رام الله 13-9-2022 وفا- إيهاب الريماوي
يواجه النّحال سامي كتلو من بلدة دورا جنوب غرب الخليل، صعوبة بالغة في تسويق عسله في السوق الفلسطيني، الذي يرى بأنه غارق بالعسل المستورد والإسرائيلي الأقل جودة من نظيره الفلسطيني.
مزرعته كتلو، المكونة من نحو مئتي خلية، تنتج قرابة ثلاثة أطنان من العسل سنوياً، يواجه تسويقها "رزمة" من المشكلات تتمثل بالببطء الشديد في عملية التسويق خلال العام، وتكدس الكميات، إضافة إلى أن سعر العسل المستورد أقل بكثير من المحلي، رغم أن جودة العسل الفلسطيني تضاهيه بكثير بل تنافسه عالميا وبدرجات متقدمة، حسب مؤشرات وزارة الزراعة.
يحتاج النّحال، وفق كتلو الذي يعمل في هذا القطاع منذ ثلاثين عاماً، إلى مبلغ 50 شيقلا لإنتاج كيلو العسل الواحد، بينما يباع كيلو العسل المستورد والإسرائيلي ما بين 20-30 شيقلا.
ويعزي المزارع كتلو، الفرق بالسعر بين العسل المستورد والعسل المحلي الى أن الأخير (المحلي) هو طبيعي 100%، بينما العسل الآخر يكون فيه النحل متغذي على السكر، إضافة إلى أنه يدخل السوق الفلسطيني على أنه مربى وليس عسلاً، لكن بعض التجار يبيعونه على أنه عسل طبيعي، وهذا ما يؤدي إلى التوجه الكبير إليه مقارنة بالعسل الفلسطيني.
ويتفق عدد من النّحالين المشاركين في معرض منتجات النحل السادس في مركز البيرة الثقافي بمدينة البيرة الذي ينتهي مساء اليوم الثلاثاء، على أن اغراق السوق الفلسطيني بالعسل المستورد، إضافة إلى الإسرائيلي، أضعف من إمكانية تسويق منتجاتهم بسهولة، رغم الجودة العالية التي يتمتع بها الفلسطيني.
ويؤكد مدير دائرة إرشاد النحل في وزارة الزراعة فادي فقهاء، أن هناك قرارا بمنع إدخال العسل المستورد للسوق الفلسطيني، وجاء ذلك في إطار اجتماعٍ عقد في الخامس من الشهر الجاري ما بين وزارة الزراعة والاقتصاد والضابطة الجمركية ومجلس النحل الفلسطيني، مشيراً إلى أن العسل المستورد لا يخضع لفحوصات الوزارة، وبالتالي لا تعرف مدى جودته مقارنة بالعسل المحلي الذي يمر بعدة فحوصات مخبرية.
ويضيف، أن فلسطين تنتج سنوياً نحو 1000 طن من العسل، في حين كانت كمية إنتاج العسل عام 2014 نحو 400 طن فقط، إلا أن تلك الكمية ارتفعت عام 2015 حتى بلغت ألف طن عسل، بينما شهدت السنتين الماضيتين 2016 و2017 تراجعا بكميات العسل المنتجة، حيث بلغت إنتاجية العسل 540 طنا و640 طنا على التوالي، نظرا للتذبذب المناخي وتراجع كمية الأمطار تلك الفترة.
ويصل سعر كيلو العسل المحلي ما بين 80-100 شيقل، نظراً للتكلفة العالية لإنتاجه، كما المناخ في فلسطين لا يقارن بالمناخ الاستوائي الذي فيه وفرة من الأمطار، وبالتي كثرة النباتات، وصولاً إلى التدفق الكبير بالإنتاج رغم أن الأخير عسله فيه رطوبة عالية، ويباع بسعر أقل من العسل الفلسطيني.
وتحاول وزارة الزراعة البحث عن قنوات تسويقية للعسل الفلسطيني الذي يعمل فيه بشكل دائم نحو ألفي نّحال في الضفة الغربية وقطاع غزة وفق فقهاء، إن كان في المحيط العربي أو حتى العالمي، خاصة أن عسل فلسطين يضاهي الأعسال العالمية.
ويتوزع في المحافظات أكثر من 80 ألف خلية نحل، منها 13 ألف خلية بمحافظة جنين، تليها الخليل 10 آلاف خلية، ونابلس وطولكرم كل منها 8 آلاف، ورام الله والبيرة وسلفيت 4000 خلية لكل منهما، وأريحا والأغوار وقلقيلية 4500 خلية، وطوباس وبيت لحم 2600، والقدس 1800 خلية.
ويتوفر في الأراضي الفلسطينية عدة أنواع من العسل: عسل الحمضيات، والخرفيش (أرقى الأنواع)، وحبة البركة، واليانسون، والكزبرة، والمرار، والزعتر البري، وسدر الدوم، وسدر الربيض، وعسل الرباط، والكينا، والروبينيا.
وخلال السنوات الماضية عملت وزارة الزراعة إلى تنويع منتجات النحل إلى جانب العسل، وجرى تدريب نحالين ومهندسين زراعيين على إنتاج "غذاء الملكات، وحبوب لقاح وعلك النحل، وإنتاج شمع العسل، وجرى عقد دورات لإنتاج الكريمات من خلال العسل.
ويلقح النحل من 75-80% من المحاصيل الزراعية التي يتغذى عليها الإنسان والحيوان، وكل حقل يتم تلقيحه من نحل العسل يزيد إنتاجه من 30-50% وكذلك جودة المنتج.
ويشدد فقهاء، على ضرورة رفع الوعي لدى المستهلك الفلسطيني بأنواع العسل وكيفية التمييز بين العسل الطبيعي والمغشوش، وأشار الى أن غياب ذلك يؤدي الى ضعف الثقة بمنتجات النحل الفلسطينية، وعدم مطابقة بعض المنتجات الفلسطينية للمواصفات المطلوبة.
وطالب النّحال نضال النوباني من قرية مزارع النوباني شمال رام الله، الذي يعمل في هذا القطاع منذ عام 1995 وينتج سنوياً نحو 7 طن من العسل، وزارة الزراعة، بضبط العسل وإجبار التجار على وضع إشارة عليه بأنه عسل طبيعي أو يحتوي على كميات من السكر.
ـــــــــــــــ
إ.ر/ ف.ع