رام الله 13-7-2025 وفا- جددت عائلتا الشهيدين سيف الله حجاز، ومحمد الشلبي، المطالبة بتحقيق العدالة لنجليهما الذين استشهدا في هجوم للمستعمرين على بلدة المزرعة الشرقية، يوم الجمعة الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته العائلتان في البلدة، اليوم الأحد، في أعقاب الانتهاء من تشييع الشهيدين إلى مثواهما الأخير.
وقال كامل حجاز، والد الشهيد سيف الله، إن همه الأساسي هو تحقيق العدالة لنجله في حادثة الهجوم الإرهابي التي شنها المستعمرون، الذين يحاولون الاستيلاء على أرض لا يملكونها دون أي مسوغ.
وأكد أن نجله الشهيد كان يتواجد على أرض تملكها العائلة في منطقة الباطن حين هاجمه المستعمرون واعتدوا عليه بالضرب، ومنعوا بدعم من جيش الاحتلال وعلى مدار 3 ساعات أياً من التوجه إلى المنطقة التي أصيب فيها، وحالوا دون حصوله على أي مساعدة طبية، الأمر الذي أدى لاستشهاده.
وتابع: دائمًا ما يمنعون المساعدة الطبية عن المصابين، هذا هو تكتيكهم. وقال: "شارك الجيش الإسرائيلي في قتله بمنعه سيارة الإسعاف من المرور لثلاث ساعات، كان من الممكن إنقاذه لو تم إخلاؤه مبكراً. حين تم العثور بدا وجهه أزرق اللون وكان يتنفس، وبعد ساعتين فارق الحياة".
وأشار كامل حجاز، إلى أن العائلة تطالب بمحاسبة المستعمرين الإرهابيين، الذين يتواجدون بشكل غير شرعي على الأراضي الفلسطينية، داعياً حكومة الولايات المتحدة إلى أن تفعل شيئاً حيال ذلك، لاسيما أن سيف الله كان يحمل الجنسية الأميركية.
وأضاف: "يتغنون دائمًا، بالعمل من أجل العدالة، ولكن حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فإنهم يحطون من قدرنا. لسنا بشرًا عاديين بالنسبة لهم. هكذا يبدو الأمر. نحن شياطين ومُجرّدون من إنسانيتنا".
وأكد أن العدالة ضد المستعمرين الإرهابيين هي كل ما يطلبه الفلسطينيون، حتى لا يدفن أب آخر ابنه قبله.
ولدى سؤاله إن كان يتوخى من الإدارة الأميركية أن تفعل شيئا لتحقيق العدالة لابنه، أجاب كامل حجاز: "إن شاء الله، ولأكون صادقًا لا أرى ذلك يحدث. فقد وقعت أحداث كهذه في الماضي، وحدث هذا الشيء مرارًا وتكرارًا، وفي العامين الأخيرين قتل 9 من المواطنين أميركيين على يد الجيش الإسرائيلي، ولم يفعل أحد شيئًا".
واتهم حجاز، جيش الاحتلال بأنه يسمح للمستعمرين بالقيام بمهاجمة الفلسطينيين، ولا يقوم بأي إجراء لمنع ذلك، وقال إن الجيش الإسرائيلي في الواقع يسمح بحدوث ذلك، يمكنهم منع المستعمرين من الدخول، ولكنهم لا يفعلون.
وذكر أن هدف المستعمرين من مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تكررت في السابق، هو الاستيلاء على الأرض، ووضع اليد عليها بحماية الجيش.
وأوضح أن نجله الشهيد جاء من الولايات المتحدة لزيارة والدته وأخواته اللاتي يقمن في المزرعة الشرقية، وكان يمتلك متجرًا في مدينة تامبا بولاية فلوريدا.
وأشار إلى أن متجر سيف الله كان واحداً من الأشهر في المدينة، وكان يقصده الناس بسبب تعامله الراقي مع زبائنه الذين أحبوه.
أما رزق الشلبي، فأوضح أن نجله الشهيد محمد، توجه بعد صلاة الجمعة بصبحة شباب من البلدة لمنطقة الباطن للدفاع عنها من هجمات المستعمرين، وهناك وقع هجوم المستعمرين.
وأشار إلى أن آثار نجله فقدت لعدة ساعات كان خلالها هاتفه مغلقاً، فتم التواصل مع الارتباط الفلسطيني الذي تلقى معلومات بأنه معتقل عند الارتباط العسكري الإسرائيلي، وهذا ما أدخل الطمأنينة للعائلة، إلا أن جيش الاحتلال وبعد أربع ساعات عاد ليبلغ بأن محمد ليس معتقلاً لديه، وهي فترة حرمت العائلة وأبناء البلدة من اقتفاء آثاره والبحث عنه، كما يقول والده.
وأضاف: "بعدها اتخذنا قراراً على صعيد البلدة المزرعة الشرقية والقرى والبلدات المجاورة بالتوجه إلى منطقة الباطن للبحث عن محمد، وبعد ساعتين مارس خلالهما جيش الاحتلال الخداع والتمويه، تم العثور عليه وقد فارق الحياة".
وذكر رزق الشلبي أن لا دليل مؤكداً حول الجهة التي تسببت بمقتل نجله، إلا أن ما وقع عليه من تنكيل وفقاً للكشف الظاهري على الجثمان، خاصة الوجه والرأس والرقبة، يجعل أصابع الاتهام موجهة للمستعمرين وليس للجيش.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أكد أن لا شرعية للاستيطان والمستوطنين فوق الأرض الفلسطينية.
وقال في كلمة خلال مراسم تشييع الشهيدين، إن المطلوب اليوم أمام الدعم الأميركي والصمت الدولي أن يكون هناك جدية في فرض عقوبات على الاحتلال والمستعمرين ومحاسبتهم على جرائمهم.
وشدد أبو يوسف على أن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، والتي يتخللها أعمال قتل وحصار وتدمير إن كان في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، أو جرائم عصابات المستوطنين، تندرج في إطار الحرب الشاملة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن فلسطين ودعت فارسين ارتقيا دفاعاً عن الأرض، ممثلة بمنطقة أرض الباطن في بلدة المزرعة الشرقية.
وأشار إلى أن المستعمرين مُنحوا الضوء الأخضر ليعيثوا خراباً وفساداً، مدعومين من حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، وذكّر بتصريح لوزير جيش الاحتلال قال فيه علانية إن الهجوم على القرى وإحراقها لا يشكل عملاً إرهابياً.
وشدد شعبان على ضرورة التواجد الشعبي المكثف في المناطق المهددة بالاستيلاء من قبل حكومة الاحتلال والمستوطنين وحتى يتمكن الأهالي من صد الاعتداءات المتكررة عليهم، ودعا للخروج بالآلاف في فعاليات مقاومة شعبية لدحر المستعمرين المدعومين ليس فقط من حكومتهم المتطرفة، بل من قبل الإدارة الأميركية.
ـــــ
ر.س/ م.ل