أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 11/06/2025 05:31 م

رايق بشارات… حياة متعثرة ورحيل صامت

 

طوباس 11-6-2025 وفا- حارث الحصني

منتصف الليل، اخترق صمت بلدة طمون جنوب طوباس، صوت حافلة بيضاء بلوحة تعريف فلسطينية، محملة بوحدات إسرائيلية خاصة، اقتحمت البلدة بهدوء خاطف، وأطلقت النار على أحد المواطنين، قبل أن يحتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي جثمانه، ويمنع الطواقم الطبية من الاقتراب.

مرت دقائق ثقيلة على أهالي البلدة ومنهم باسل، قبل أن يعرف أن الشهيد الذي ارتقى هو شقيقه، رايق عبد الرحمن بشارات، البالغ من العمر (47 عاما).

استُشهد رايق، الأسير السابق، وزوج الشهيدة، وقد بدأت فصول معاناته في عام 2002، إبان اندلاع انتفاضة الأقصى، عندما انفجر جسم مشبوه داخل منزله في طمون، فاستُشهدت على إثرها زوجته، وبُترت يداه، وأُصيب أحد أطفاله. وبعد عام، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي ليقضي أطول فترات سجنه البالغة 9 أعوام متواصلة بين عامي 2003 و2011.

يقول مدير نادي الأسير في طوباس إن بشارات اعتُقل ثلاث مرات، وكان عام 2021 أحد أبرز محطات نضاله، حين خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام استمر 53 يومًا احتجاجًا على اعتقاله الإداري، إلى جانب ستة معتقلين آخرين. أفرج عنه الاحتلال بداية عام 2022، ليبدأ فصلاً جديدًا من الملاحقة والمطاردة، حتى اغتياله في منطقة الجبل شرق طمون مساء أمس.

بعد الإفراج عنه، طارده الاحتلال حتى تمكن مساء أمس من اغتياله. لكن باسل قال إن شقيقه كان يستطيع الوصول إلى منزله ومنزل ذويه في أوقات محددة.

في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، شنت إسرائيل حرب إبادة ضد قطاع غزة، الذي دمرت فيه كل مناحي الحياة، ورافق ذلك توتر في الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، من اقتحامات للمدن والمخيمات الفلسطينية، وتدمير كبير في البنية التحتية.

لم تسلم أسرته من الاستهداف، فقد داهم الاحتلال منزله أكثر من 20 مرة، مُخلّفًا دمارًا في الممتلكات، وخوفًا دائمًا في قلوب أطفاله.

وبحسب باسل، فإن لشقيقه ولدين من زوجته الأولى (التي استُشهدت عام 2002)، أحدهما معتقل حاليًا، إضافة إلى خمس بنات وولدين من زوجته الثانية، أكبرهم يبلغ من العمر (14 عامًا)، مضيفا: "وضع الاحتلال أجهزة مراقبة قرب منزل الشهيد، لمعرفة متى يأتي إلى المنزل، لقد حرموا أبناءه منه".

ورغم إصاباته وبتر يديه، لم يشكّل رايق خطرًا على أحد، كما يقول أبناء بلدته الذين استنكروا طريقة اغتياله. يقول شقيقه باسل: "كان يمكن اعتقاله، فلم يكن مسلحًا، ولم يشكل تهديدا".

تقول الأرقام لدى التجمع الوطني لأسر الشهداء في محافظة طوباس، إنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بلغ عدد شهداء محافظة طوباس 101، حوالي ثلثهم من بلدة طمون.

ـــــ

ح.ح/ر.ح

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا