رام الله 13-12-2025 وفا- بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سلوفينيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في ارتكاب اعتداءاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار حملات الاستيطان والتطهير العرقي والتحريض في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في ظل إفلاتها التام من العقاب، وفي انتهاك صارخ ومنهجي لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2803 واتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، أشار منصور إلى استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في إرهاب المجتمعات الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتدمير الممتلكات بوتيرة متصاعدة، وذلك تحت قيادة حكومة إسرائيلية تمضي قدما في نزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني وتواصل الإعلان صراحة عن خططها لضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قسرا، ومنعهم من ممارسة حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
ونوه منصور، إلى قيام إسرائيل بتصعيد أنشطتها الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، في انتهاك جسيم للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن 2334 وللآراء الاستشارية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، إلى جانب مواصلة المستوطنين في اعتداءاتهم الإرهابية ضد القرى الفلسطينية، ولا سيما المزارعين والرعاة، بحماية قوات الاحتلال، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، وإحراق المنازل والمركبات وتدمير الأراضي الزراعية، ومواصلة قوات الاحتلال في حملات الاعتقال التعسفي بحق المدنيين الفلسطينيين وإساءة معاملتهم، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ما يقرب من 100 معتقل منذ تشرين الأول/أكتوبر2023.
كما أشار منصور، إلى مواصلة إسرائيل في أعمالها الاستفزازية وغير القانونية في القدس الشرقية المحتلة، منوها بشكل خاص إلى اعتدائها على مقر الأونروا في 8 كانون الأول/ديسمبر في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في تشرين الأول/أكتوبر 2025.
كذلك، نوه منصور إلى استمرار التهديدات والمخططات الإسرائيلية لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، بما في ذلك تصريحات مسؤولين إسرائيليين بأن "الخط الأصفر" يشكّل الحدود الجديدة بين غزة وإسرائيل، في انتهاك آخر لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي الذي يحظر الاستيلاء على الأراضي بالقوة، إضافةً إلى استمرار إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقييد وصول الأمم المتحدة ووكالاتها، في وقت يواجه فيه سكان القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتجلى في المجاعة وسوء التغذية وانهيار المنظومة الصحية، وحرمان مئات الآلاف من المأوى في ظل ظروف جوية قاسية.
وأشار منصور أيضا إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتل أكثر من 383 فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال، وإصابة أكثر من ألف آخرين في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء عدوان الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة بلغت 70,373 شهيد، و171,079 جريح، بالإضافة إلى أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا في الضفة الغربية.
وفي الختام، جدد منصور الدعوة إلى المجتمع الدولي لبذل كافة الجهود اللازمة للحفاظ على وقف إطلاق النار وتوسيعه ليشمل كامل قطاع غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وضمان توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب بما يكفل تحقيق حل عادل ودائم وسلمي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير واستقلال دولة فلسطين.
ــــ
ع.ف


