جودة: بقي الصندوق ملتزماً برسالته واستدامة مشاريعه في ظل العدوان الغاشم على شعبنا مُحرزاً عدداً من الإنجازات على الصعيدين الاستثماري والإستراتيجي
رام الله 8-7-2025 وفا- عقد صندوق الاستثمار الفلسطيني، اجتماع هيئته العامة العادية السنوية في مدينة رام الله، برئاسة رئيس مجلس الإدارة إياد جودة، وحضور أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الهيئة العامة، والمدير العام عبد الحميد العبوة.
كما حضر الاجتماع، ممثل مراقب الشركات في وزارة الاقتصاد الوطني بلال كتانة، والشريك في شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" فلسطين، شركة التدقيق الخارجي حازم صبابا.
وقدّم جودة تقريره لأعضاء الهيئة العامة عن العام الماضي 2024، واستعرض في تقريره عدداً من الإنجازات على صعيد البرامج الاستثمارية التي ينفّذها الصندوق، والتقدّم الحاصل على هذه المشاريع بالرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية، كما أشار إلى أن الصندوق عمل خلال العام الماضي على ضخ رأس مال إضافي في عدد من الشركات والمشاريع الإستراتيجية التي يستثمر فيها، انسجاماً مع رؤيته المستقبلية للاقتصاد الفلسطيني، وبدافع من مسؤوليته الوطنية في تعزيز ثبات المؤسسات الاقتصادية.
الإستراتيجية الجديدة للصندوق للأعوام الثلاثة المقبلة
وشمل التقرير المحاور الرئيسية للإستراتيجية الجديدة التي أعدها الصندوق، إذ إن المرحلة السياسية والاقتصادية التي تعيشها فلسطين حالياً، تتطلّب إعادة تقييم الوضع الراهن واتخاذ عدد من التدخلات الإستراتيجية.
وأكد جودة في تقريره أن الإستراتيجية تتواءم مع الظروف الناشئة في الوطن، وتركز على مجموعة من المحاور وهي: الاستثمار في قطاعات ملحّة وضرورية للتمكين الاقتصادي مثل البنية التحتية بما في ذلك قطاعا المياه، والطاقة، والاتصالات وكذلك البنية التحتية للصناعة، وتعزيز الإنتاج الوطني من خلال المساهمة في النهوض بقطاع الصناعة، والرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات لرفع حصة المنتجات الوطنية في السوق الفلسطيني، وجذب وتعزيز الاستثمارات المحلية والدولية التي تستهدف التنمية، وتمكين بورصة فلسطين من الاستقرار. كما أن هذه الإستراتيجية تعمل على خلق قيمة مضافة لكل قطاع مستهدف، بعيداً عن المنافسة مع الشركات الخاصة، وتسعى إلى المساهمة في قيادة هذه القطاعات وتوجيهها وتطويرها، بما يفتح المجال لتمكين شركات القطاع الخاص الفلسطيني، وتعزيز استمراريتها وتنافسيتها.
من جهته، قال العبوة: "تقوم إستراتيجية الصندوق كذلك على تعزيز الحوكمة داخل الصندوق، وخلق بيئة عمل أكثر فعالية بأقل الموارد، تجنباً لتكرار المهام ما بين شركة الصندوق والشركات التابعة، وبهدف الاستفادة من الخبرات المتراكمة في الشركات كافة.
وتطرق جودة، في تقريره المفصل المقدم للهيئة العامة إلى الإنجازات التي أحرزها الصندوق على صعيد البرامج والمشاريع الاستثمارية، وفيما يلي أبرز الإنجازات:
الاستثمار في الصناعة والبنية التحتية الصناعية
مصنع الرابية للأعلاف: أعلن الصندوق خلال عام 2024 بدء الإنتاج التجاري في مصنع الرابية للأعلاف، بقدرة إنتاجية تصل إلى 20 طناً في الساعة. ويقع المصنع على مساحة 16 دونماً في بلدة بيت أولا بمحافظة الخليل، ما يُسهّل على المزارعين في جنوب الضفة الغربية الحصول على الأعلاف بأسعار أقل، ويعزز قدرتهم على الاستمرار والتوسع.
مطحنة أريحا لتصنيع الإسمنت: شارفت الأعمال الإنشائية لمشروع مطحنة أريحا لتصنيع الإسمنت على الانتهاء. ويُعدّ هذا المشروع، المُقام من خلال شركة سند للموارد الإنشائية التابعة للصندوق، من أكبر الاستثمارات الصناعية في فلسطين، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 120 مليون دولار، وطاقة إنتاجية تصل إلى 1.13 مليون طن سنويًا.
منطقة جنين الصناعية: يعمل الصندوق على تطوير منطقة جنين الصناعية، التي تُعدّ أول منطقة صناعية متكاملة في شمال فلسطين. يمتد المشروع على مساحة تقارب 933 دونماً، ويقع في موقع إستراتيجي يربط بين مراكز اقتصادية حيوية، وتبلغ قيمة الاستثمار الكلي في المنطقة حوالي 52 مليون دولار، وستضم قطع أراضٍ صناعية مُجهزة للتأجير، ومنشآت خاصة لاستيراد المركبات وتخليصها جمركيًا. وقد تم توقيع اتفاقية شراكة مع شركة تركية لتطوير المشروع، وتم تأسيس شركة جنين لتطوير وتشغيل وإدارة المنطقة الصناعية الحرة.
مدينة أريحا الصناعية الزراعية: يساهم الصندوق في دعم وتطوير مدينة أريحا الصناعية الزراعية، التي تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 615 دونماً، وتضم مرافق صناعية وتجارية، وبنية تحتية متكاملة تلبّي مختلف الاحتياجات.
إنتاج الطاقة الكهربائية
نجح الصندوق، حتى نهاية عام 2024، في تحقيق وفورات كبيرة من خلال مشاريع الطاقة البديلة، إذ تم تخفيض فاتورة الكهرباء المستوردة بما يقارب 103.8 مليون شيقل، فيما بلغ إجمالي الإنتاج التراكمي لتلك المشاريع منذ بدء التشغيل نحو 271.3 جيجاواط ساعة، بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ حوالي 59.5 ميجاواط سنوياً.
محطة نور الشمال للطاقة الشمسية: أكمل الصندوق إنشاء محطة نور الشمال للطاقة الشمسية، بالقرب من بلدة بيت ليد في محافظة طولكرم، وقد تم تشغيل المحطة بعد ربطها بشبكة الكهرباء الخاصة بشركة توزيع كهرباء الشمال. وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 5.3 ميجاواط، وتغطي مساحة 55 دونماً.
برنامج الطاقة الشمسية على أسطح المدارس: أنهى الصندوق خلال عام 2024 تنفيذ هذا البرنامج، وذلك بعد تركيب أنظمة طاقة شمسية على أسطح 331 مدرسة في مختلف محافظات الوطن. وقد نُفّذ هذا البرنامج بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وشركات كهرباء محافظة القدس، وكهرباء الشمال، وكهرباء الخليل. وقد أسهم البرنامج في تحقيق توفير تراكمي في فاتورة الكهرباء السنوية يزيد على 29 مليون شيقل للمدارس المستفيدة.
محطة جنين لتوليد الكهرباء: شهد عام 2024 تقدماً ملموساً في تطوير المرحلة الأولى من المشروع، الذي يُعد من المشاريع الإستراتيجية الهادفة إلى تعزيز أمن الطاقة في فلسطين. وقد شملت أبرز الإنجازات تمديد ربط الشبكة الملزم للمرحلة الأولى، وتأمين سعة 265 ميجاواط على الشبكة الكهربائية عالية الجهد، إلى جانب إبرام اتفاقية شراء الطاقة مع الشركة الفلسطينية لنقل الكهرباء (بيتل).
البنية التحتية للاتصالات والاقتصاد الرقمي
شركة (أوريدو فلسطين): حققت الشركة تقدماً خلال العام المنصرم، بالرغم من كل التحديات والعقبات التي تواجهها خاصة في قطاع غزة، حيث زادت قاعدة المشتركين لتسجّل ارتفاعاً بنسبة 8% ليصل إجمالي العدد إلى 1.55 مليون مشترك.
شركة مدى العرب: واصلت الشركة تعزيز حضورها في قطاع الاتصالات من خلال توسيع رقعة التغطية بخدمات (الفايبر) في مختلف أنحاء فلسطين، ونجحت في إيصال شبكتها إلى جميع المحافظات الفلسطينية ومعظم التجمعات السكانية، وإمكانية تقديم الخدمة إلى ما يزيد على 172,000 منزل ومؤسسة وشركة.
الاستثمار في سوق المال الفلسطيني
يُعدّ الصندوق من أكبر المستثمرين في الشركات المدرجة في البورصة (حوالي 12-15% من القيمة السوقية للبورصة)، وقد لعب دوراً محورياً في الحفاظ على استقرار السوق، لا سيما خلال الفترات الحرجة. فعلى الرغم من تراجع أسعار أسهم العديد من الشركات المدرجة نتيجة العدوان الغاشم على شعبنا، فإن الصندوق حرص على التمسك باستثماراته القائمة، بل عمل أيضاً على رفع مساهمته في عدد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية المهمة، ما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين، ودعم استمرارية عمل تلك الشركات الحيوية.
شركة أسواق: يدير الصندوق محفظته الاستثمارية في بورصة فلسطين من خلال شركة "أسواق" التابعة له، والتي تستثمر بشكل رئيسي في الشركات المدرجة، إلى جانب الاستثمار في عدد من الشركات العاملة وغير المدرجة في السوق المالي. وتُسهم هذه المحفظة في دعم الشركات الوطنية وتعزيزها، وتطوير البيئة الاستثمارية في قطاع الأسهم الفلسطيني، إلى جانب الحفاظ على استقرار السوق، والعمل على جذب الاستثمارات الخارجية.
محافظة القدس
ينفذ الصندوق في محافظة القدس -إلى جانب المشاريع السياحية- مجموعة من البرامج والمبادرات من خلال محفظة الاستثمار المجتمعي، الهادفة إلى تعزيز صمود أهلها، وتفعيل قطاعاتها الاقتصادية، وتوفير فرص عمل لأبنائنا هناك.
برنامج القدس التمويلي للطاقة الخضراء: يتم تنفيذ هذا البرنامج بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، بهدف توفير منح تمويلية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقد تم منح الموافقة المبدئية لـ40 مستفيداً بإجمالي منح يتجاوز 1.9 مليون يورو حتى نهاية 2024. وتم تركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة 1.0 ميجاواط لأكثر من 15 مؤسسة، ما أدى إلى خفض فواتير الكهرباء بما يقارب مليوني شيقل سنوياً، وتوفير أكثر من 50 فرصة عمل جديدة.
برنامج "ابدأ" لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة: تم إقراض 145 مشروعاً مقدسياً بقيمة 3 ملايين دولار، ليساهم هذا الإقراض في توفير حوالي 1,100 وظيفة لأهلنا في القدس والحفاظ عليها.
برنامج المسؤولية المجتمعية في القدس: قدّم الصندوق دعمه لحوالي 20 مؤسسة مجتمعية، تُعنى بقطاعات اجتماعية متنوعة مثل: التعليم، والصحة، وذوي الإعاقة، والمرأة، والشباب، والثقافة وغيرها. وتقدم هذه المؤسسات خدماتها للآلاف من أهلنا في محافظة القدس، وقد ساهم الدعم الذي قدمه الصندوق في استدامة تلك المؤسسات، وتوسيع قاعدة المستفيدين منها.
قطاع غزة
يضع صندوق الاستثمار الفلسطيني قطاع غزة على رأس أولوياته في مجالات إعادة الإعمار والبناء والاستثمار على المديين المتوسط والبعيد. إلا أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها القطاع مع استمرار العدوان على أبناء شعبنا فرضت تغيير الأولويات للاستجابة الطارئة والفورية للاحتياجات الآنية.
أطلق الصندوق برنامجاً عاجلاً لتلبية الاحتياجات الأساسية والملحّة لأهلنا في غزة، وذلك من خلال عدد من المؤسسات الشريكة والعاملة في القطاع. ويشمل هذا البرنامج سلسلة من التدخلات السريعة في أكثر القطاعات تضرراً، وهي الإغاثة، والصحة، والتعليم، التي ما زالت بحاجة إلى المزيد من الدعم والمساندة في هذه المرحلة الحرجة.
كما ناقشت الهيئة العامة تقرير مجلس إدارة الصندوق عن عام 2024، واستمعت إلى تقرير مدقق حسابات الصندوق للسنة المالية المنتهية في 31/12/2024، وصادقت على الحسابات الختامية للصندوق.
وفي نهاية الاجتماع، تقدّم جودة بالشكر إلى القيادة السياسية ممثّلة برئيس دولة فلسطين محمود عباس، على توجيهاته ودعمه للصندوق ومشاريعه الإستراتيجية، وإلى رئيس الوزراء محمد مصطفى على فترة قيادته للصندوق طوال السنوات الماضية التي شهدت العديد من الإنجازات على مستوى البناء المؤسسي والبرامج الاستثمارية رغم التحديات. وكذلك إلى المؤسسات الشريكة من القطاع الخاص الفلسطيني، والمؤسسات العربية والدولية، على تعاونها المستمر وثقتها بدور الصندوق التنموي، وأعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة، والإدارة التنفيذية وكل العاملين في الصندوق على عملهم الدؤوب لتحقيق أهداف الصندوق ورسالته.
يُذكر أن الهيئة العامة للصندوق تتكون من عدد من الشخصيات الاعتبارية بمن فيهم أعضاء مجلس الإدارة، وتتنوع شخصيات الهيئة العامة كممثلين عن مختلف القطاعات والاختصاصات؛ كالمؤسسات العامة والخاصة والمجتمع المدني الذين بدورهم يمثلون المساهم. تجتمع الهيئة العامة بشكل دوري كل عام بحضور مسجل الشركات، ويتم تعيين أعضاء الهيئة العامة بقرار من رئيس دولة فلسطين محمود عباس وفقاً للنظام الأساسي.
ــ
م.ب