رام الله 10-6-2025 وفا- ثمّن الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، المبادرة العالمية التي تقدّم بها الشاعر الكبير فيرناندو رندون، رئيس حركة الشعر العالمية ومهرجان ميدين العالمي للشعر، لدعم غزة وإسنادها، في ظل الاستباحة والحرب المفتوحة عليها.
وقال السوداني، إن هذه التظاهرة الشعرية العالمية من خلال منسقي الحركة الشعرية العالمية هي دلالة على صحوة الضمير الإبداعي في العالم.
وأكد السوداني أن هذه المبادرة العالمية التي تضم 175 شاعراً من العالم من 108 بلدان تشكل تظاهرة وازنة ضد الوحشية الاحتلالية التي تقترف المجازر اليومية في قطاع غزة، من خلال إبادة جماعية وثقافية استهدفت الكتاب والأدباء والمفكرين والأكاديميين، ودمرت المؤسسات الثقافية والفكرية والتراثية، في محاولة لاغتيال الذاكرة والهوية الوطنية الفلسطينية وتزييف الوقائع.
وأضاف السوداني: لقد دمروا فلسطين مكانياً وحاولوا وما زالوا إخراجنا من الجغرافيا بالقتل والحصار والدمار، ولكننا عبرنا التاريخ بقوة الثقافة الفلسطينية المقاومة، وما زلنا نكتب بدمنا تاريخ بلادنا ونسطر بالعناد والإرادة الراسخة والمعاناة والآلام كل سطر من كتاب البطولة والتضحية، أمام فرجة العالم المريبة على دم فلسطين النازف في كل لحظة.
وتابع: أن وقوف أحرار وشعراء العالم في هذه اللحظة المرّة من تاريخ فلسطين يعني لنا الكثير، فقد استُشهد ما يزيد على 46 كاتباً ومبدعاً وفناناً مسرحياً تم اغتيالهم عن سبق إصرار وترصد، منهم 22 كاتباً هم أعضاء في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وتم اغتيال ما يزيد على 100 مفكر وأكاديمي في قطاع غزة.
وأكد أن الاحتلال يريد إسكات الصوت الفلسطيني بإرهابه المنظم، ولكن كتّاب غزة وأدباءها ما زالوا بإرادتهم الثابتة يسطرون إبداعاً استثنائياً دفاعاً عن الحياة والأحلام والأمل والخير العام، ضد التوحش الاحتلالي والموت والتدمير المبرمج.
وأضاف: أن كتابنا يكتبون تحت سماء الشطب والقتل والإبادة ويكتبون بحبرهم الساخن إبداعاً يصل إلى أقاصي الأرض عابراً للحدود والزمن. وهم بذلك يؤكدون أنهم يواصلون حمل راية الإبداع والثقافة الوطنية المقاومة التي غرسها كتابنا ومبدعونا منذ ما يزيد على قرن من الزمان، ولم تسقط راية الثقافة والإبداع، بل ظلّت خفّاقة على جبل المعنى وأعالي الشعر المقاوم.
ويرى الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في هذه المبادرة نقطة ضوء شاسعة وواسعة بحجم معاناة شعبنا في غزة والضفة، وما تتعرض له القدس من تهويد وتزوير وتغيير للمعالم، وما يعانيه شعبنا البطل في عموم فلسطين التي هي تحت سطر النار والاستهداف.
وإن كل قصيدة لشاعر مشارك في هذه التظاهرة الشعرية الوازنة تشكل قنديلاً وهّاجاً يفضح عتمة الاحتلال واستطالات دماره، وإنّ هذه المبادرة تعني لفلسطين قضية وثقافة الكثير، وهي تؤكد أن فلسطين ليست وحدها، بل هي الاسم الحركي للكون وللحرية في العالم، مقدرين الجهود الكبيرة التي يبذلها الصديق الشاعر فيرناندو رندون ومنسقو الحركة الشعرية العالمية ليصل صوت فلسطين إلى العالم، وليُكشف القناع عن وجه الاحتلال الذي طالما ادّعى الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها شعارات اقترف تحتها كل الأهوال والفظائع وهي حقيقة بشعة للاحتلال وجرائمه.
وختم السوداني: أن الجهود المثمرة والمقدرة للشاعر ريندون ومنسقي الحركة الشعرية العالمية تعلن انتصار الحق الفلسطيني أمام همجية الاحتلال، ويصوّب الشعر ومعانيه الشريفة ضد الاحتلال ووحشيته.
ــــــ
س.ك