أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 07/02/2022 11:49 ص

15 حبة جوافة مشتهاة

نابلس 7-2-2022 وفا- بسام أبو الرب

الساعة السابعة من صباح يوم أمس الأحد، كانت لحظات لا تنسى في حياة الأسير المحرر نضال عنتري (42 عاما) من بلدة دير شرف غرب نابلس، بعد عشرين عاما قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عندما أمسك بحبة جوافة وقطفها عن الشجرة.

وصل المحرر عنتري برفقة عدد من الأسرى المحررين، الذين اصطحبوه الى إحدى بيارات الجوافة في محافظة قلقيلية؛ ليحقق حلمه بالوقوف بين أشجار الجوافة والقطف من ثمارها رغم انتهاء الموسم قبل شهور، ليجد 15 حبة جوافة متبقية على الأشجار.

أمسك عنتري بحبة الجوافة بعد أن اشتم رائحتها وتمنى أن يرسل منها إلى إخوته الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدا أنه سيأتي هذا اليوم الذي يقف فيه كل أسير على هذه الأرض يحقق أحلامه البسيطة.

"ربما يصف البعض الأمر بالغريب بالنسبة لأسير قضى 20 عاما في سجون الاحتلال، وهو ليس أكبر أحلامنا كأسرى يبحثون عن الحرية والتحرر لوطنهم، إلا أنه يعتبر أبسط أحلام الأسير ولا يعرف معناه إلا من عاش الحرمان والقهر والذل والحياة الصعبة التي يعيشها الأسرى"، يقول عنتري في حديث خاص لمراسل "وفا".

هذا الحلم البسيط بقي يراود المحرر عنتري لعشرين عاما، حيث اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 5-2-2002، وأفرجت عنه يوم الجمعة الماضي من سجن النقب.

ويتابع "في الليلة الأولى من التحرر لم أعرف النوم حتى بزوغ الفجر، فأنا لم أصدق بعد أنني بين أهلي وبالقرب من والدتي التي حرمت من حضنها لعشرين عاما، بقيت أنظر إلى وجهها طوال الليل وأحدثها".

ويقول عنتري "كانت أجمل اللحظات بعد لقاء الأحبة ورؤية بلدتي، عندما وقفت على سطح منزلنا ورأيت بوادر الربيع ونوار اللوز، هذا المشهد الذي حرمت منه طوال عشرين عاما".

"الدقائق الأولى لحظة الإفراج عني لا تنسى، عندما رأيت هذا الكم الهائل من المواطنين الذين ينتظرونني، موقف جعلني أنسى تعب السنين"، يضيف عنتري.

يعود المحرر عنتري بعد الانتهاء من استقباله المهنئين بالإفراج عنه، إلى والدته ليبقى بجوراها، وإن غالبه النعاس يصحو مرة أخرى حتى يبقى يناظرها وهي نائمة بقربه.

ولا ينسى عنتري في حديثه ذكر الأسرى في سجون الاحتلال وحمل رسالتهم وهمهم، مؤكدا استمرارية التواصل معهم حتى تبقى معنوياتهم مرتفعة وتعزيز القناعة بعودتهم إلى أهاليهم يوما ما، وتحقيق أحلامهم بالحرية.

ويتذكر عنترى أصعب اللحظات عليه داخل الأسر، والتي كانت قبل تحرره بثلاثة أسابيع عندما فقد ابنة أخته، فهو لم يستوعب بعد أنها فارقت الحياة، فهي كانت من أعز الناس عليه حتى أنه لم يقو على زيارة قبرها بعد.

ويروي لحظات صعبة أخرى عندما خاض الإضراب عن الطعام أول مرة بتاريخ 17-7-2004 في سجن "هداريم" لمدة 21 يوما، وكيف كانت مصحلة سجون الاحتلال تمارس سياسة القمع، وتصادر حبات الملح التي كان الأسرى يخفونها بين الملابس وعلى أطراف الفراش، والتي تعتبر أمرا أساسيا في الإضراب عن الطعام.

المحرر عنتري الذي احتفل بعيد ميلاده منتصف كانون الثاني الماضي، بصحبة باقي الأسرى وبإمكانيات متواضعة، حصل على شهادة البكالوريوس داخل الأسر، إضافة الى عدد من الدورات الثقافية والعلمية والتأسيسية، ويطمح لإكمال دراسته العليا.

وحسب إحصائيات نادي الأسير، فإن نحو 121 أسيرا تجازوت محكوميتهم الـ20 عاما في سجون الاحتلال، من أصل 4650 أسيرا وأسيرة تحتجزهم سلطات الاحتلال في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 550 من الأسرى المرضى، و200 طفل وقاصر، إضافة إلى 34 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون"، فيما تحتجز سلطات الاحتلال في ثلاجاتها سبعة جثامين من شهداء الحركة الأسيرة الذين وصل عددهم الى 226 شهيدا.

ـــــ

/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا