أهم الاخبار
الرئيسية ثقافة
تاريخ النشر: 12/07/2025 09:16 م

السوداني ينعى المناضلة بيان نويهض: نفقد قامة وطنية وثقافية عالية 

 

رام الله 12-7-2025 وفا- نعى الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، الإعلامية والأديبة والمناضلة القديرة بيان عجاج نويهض.

وقال السوداني في بيان النعي، اليوم السبت، "من كبير خساراتنا أن نفقد اليوم المناضلة والأديبة والإعلامية، المؤصلة لتاريخ فلسطين بيان عجاج نويهض، زوجة المناضل والأديب والسياسي البارع المفكر شفيق الحوت، وسليلة الأدب والنضال، كانت واحدة من الأمهات البارعات في تربية جيل المواجهة بالإبداع والتميّز، وصاحبة المنازلات الكبرى في الذود عن فلسطين، أرضًا وشعبًا وقضية."

وتابع: "وإذ نودّع اليوم السيّدة بيان نويهض، فإننا لا نطوي صفحةً مشرقة من عطاء المرأة الفلسطينية فحسب، بل نمرّرها إلى الأجيال القادمة بما توجبه العزّة بالفداء، والاعتزاز بالمرأة المناضلة، والمبدعة، والأديبة، والأم المرموقة، والزوجة المكافحة في سبيل حرية شعبها".

ولدت الراحلة في مدينة القدس، ودرست في كلية شميدت للبنات، وفي أواخر خمسينات القرن الماضي أتمت دراستها العليا، ونالت الدكتوراة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية وكان قد أشرف عليها أنيس صايغ، ثم اتجهت إلى التدريس في الجامعة نفسها.

كان والدها من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ومن مؤسسي "حزب الاستقلال العربي" في آب 1932، وأغنت معارفها بفضل مكتبة والدها الذاخرة بالكتب المتنوعة، والتي تركت بصمة في عقلها لا تُنسى.

على الصعيد النضالي انضمت الى "جبهة تحرير فلسطين - طريق العودة "، وهي الجبهة التي أنشأها، في نهاية عام 1963، شفيق الحوت ونقولا الدر وإبراهيم أبو لغد وسميرة عزام الكاتبة والأديبة وهي من كانت المسؤولة عن القسم النسائي في الجبهة.

في عام 1966، قررت بيان نويهض الحوت ترك النشاط الصحفي، ليقتصر عملها الإعلامي على الكتابة الإذاعية، وبعد أن عُيّن زوجها شفيق الحوت مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، وبعد قيام الثورة الفلسطينية، أتيحت لها فرصة التعرّف إلى أبرز قادة الثورة، ومن بينهم أبو يوسف النجار، وصلاح خلف، وكمال عدوان، وأبو حسن سلامة وغيرهم، أما أكبر الصعوبات التي واجهتها في حياتها، فكانت محاولات الاغتيال المتتالية التي تعرّض لها زوجها، والتي وقعت أولها في 17 شباط/فبراير 1967 على باب مبنى منزلهما.

خلفت مجزرة "صبرا وشاتيلا" حزناً كبيراً عندها، فقررت أن تجمع أسماء ضحاياها وأن تسجل شهادات ذويهم، وبدأت هذا الجهد في منتهى السرية مع مجموعة من صديقاتها، حالما خرج المحتل الإسرائيلي من بيروت، وكان هدفها الأول أن تثبت، رداً على التقرير الإسرائيلي الذي صدر عن المجزرة وحمل اسم "تقرير كاهانا"، أن ما جرى هو مجزرة حقيقية ذهب ضحيتها الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء وليس معركة، وتكلل هذا الجهد فيما بعد بصدور كتاب ضخم عن تلك المجزرة أصدرته، في عام 2003، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

ولجانب تفرغها للتدريس الجامعي والبحث التاريخي، تعاونت مع مركز الأبحاث الفلسطيني، ومع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ومع مركز دراسات الوحدة العربية، واختيرت عضواً في هيئة تحرير مجلة "المستقل العربي" الصادرة عن هذا المركز الأخير، وفي مجلس التحرير الاستشاري لمجلة الدراسات.

وكرّم سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، الراحلة الحوت عام 2014 بتقديم درع خاص لها تقديرًا لدورها الوطني والقومي، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية والقيادات الفلسطينية، ووفد عن لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" تتقدمه الشاهدتان على المجزرة الطبيبة البريطانية سوي تشاي آنغ والممرضة الأميركية إلين سيغيل.

ونالت جائزة القدس للثقافة والإبداع التقديرية للعام 2015 لإنجازاتها المميزة في الثقافة الوطنية الملتزمة التي تنتصر للقدس وللفضية الفلسطينية ولقضايا الإنسان والمجتمع، وتسلمت الجائزة من رئيس اللجنة عثمان أبو غربية في منزلها في بيروت، بحضور الوفد المرافق من فلسطينيين مناضلين.

الراحلة الحوت مناضلة وصحفية وأستاذة جامعية ومؤرخة قديرة، ارتبطت بالقضية الفلسطينية منذ شبابها في كنف والدها المناضل القومي والمؤرخ عجاج نويهض، وعمقت هذا الارتباط من خلال زواجها بالقائد الفلسطيني وأحد مؤسسي منظمة التحرير شفيق الحوت، وعكسته في نضالها من أجل تحرر فلسطين وفي مؤلفاتها العديدة عن القضية، خاصة توثيقها أحداث مجزرة صبرا وشاتيلا.

ـــــــ

م.ل

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا