هانوي 17-12-2025 وفا- شهدت العاصمة الفيتنامية هانوي، حفل إطلاق مجموعتين شعريتين باللغتين الفيتنامية والإنجليزية، يتقدمهما ديوان "حجر مراد" للشاعر مراد السوداني، الأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الذي يزور فيتنام رسميا تلبية لدعوة من رابطة كتاب فيتنام، إلى جانب ديوان "تحت ظلال الزيتون" للشاعر الفيتنامي نغوين كوانغ ثيو، رئيس رابطة كتاب فيتنام.
وجاء هذا الحدث الثقافي ليشكّل لقاءً شعريا إنسانيا يسلّط الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني وصموده، وجسّد في الوقت ذاته عمق التضامن والصداقة المتجذّرة بين الشعبين الفلسطيني والفيتنامي، بحضور عدد من سفراء الدول العربية والدول الصديقة من آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي المعتمدين لدى فيتنام، إلى جانب نخبة من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي.
ويعكس ديوان "حجر مراد"، الذي كُتب في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وتمت ترجمته إلى اللغة الفيتنامية وصدر عن دار نشر رابطة الكتّاب الفيتناميين، واقعا فلسطينيا قاسيا ومؤلما، حيث تتداخل في قصائده صور الإنسان والحجر والدم والكلمة، لتشكّل عالمًا شعريًا مكثفًا وقاسي الملامح، لكنه مشبع بروح الصمود والإصرار على الحرية والكرامة.
أما ديوان "تحت ظلال الزيتون"، الصادر عن دار نشر رابطة كتاب فيتنام، فيضم قصائد كتبها الشاعر نغوين كوانغ ثيو خلال زيارته إلى فلسطين بدعوة من سفارة دولة فلسطين لدى فيتنام في أيار/مايو 2023، إضافة إلى نصوص كتبها بعد عودته، واستلهمها من تجربة مباشرة على أرض عانت ويلات الاحتلال والحروب، فجاءت نداءً إنسانيًا من أجل الحرية والاستقلال والسلام، ودعوة لإيقاظ الضمير العالمي والتعبير عن التطلع الفلسطيني إلى الكرامة والقيم النبيلة.

وفي كلمة له خلال الحفل، قال سفير دولة فلسطين لدى فيتنام، سعدي الطميزي، إن ديوان "حجر مراد"، يحمل صور صادقة لمعاناة شعبنا، مؤكدا أن هذا العمل، إلى جانب ديوان "تحت ظلال الزيتون"، الذي يعكس عمق مشاعر التضامن والمحبة التي يكنّها الشعب الفيتنامي.
من جانبه، أكد نائب رئيس رابطة كتاب فيتنام، الشاعر تران دانغ خوا، أن مراد السوداني ونغوين كوانغ ثيو يُعدّان من القامات الأدبية البارزة، ليس فقط في أدب بلديهما، بل في تناولهما لقضايا إنسانية مشتركة تهم البشرية جمعاء، مشيرا إلى أن العمق الفكري والبعد الإنساني في تجربتهما الشعرية يمنح أعمالهما قدرة على تجاوز الحدود والوصول مباشرة من قلب الشاعر إلى قلب القارئ.
وحول تجربته الشخصية، أوضح الشاعر نغوين كوانغ ثيو أنه أمضى في فلسطين تسعة أيام فقط، لكنها بدت له كأنها تسع سنوات، لما حملته من كثافة إنسانية وثقافية عميقة، حيث التقى بالشعب الفلسطيني واطّلع عن قرب على تاريخه وثقافته وتطلعاته الوطنية، وكتب بعض قصائده على أرض فلسطين، فيما أكمل أخرى بعد عودته إلى فيتنام.
من جهته، شدّد الشاعر مراد السوداني على عمق العلاقات التاريخية التي تربط شعراء وكتّاب فلسطين وفيتنام منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مؤكدًا أهمية الدور الذي يضطلع به الكتّاب والشعراء في الدفاع عن الحق، ومساندة الشعوب في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال والسلام، داعيًا إلى مواصلة التواصل وتبادل الزيارات بين المبدعين في البلدين.
وأشاد عدد من الشعراء والنقاد بالقيمة الفكرية والفنية لديوان "تحت ظلال الزيتون"، معتبرين أنه يروي حكاية أرض فلسطينية مجروحة لكنها صابرة ومتفائلة وشجاعة، فيما رأى آخرون أن هذه القصائد تمثل صوت ضمير إنساني لا يصمت أمام الظلم، ويزرع في وجدان القارئ حزنًا نبيلًا وأملًا متجددًا بالحرية.
ــ
إ.ر


