غزة 26-1-2022 وفا- علي الفرا
دفعت الأحوال الجوية السائدة، وحالة الفقر التي يعاني منها قطاع غزة، المواطن محمد عوض الله، من مدينة رفح جنوبا، لصنع مدافئ بأشكال مختلفة بالاعتماد على المواد البالية، بحيث تعمل بواسطة الفحم أو الحطب.
عوض الله (46 عاما) قال إنه استوحى الفكرة من فيديوهات شاهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقبائل تسكن الغابات، وتصنع مدافئ بمنظر لافت، ولا تحتاج لإمكانيات كبيرة، وكل اعتمادها على الحطب.
وأضاف أن عدد أفراد أسرته، وحاجته لمصدر دخل ليعيلهم، وليخفف أعباء ثمن الوقود والغاز على المواطنين، لجأ إلى تطبيق هذه الفكرة، مشيرا إلى أن أول تجربة له في صنع مدفئة كانت من صفيح ومخلفات الأدوية الزراعية والمياه الغازية، الأمر الذي لاقى استحسانا من عائلته، حيث قام شقيقه بالتقاط صوره للمدفئة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تنهال بعدها الطلبات عليها، ويبدأ بإنتاج كميات منها.
وتابع "الجسم الأساسي للمدفأة مصنوع من الإسمنت والهيكل الخارجي من الصفيح ومخلفات الأدوية المعدنية، التي يصنع منها أشكالا مختلفة وجذابة"، موضحا أن أبرز الصعوبات التي تواجهه هي عدم قدرته على توفير المواد الخام التي تصنع منها المدافئ فهو يعتمد بشكل أساسي على الصفيح المستخدم في أدوية الزراعة، وهو لا يتوفر بشكل دائم.
وأشار عوض الله "أسعى دائما لتجديد المواد التي اعتمد عليها، إضافة الى أنني أصنع مدافئ صغيرة، ومواقد للنار بحجم علبة مياه غازية، كما أصنع مواقد صغيرة تعمل بالكحول والفازلين يخرج منه افتيل قطن ليبقى مشتعلا يستخدم للتدفئة وصنع المشروبات الساخنة، كما أن أبوابها تأخذ أشكالا مختلفة يعطيها منظر يجذب الزبائن.
وقال عوض الله إنه عمله يدوي بالكامل ولا يحتاج إلى آلات أو ماكينات، مشيرا إلى أنه يبدأ ببناء هيكل المدفئة بالإسمنت والحديد، ومن ثم تفصيل الهيكل الخارجي لها من المعدن.
وتمنى عوض الله أن يجد من يمول مشروعه، ليتمكن من توفير أجهزة حديثة يزيد بها إنتاجه، ويصبح أكثر جودة خاصة أنه أصبح يعاني من ألم في عضلات وأعصاب يديه بسبب صعوبة عمله، لكنه مضطر لذلك ليعيل أسرته.
ويعاني قطاع غزة من ارتفاع شديد في نسبتي البطالة والفقر، حيث أكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر.
وأكد المتحدث باسم وزارة العمل رامي المهداوي لـ"وفا"، أن نسبة البطالة بلغت في الربع الثالث من عام 2021 في القطاع 50.2%.
ــــــــ
ر.ح