أهم الاخبار
الرئيسية محلية
تاريخ النشر: 22/07/2025 11:35 م

بطريرك اللاتين: إدخال معونات لغزة ضرورة وجودية

جانب من المؤتمر الصحفي (تصوير: الأناضول)
جانب من المؤتمر الصحفي (تصوير: الأناضول)

 

القدس 22-7-2025 وفا- قال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، اليوم الثلاثاء، إن إدخال المعونات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة ليس خيارا، بل ضرورة وجودية إذ إنها الفارق بين الحياة والموت.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، ثيوفيلوس الثالث، في مركز النوتردام بالقدس، بعد عودتهما من زيارة أجرياها إلى قطاع غزة خلال اليومين الماضيين.

وقال بطريرك اللاتين: "عاد البطريرك ثيوفيلوس الثالث وعُدتُ أنا من غزة وقلوبُنا مكسورة لما شهدناه هناك، غير أنّنا وجدنا عزاءً كبيرًا في الشهادات المؤثرة التي قدمها لنا العديد ممن التقيناهم".

وتحدث عن مشاهداتهما خلال الزيارة للدمار والخراب والقتل والجوع والمعاناة التي يكابدها الفلسطينيون في غزة بمن فيهم الأطفال.

وذكر بطريرك اللاتين أن "المعونات الإنسانية ليست خيارا، بل ضرورة وجودية؛ إنها الفارق بين الحياة والموت".

وأضاف أن "تأخيرها لا يعد مجرد تقاعس، بل بمثابة حكم بالموت على الأبرياء. كل ساعة تمضي بلا طعام أو ماء أو دواء أو مأوى تُخلّف ألمًا عميقًا لا يمكن تجاهله".

وتابع: "شهدنا بأعيننا رجالا واقفين تحت الشمس لساعات طوال، فقط على أمل الحصول على وجبة تسدّ جوعهم. إنه مشهد يحمل من الذل ما لا يطاق، ومن الألم ما لا يُنسى. وهو وضع لا يُمكن تبريره أخلاقيا، ولا يُقبل إنسانيا".

وأعرب عن إشادته ودعمه "الجهود الجبّارة التي يبذلها جميع العاملين في المجال الإنساني، محليين ودوليين، مسيحيين ومسلمين، متدينين وعلمانيين، أولئك الذين يُجازفون بكلّ شيء ليُعيدوا الحياة إلى هذه البقعة الغارقة في الدمار والبؤس".

وأردف: "اليوم، نرفع صوتنا عاليا إلى قادة هذه المنطقة والعالم بأسره: لا يمكن بناء مستقبل على أساس الأسر، أو تهجير الفلسطينيين، أو الانتقام. لا بد من أن نسلك طريقا يُعيد الحياة إلى موضعها، ويُرجع الكرامة إلى أصحابها، ويستعيد إنسانية فُقدت تحت وطأة العنف".

وتابع بطريرك اللاتين: "آن الأوان لوضع حد لهذا الجنون، وإنهاء آلة الحرب، وجعل الخير العام للإنسان فوق كل اعتبار".

من جهته، قال بطريرك الروم الأرثوذكس: "نجتمع اليوم وقلوبنا مثقلة بالحزن، لكنها راسخة في الإيمان، عقب زيارتنا الرعوية إلى غزة، تلك الأرض الجريحة التي تنهشها الآلام المتواصلة ويشقّها صراخ شعبها".

وأضاف: "سرنا بين الجرحى والمفجوعين والمهجّرين، والمؤمنين الذين لم تنكسر كرامتهم رغم عظيم معاناتهم".

وزاد أن "رسالة الكنيسة في أزمنة الدمار متجذرة في خدمة الحضور، في الوقوف مع من ينوحون، في الدفاع عن قدسية الحياة، وفي الشهادة للنور الذي لا تستطيع الظلمة أن تطفئه"، مؤكدا التزام الكنيسة "بالدفاع عن المظلومين، كل المظلومين، لا بالكلام بل بالفعل".

وخاطب بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس المجتمع الدولي بالقول: "الصمت في وجه المعاناة هو خيانة للضمير".

وشدد البطريركان على أن "استمرار القصف والدمار في غزة هو مأساة إنسانية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها"، وأكدا أن "الكنيسة ستبقى صوتًا حيًّا للحق.. وراعيةً للكرامة الإنسانية بوجه السياسات التي تنتهك قدسية الحياة".

وجاءت زيارة البطريرك بيتسابالا والبطريرك ثيوفيلوس الثالث إلى قطاع غزة، عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 9 آخرين، بينهم راعي الكنيسة.

ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من  آذار/ مارس الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وخلفت حرب الإبادة، أكثر من 201 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

ــــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا