أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 15/07/2025 11:00 ص

أيمن عودة "باقٍ": فشل محاولة عزل النائب العربي وسط تصاعد التحريض والتضييق على فلسطينيي الداخل

 

رام الله 15-7-2025 وفا- يامن نوباني

في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتصعيده الاستيطاني والتهجيري في الضفة الغربية، لم تتوقف سياسات التمييز والقمع ضد فلسطينيي الداخل، إذ شهد الكنيست الإسرائيلي مساء أمس الاثنين محاولة فاشلة لعزل النائب العربي أيمن عودة من عضويته، في سياق تصعيد تشريعي وإعلامي متسارع ضد الوجود العربي – الفلسطيني داخل إسرائيل.

محاولة عزل سياسية... وعودة يرد: "لن أتنكر لجراح شعبي"

النائب عن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، أيمن عودة، واجه حملة قادها نواب اليمين المتطرف سعوا لعزله من البرلمان، بزعم "دعمه للإرهاب" على خلفية منشور عبّر فيه عن تأييده صفقة تبادل أسرى ودعوته لوقف الحرب على غزة وحق الشعبين في الحرية.

وفي جلسة شهدت توترًا ومقاطعات حادة، واجه عودة هجومًا لفظيًا عنيفًا من نواب اليمين الذين وصفوه بـ"الإرهابي"، بينما دافع في خطابه أمام الكنيست عن مواقفه قائلاً:

"اخجلوا من أنفسكم. لن أتنكر لجراح شعبي. أنا و70% من الناس نريد إنهاء هذه الحرب الآن. أنتم لا تمثلونهم."

وأكد عودة أن تراجعه عن مواقفه سيكون "خيانة لكل سنوات النضال ضد الحكم العسكري والفاشية".

ورغم الحملة الشرسة، فشل الكنيست في تأمين الأغلبية اللازمة لعزله، في صفعة سياسية لمعسكر التحريض اليميني الذي يسعى لتجريم الأصوات العربية المعارضة للحرب والاحتلال.

"عدالة": محاولة لخنق المعارضة وشرعنة الإقصاء السياسي

من جهته، اعتبر "المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل – عدالة"، أن محاولة الإطاحة بعضو الكنيست عودة تمثل "هجومًا على حرية التعبير وتكريسًا لسياسة إسكات المعارضة"، في وقت تتعرض فيه النخب السياسية العربية لملاحقات متصاعدة، عقابًا على مواقفها الإنسانية المناهضة للحرب على غزة.

عقوبات بالجملة ضد نواب عرب

تأتي محاولة عزل عودة في سياق أوسع من الاستهداف، حيث سبق لـ"لجنة الأخلاقيات" في الكنيست أن فرضت عقوبات على نائبتين عربيتين:

إيمان خطيب ياسين (القائمة الموحدة): استُبعدت من الكنيست لمدة شهر وحرمت من راتبها أسبوعين.

عايدة توما سليمان (الجبهة): منعت من حضور اجتماعات اللجان لمدة شهرين، بعد انتقادها استهداف المستشفيات في غزة. في حين تلقى النائب أحمد الطيبي تحذيرًا شديدًا بسبب وصفه جنود الاحتلال بـ"القتلة ذوي الزي العسكري"، ونشره مقطعًا يوثق جريمة إطلاق نار على فلسطيني.

"هآرتس": محاولة لعزل الأقلية السياسية وتكريس هيمنة اليمين

في تحليلها للحدث، علّقت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الإجراء بحق عودة "يعكس انتشار داء التفوق اليهودي الخبيث"، معتبرة محاولة عزله "تأسيسًا لسابقة تطهير سياسي شامل" داخل الكنيست، الذي بات "يضيق ذرعًا بأي صوت معارض للحرب".

الخبير القانوني موردخاي كرمنيتسر وصف الخطوة بأنها "غير مبررة، شائنة، وتكشف عمق الانزلاق نحو الإقصاء السياسي"، محذرًا من تداعياتها على مستقبل التمثيل العربي في إسرائيل.

خلفية سياسية وقانونية قاتمة

تأتي هذه التطورات وسط تصعيد الاحتلال لسياساته تجاه فلسطينيي 1948، من خلال:

سن قوانين عنصرية تقيّد حرية التعبير والرأي.

الهجوم على المناهج والأنشطة التعليمية العربية.

التهديد بترحيل العائلات الفلسطينية في القدس والنقب والجليل.

محاولة إنهاء عمل "الأونروا" وإعادة هندسة مخيمات الضفة.

استبعاد الأحزاب العربية من أي تحالف سياسي أو حكومي مستقبليًا.

ويُنظر لمحاولة إقصاء عودة كمؤشر خطير على تحول إسرائيل إلى دولة فاشية، تُقصي كل من يعارض الاحتلال أو يرفض "رواية الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".

أيمن عودة: سيرة ومسيرة

ولد أيمن عودة في حيفا عام 1975، ودرس الحقوق في رومانيا. شغل عضوية بلدية حيفا عن "الجبهة" بين عامي 1998 و2003، وانتخب سكرتيرًا للجبهة في 2006. كما ترأس لجنة مناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا. دخل الكنيست لأول مرة ضمن "القائمة المشتركة" عام 2015، وبرز لاحقًا كواحد من أبرز الأصوات المدافعة عن الحقوق الوطنية والمدنية لفلسطينيي الداخل.

ـــــــ

ي.ن/ ف.ع

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا