عمان 2-6-2025 وفا- شارك الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، في تأبين المناضل والمثقف الضمير غطاس صويص (نزيه أبو نضال)، الذي أقيم في النادي الأرثوذكسي بعمّان ونظّمته رابطة الكتاب الأردنيين ومنتدى الأنباط ومنتدى الفكر الاشتراكي.
وأشار السوداني إلى مناقب أبو نضال ابن الفحيص بالمملكة الأردنية الذي غادر مقاعد الدراسة ليلتحق بحركة فتح وقوات العاصفة، ويتعرف إلى القيادات والمسؤولين، ويصبح مدرباً وقائد (معسكر الهامة)، وأول مفوض سياسي ومعنوي لحركة "فتح" وفي المعسكر، ويكتب النشيد الوطني لحركة "فتح": (بلادي.. بلادي.. بلادي.. فتح ثورة عَ الأعادي).
وتابع: كان أبو نضال من أسماء الحركة الوطنية والثقافية الذين حافظوا على صراط فلسطين القويم والسليم، وانخرط في السياق الثقافي ليصبح رئيس فرع الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في لبنان، كما شارك مع الشهيدين ماجد أبو شرار وحنا مقبل في تأسيس جريدة فتح في سبعينيات القرن المنصرم بعمان، ودوره الفاعل في مجلة (فلسطين الثورة) مع الشهداء: ماجد أبو شرار، وكمال ناصر، وحنا مقبل، كما كان من الكتيبة المؤسسة التي حافظت على نقائها وقدمت بكل اقتدار الكثير من أجل فلسطين، وتحمل الكثير من الأعباء خلال سيرة الثورة الفلسطينية ومسيرتها.
واختتم السوداني: "لقد ترك أبو نضال إرثاً وطنيا وثقافياً كبيرا من خلال إبداعات وازنة ومتعددة توزّعت بين السياسة والتوثيق والتأصيل والثقافة والنقد الأدبي، مثله لا يغيب ولا يغيَّب، فهو واحد من أركان الكتيبة الوطنية والثقافية المؤسسة التي حافظت على دورها بكل صفاء ونقاء، واحتمل الكثير للحفاظ على نقاء صوته وبهاء صورته النضالية والثقافية".
بدوره، تطرق الباحث والكاتب الأردني موفق محادين، إلى تجربته الممتدة مع نزيه أبو نضال في معسكرات الثورة في سوريا ولبنان والأردن مناضلاً ومثقفاً عضوياً، وما تمتع به الراحل من طاقة فعل وحضور في كل مراحل الثورة الفلسطينية، وظل ثابتاً على ثابت فلسطين.
وشدد على أهمية دور المثقف في اللحظات الداهمة التي يمر بها العالم العربي، وأن على المثقف العضوي بالتعبير أن يبقى متمسكاً بدوره النقدي والثوري.
من ناحيته، أشار رئيس مركز الأنباط، جواد جبر في كلمته إلى الدور البارز الذي لعبه أبو نضال كمثقف ثوري نقدي لا يحتمل ولا يتوارى، مشيراً إلى أن دوره الثقافي وتعدد مساهماته الإبداعية والنقدية جعلاه حالة ثقافية بامتياز، فأحبه كل من عرفه ووجد فيه ضميراً إبداعيًا حقيقياً.
من جهته، أوضح رئيس منتدى الفكر الاشتراكي خالد مساعدة أن نزيه أبو نضال شكّل قنطرة نضالية وثقافية ونقدية تستحق الدراسة، لما تركه من أثر وفعل باقيين. فقد كان نموذجاً جديراً بالتقدير والاحترام، وإبداعاته علامات باقية، وظل حتى اللحظات الأخيرة محافظاً على موقف ثابت من فلسطين والأمة كمثقف قومي ظلت فلسطين أول معانيه وآخرها، فيما تبقى مساهماته في المشهد الثقافي الأردني حاضرة لكل متابع ومنتبه.
ومن القدس أرسل المطران عطا الله حنا كلمة مؤثرة عن مدارات نزيه أبو نضال الوطنية والثقافية، ودوره في مسيرة الثورة الفلسطينية في مراحلها المتعددة، مستعرضاً الدور النضالي والثقافي لأبي لنضال وما تميّز به من استثنائية قولاً وفعلاً.
واختتم السفير السابق عماد الجدع بكلمة أسرة الراحل الكبير، مشيراً إلى أن هذا الوفاء لأبي نضال هو صفة يستحقها كل حر وأصيل وحقيقي في مسيرة العطاء والفداء، وأن سياق الاقتراب من أبي نضال جعلنا نطلّ على صفات إنسانية عالية تعبر عن روح استثنائية ووطنية وقومية، أوقفت حياتها على ثوابت فلسطين والأمة، ولم يبدّل قناعاته رغم كل الإغراءات، واكتفى بالقليل للمحافظة على نقائه وصلابة موقفه.
وفي نهاية التأبين، تم تكريم زوجة الراحل الكبير نينا الجدع بدرع اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين الذي قدمه مراد السوداني، ودرع مركز الأنباط الذي قدمه جواد جبر.
فيما تمّ تقديم فلم وثائقي استعرض سيرة نزيه أبو نضال ومسيرته في الثورة الفلسطينية والمشاهد الفلسطينية والأردنية والعربية.
ـــــــــ
م.ل