رام الله 23-9-2021 وفا- علاء حنتش
دبلوماسية الكوفية سنّها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، الذي حوّل الكوفية من رمز محلي إلى هوية وطنية حلت في كل العواصم وتحولت إلى رمز للثائر في العالم، وتعمد أن يعتمرها، لربطها بالحضور الفلسطيني في كل المحافل.
وكانت الكوفية الفلسطينية أحد أهم رموز الهوية الفلسطينية بعد ثورة عام 1936، وكانت دلالة للثوار في كل أرجاء فلسطين حتى يومنا هذا، لتغذو رمزا من الرموز الدالة على الفلسطيني في كل العالم.
إن إساءة حركة "حماس"/ ذراع الإخوان المسلمين، للكوفية في جامعة الأزهر ليس بجديد، فقبله كانت إساءة القيادي في الحركة محمود الزهار للعلم الفلسطيني ووصفه له "بالخرقة"، وكذلك إساءة عناصرها للمفتي محمد حسين في المسجد الأقصى المبارك، فهذه الممارسات والاستخفاف بهويتنا جزء من سلوك ونهج منظم للإقصاء والإساءة للحالة الوطنية لصالح المشروع الإخواني.
يستذكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، أحد المواقف التي كانت فيه للكوفية دلالة على هوية فلسطين في محفل دولي، قائلا: "في بداية التسعينيات كان مقررا أن تشارك فلسطين في مؤتمر الشبيبة العالمي في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ، بوفد يترأسه الشهيد القائد أبو علي مصطفى، واستعدادا لذلك، عقد اجتماع لوفود الاتحاد العام لطلبة فلسطين من عديد الدول في تونس، لبحث مضمون وطبيعة المشاركة والحضور والأدوار".
وأضاف: "كان من أهم القضايا، هو كيف نلفت نظر العالم إلى وفد فلسطين، واقترح الحضور أن يرفع علم فلسطين، فرد الشهيد القائد مبتسمًا، ربما لا يعرف العالم علم فلسطين ولا منظمة التحرير، لكنهم يعرفون رمز فلسطين وقائدها أبو عمار بكوفيته، فذهل الجميع من سعة أفقه وبداهته".
وتابع: "لا يمكن ولا يجوز لأحد أن ينتقص من رموزنا السياسية والوطنية، فهي مكوّن أساسي من هويتنا الوطنية التي ستبقى للأجيال، ومن يسيء لها لا بد وأن يعيد مراجعة منسوب وطنيته وانتمائه لفلسطين وطنا وقضية، فطالما كانت وستبقى هذه الرمزية الثلاثية (العلم الفلسطيني، والكوفية، وأبو عمار)، مجتمعة أو منفردة تشكّل بطاقة التعريف لفلسطين والثورة لكل العالم".
الباحثة في التراث والأثواب الفلسطينية، مها السقا، أكدت أن الكوفية الفلسطينية كرمزية وطنية سياسية وثقافية وتراثية، خط أحمر، ومن يمس رمزيتها يمس الشعب الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه، وما جرى من إساءة لهذه الرمزية معيب ويتنافى مع أدنى مقومات الوطنية.
وأضافت، ان رمزيتها الوطنية والسياسية، جاءت منذ العام 1936، حيث كان الثوار يلبسونها ويخفون وجوههم حتى أصبحت رمزًا دالا على الثوار، وللتمويه وتضليل البريطانيين حتى لا يقبضوا عليهم، وتم تعميمها بعد ذلك حتى لا يتم تمييز الثوار من غيرهم، واستكملت هذه الدلالة بعد اعتمارها من قبل الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، ومن هنا وصلت الى العالمية، ويتوشحها كل المناضلين المناصرين لشعبنا الفلسطيني.
وتابعت: ومن الجانبين الثقافي والتراثي، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتراث الفلسطينيين، ونرتديها ونتوشح بها كرمز للعزة والفخر برمز من رموزنا الوطنية.
صاحب "مبادرة الكوفية الفلسطينية" محمد دويكات، قال: "إن الإساءة للكوفية إساءة للشعب الفلسطيني برمته"، موضحا أنه "في العادات الفلسطينية، إذا تم إنزال الكوفية عن رأس شخص من قبل شخص آخر فهذه إهانة، فكيف الحال إذا أسيء لها سواء بحرق أو دوس، فهذه إهانة لكل الشعب الفلسطيني وتاريخه ونضاله. فهي توضع على الرأس وهو أعلى الجسد للتكريم والوقار والهيبة، وهي هوية الفلسطيني وهو هويتها، وليست مجرد قطعة قماش".
وأضاف: للكوفية رمزية عالمية لا تقل عن العلم الفلسطيني، وهي تعتبر بالنسبة للشعوب العلم الثاني لفلسطين، وكل من يراها في العالم يعلم أنها رمزية فلسطينية.
ـــ
ع.ح