوا بالجيش بعد انتهاء صلواتهم الدينية.

وتتعرض المدارس الفلسطينية لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بشكل شبه مستمر، فقد لا تخلو سنة دراسية من توثيق اعتداء أو أكثر على المدارس بشكل عام، عدا حالات القتل والاغتيال لطلاب خلال توجههم إلى مدارسهم او عودتهم منها، والتي كان آخرها استشهاد الطفل ريان سليمان في الصف الثاني الابتدائي من بلدة تقوع في محافظة بيت لحم بعد ملاحقته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عودته من المدرسة لمنزل عائلته.

ورصدت مديرية تربية جنوب نابلس 90 حالة اعتداء على مدرسة الساوية لوحدها خلال السنة الدراسة الماضية، و5 حالات اعتداء على مدرسة عوريف جنوب غرب نابلس، بالإضافة لحالتي اعتداء على مدرسة بورين.

ويقول اياد عواد من مديرية تربية جنوب نابلس "ما حدث في العام الدراسي الماضي في مدرسة الساوية يدل على حجم الاعتداءات والأضرار والإصرار على تعطيل الحياة الدراسية لطلاب الساوية واللبن الشرقية، ولأكثر من مرة تم تسكير المدرسة واخلائها من الطلبة والمعلمين، ومنع الطلاب من الوصول إليها بحجة مرورهم من الشارع الرئيسي الذي يصادف مرور المستوطنين".

ويضيف "رسالة  مديرية التربية واضحة بأنه لا يمكن تعطيل الحياة الدراسية لاعاقتها في شارع أو هجوم مستوطنين على إحدى المدراس، فعليا هذا ما يريده المستوطن بأن نلغي اليوم الدراسي وأن نمتنع عن الوصول إلى المدارس بسبب هجومهم علينا هنا وهناك".

وفي حين تخطر إسرائيل المدارس ببلاغات الهدم في بعض المناطق، يستمر المواطنون الفلسطينيون في إرسال أبنائهم لتلك المدارس بهدف مواصلة تعليمهم.

ومنذ بداية العام الدراسي الحالي 2022_2023 أخطرت إسرائيل ما يزيد عن 55 مدرسة في الضفة الغربية بقرارات هدم.

وتظهر مقاطع فيديو نشرت في الرابع من شهر أيلول/سبتمبر الماضي طلابا من الصفوف الابتدائية في منطقة مسافر يطا، فقدوا وعيهم بعد تعرضهم لضربة شمس أثناء احتجازهم لساعات طويلة ومنعهم من الوصول لمدارسهم في المسافر.

ويقول مدير مديرية تربية جنوب الخليل ياسر محمد "إن قوات الاحتلال نصبت حاجزا في طريق المدرسة لمدة تزيد على الساعة بجو حار جداً، بحجة عدم وجود تنسيق لدخول السيارة التي يستقلها أحد الطلبة والتي كانت تابعة لمديرية التربية، ما أدى لإغماء الطالب إثر تعرضه لضربة شمس، حيث نقل بالإسعاف لتلقي العلاج".

وحتى كتابة هذا التقرير وصلت أخبار من إحدى مدارس جنوب الخليل باعتداء قوات الاحتلال على طالبات المدرسة وإطلاق قنابل الغاز صوبهن ما أدى لإصابة عدد من طالبات المرحلة الابتدائية بجروح في الرأس والوجه.

ـــــ

/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا