أبو زهري يطالب بآلية دولية دائمة لرصد اعتداءات الاحتلال على التعليم
سمرقند 9-11-2025 وفا- اعتمد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، خلال اجتماعات الدورة الثالثة والأربعين له، والمنعقدة في مدينة سمرقند في أوزبكستان، بالإجماع أربعة قرارات هامة تخص دولة فلسطين، تتعلق بمدينة القدس، وتأثير وعواقب الوضع الراهن في قطاع غزة، فيما يخص جوانب مهمة "اليونسكو"، ودعم استمرارية الأنشطة التعليمية لمنظمة "الأونروا"، وقرار بشأن المؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة.
وشارك وفد دولة فلسطين في أعمال هذه الدورة ممثلا بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم علي أبو زهري، وأمين عام اللجنة الوطنية جهاد رمضان، والقائم بأعمال سفير دولة فلسطين لدى "اليونسكو" هالة طويل، ومساعد الأمين العام للجنة الوطنية خلود حنتش، فيما مثل سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية أوزبكستان في المؤتمر المستشار بشر الأعرج القائم بالأعمال بالإنابة.
واعتمد المؤتمر العام قرارا بخصوص تأثير وعواقب الوضع الراهن في قطاع غزة/ فلسطين، فيما يخص جميع جوانب مهمة "اليونسكو"، والذي دعا من خلال لوضع برنامج للمساعدة العاجلة لقطاع غزة يتضمن خطة عمل لتنفيذه فورا، وإنشاء حساب خاص للمساهمات الطوعية وفقا للنظام المالي للمنظمة، وإلى رصد الوضع السائد في غزة رصدا نشيطا لضمان مشاركة اليونسكو المباشرة في تنفيذ الأعمال اللازمة المدرجة في نطاق المهمة المسندة إليها، بالإضافة لقرار القدس الذي يتضمن خطة عمل خاصة بصون التراث الثقافي لمدينة القدس القديمة، والقرار الثالث بشأن المؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة والأنشطة التي اضطلعت بها "اليونسكو"، وقرار أخير حول دعم استمرارية الأنشطة التعليمية لمنظمة "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورحب أبو زهري بهذه القرارات الهامة، واصفاً إياها بـ "انتصار جديد للدبلوماسية الفلسطينية وتأكيد على عدالة قضيتنا على الساحة الدولية".
وأكد أن "هذه القرارات ليست حبرًا على ورق، بل هي أدوات قانونية وأخلاقية تدفع باتجاه مساءلة الاحتلال وحماية حقوق شعبنا في التعليم والثقافة والتراث، وهي رسالة واضحة بأن العالم يقف مع الحق والفطرة السليمة".
وأشار إلى أن التعليم في فلسطين ليس مسألة تقنية أو إجرائية، بل قضية كرامة وحق إنساني أصيل، موجهاً نداء عاجلا إلى جميع الدول الأعضاء في "اليونسكو" والشركاء الدوليين، لتوفير الدعم المالي والفني العاجل، لإعادة بناء المدارس، واستئناف العملية التعليمية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين، بعدما عانوه من أهوال الحرب.
واستعرض أبو زهري الحالة الكارثية والأزمة الوجودية غير المسبوقة في العصر الحديث، للحالة التعليمية والثقافية في فلسطين جراء اعتداءات الاحتلال المتواصلة، مؤكدا الالتزام العميق لدى دولة فلسطين برسالة "اليونسكو" في بناء السلام من خلال التعليم.
وطالب بمنح خطة تعافي التعليم المدرسي في قطاع غزة اهتماما خاصا، إسناد التعليم العالي والجامعات في غزة، وبذل اليونسكو جهدها الشخصي لتخصيص برامج خاصة لتوفير احتياجات التعليم في غزة، ومنح اهتمام خاص للبرامج الموجهة لرياض الأطفال والطلبة من ذوي الهمم، بالإضافة لمنح فلسطين أولوية في فرص للشراكة مع الدول الأعضاء لتبادل الخبرات.
وشكر أبو زهري كافة الدول الأعضاء التي دعمت الحق الفلسطيني، وإلى منظمة "اليونسكو" وأمانتها، مثمنا التعاون ما بين "اليونسكو" و"الأونروا"، خاصة فيما ورد حول تعزيز موائمة المناهج التعليمية ومراجعة الكتب الدراسية وفقا لتوصية "اليونسكو"، بما لا يتعارض مع الحق الفلسطيني والموروث الثقافي الأصيل لشعبنا.
من جانبها، أشادت الوفود العربية والإسلامية والصديقة بالقرارات، معربة عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن هذا الإجماع الدولي يعكس الإرادة المشتركة بضرورة إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من ممارسة كافة حقوقها السيادية على أرضها، بما في ذلك في المجالات التي تشكل صميم عمل "اليونسكو".
وجاء اعتماد هذه القرارات بناءً على التوصيات المقدمة من لجان المؤتمر الرئيسية، وهي: لجنة التربية ولجنة الثقافة ولجنة الشؤون المالية والإدارية والمسائل العامة ومساندة البرنامج والعلاقات الخارجية.
وتؤكد القرارات مجتمعة على وضع قضايا فلسطين في صلب أولويات برامج اليونسكو وأنشطتها، لا سيما في مجالات التعليم والثقافة والتراث، التي تواجه تحديات استثنائية تحت وطأة الاحتلال.
ــــــــــــــ
س.ك


