غزة 13-3-2022 وفا- حسين السنوار
فوانيس.. مباخر عطرية.. شراشف رمضانية.. أحبال مضيئة.. نجوم وأهلة لامعة.. زجاجات ماء ملونة.. كل هذا أصبح يزين محال بيع التحف والهدايا والمكتبات والأدوات المنزلية في قطاع غزة إيذانا باستقبال شهر رمضان المبارك مطلع نيسان/ إبريل المقبل.
مع بداية الشهر الجاري، بدأت نفحات الشهر الكريم تلوح في الأفق، وباتت مظاهرها واضحة في الشوارع، والطرقات، والمحال التجارية المهتمة بموسم الخير، فلا يكاد مكان أو شارع أو حتى زقاق إلا وفيه ما يدل على قدوم رمضان الخير والبركة كما يحلو لأصحاب المحلات والمواطنين تسميته.
محمد المجايدة صاحب محل لبيع التحف والهدايا، يتحدث لـ"وفا" عن استعداداته لاستقبال الشهر الفضيل، بالقول "لقد عقدنا العزم هذا الموسم أن يبدأ باكرا من أجل تعويض بعض الخسارة التي حلت بنا على مدار عاميين متتاليين، بسبب جائحة كورونا، والاغلاقات التي صاحبتها، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وذكر أن الموسم الحالي لا يبدو "موسما دسما"، كما كان متوقعا، ويعود ذلك لارتفاع أسعار السلع الأساسية، بسبب التطورات التي طرأت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ما ينعكس سلبا على مجريات الحياة اليومية لشعبنا بما فيها التحف والهدايا.
وأعرب المجايدة عن أمله في أن يعم الأمن والأمان والسلام والاستقرار كل ربوع العالم، خاصة في بلادنا، لكي يعيش المواطن حياة كريمة تمكنه من توفير متطلبات حياته اليومية وقوت أطفاله وألعابهم أسوة بالعالم أجمع، خاصة الأشياء الرمضانية من الفوانيس والألعاب والتحف التي تميز هذا الموسم عن غيره.
أما يوسف أبو صبيح، فقد تفنن في ترتيب الفوانيس والمباخر والتحف الرمضانية على رفوف محله، وأضاءها بألوان مختلفة للفت الانتباه لعل أحد المارة يشتري منها خاصة مع حالة الركود الاقتصادي الذي يمر به شعبنا.
وأشار إلى أن الفوانيس الرمضانية منها ما يعمل بالكهرباء مباشرة، ومنها على البطاريات وأخرى على الشحن، لافتا إلى أن الستائر المضيئة أيضا كذلك وأنه يفضل تلك التي تعمل بالشحن لتستخدم في أوقات انقطاع التيار الكهربي اليومي لأنها تعطي منظرا جماليا رائعا وكذلك إنارة صفراء أو ملونة هادئة تؤنس النفس في تلك الأوقات.
وذكر أن الأصوات والموسيقى أصبحت تلعب دورا أساسيا في الفوانيس، فأغاني رمضان والعيد المشهورة لابد وأن تكون مصاحبة له مثل (حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو) وغيرها، إضافة إلى أدعية الحرم المكي المشهورة للشهر الكريم، لافتا إلى أن منها أصبح باستطاعة الشخص نفسه إضافة ما يريد من أصوات ومنها ما يكرر الصوت خلف المتحدث مثل الببغاء.
وأضاف أبو صبيح، أن الأسعار هذا العام تعد أقل من الأعوام الماضية؛ لكثرة العرض، وقلة الطلب، عدا عن تكدس البضائع من الأعوام السابقة في مخازن التجار، كون الأسواق كانت مغلقة بسبب جائحة كورونا، ولا يريدون أن تبقى عندهم، ومنهم من يقوم ببيعها بأقل من سعر التكلفة أملا بتوفير سيولة مادية ليتمكن من جلب أصناف أخرى يحتاجها السوق، مشيرا إلى أن الأسبوع الحالي كانت فيه حركة تجارية أنشط من ذي قبل، بسبب رواتب الموظفين.
بدوره، قال المواطن خالد ريان، إنه جاء بأطفاله إلى محال بيع التحف الرمضانية لشراء الفوانيس، والبالونات المزينة بعبارة رمضان كريم، ليدخل البهجة إلى قلوبهم، وإخراجهم من الأجواء النفسية الصعبة بسبب ما مروا به من حرب وقصف وتصعيد إسرائيلي العام الماضي.
ولفت ريان إلى أن المواطن في غزة من سنوات خلت لم يشعر بأجواء رمضان والعيد، ويعود ذلك بسبب تعمد الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانه في أغلب المواسم الرمضانية، أو الأعياد، ما يخلف ضحايا شهداء وجرحى وثكلى، وينعكس سلبا على نفسية المواطنين.
من ناحيته، قال المواطن علاء البيومي، "العيد فرحة، ورمضان فرحة، ويجب علينا أن نتعالى على الجراح والألم، ونحتفل برمضان نحن وأبناؤنا، ونعيشه بأجوائه، ونفحاته، وأيامه المباركة، ويجب علينا أن نعكس ذلك على بيوتنا، ومحيطنا، فلعل القادم يكون أجمل".
وتمنى البيومي أن يعم الأمن والاستقرار على شعبنا، وأن يكتمل حلم شعبنا بالتحرير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بقيادة الرئيس محمود عباس.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حرم أبناء شعبنا من الاحتفال ببهجة رمضان والعيد العام الماضي وحصد عشرات الأرواح خلاله، وخلف آلاف البيوت المهدمة والأسر المشردة.
وختاما: تبقى فوانيس رمضان وأشياؤه الجميلة عالقة في الأذهان ويهواها الإنسان مهما كبر وتقدم في العمر، ويبقى يقتنيها في بيته سنوات وسنوات من خلال توفيرها لأطفاله كل موسم، حتى لو كانت عنده من العام الذي قبله.