أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 28/04/2025 07:58 م

عرفات قادوس.. ضحية جديدة على "جدار الموت"

خلال تشييع جثمان الشهيد عرفات قادوس في قرية عراق بورين
خلال تشييع جثمان الشهيد عرفات قادوس في قرية عراق بورين

 

نابلس 28-4-2025 وفا – زهران معالي

في السادسة من مساء السبت الماضي، غادر المواطن عرفات قادوس (53 عامًا) منزله في قرية عراق بورين جنوب نابلس، متوجهًا إلى بلدة الرام قرب القدس، محاولًا تجاوز جدار الفصل العنصري، سعيًا للبحث عن لقمة العيش داخل أراضي عام 48.
بحلول الحادية عشرة ليلًا، جاء الخبر الثقيل على عائلته: "عرفات وقع عن الجدار". كانت التفاصيل غامضة، وعاشت عائلته ساعات عصيبة من الانتظار والقلق، حائرةً على مصيره لأكثر من ساعتين، تتخبط بين الأمل والخوف، قبل أن يأتي نبأ الفاجعة عند الواحدة بعد منتصف الليل مؤكِّدًا استشهاده.

قادوس، الرجل الخلوق المحبوب بين أهالي قريته، كان كغيره من أبناء الضفة الغربية ممَّن تحاصرهم البطالة وتخنقهم الظروف الاقتصادية الصعبة، بعد توقفهم عن العمل داخل الخط الأخضر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. لكنه، تحت ضغط الحاجة، عاد ليخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر.

بحزن عميق، قال قصي قادوس، شقيق الشهيد عرفات، لـ"وفا" أثناء موكب التشييع:
"
عرفات كان أبًا لأربعة شبان وابنة، ولأن البطالة تحاصر الجميع، خرج بحثًا عن لقمة العيش فصرعه جدار الموت".

وأضاف قصي أن الظروف الاقتصادية الصعبة، والحصار، والتجويع الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الفلسطينيين، إضافة إلى تعطل شقيقه وأبنائه عن العمل، أجبرته على التوجه إلى ممرات الموت عبر جدار الفصل العنصري، أملًا في مواجهة الواقع الاقتصادي الصعب.

استشهاد قادوس ليس حادثة فردية، بل جزء من مسلسل طويل من نزيف العمال الفلسطينيين الذين يدفعون أرواحهم ثمنًا للبحث عن العمل، إما بالسقوط عن جدار الفصل العنصري أو برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

خلال تشييع جثمان الشهيد قادوس

وبحسب التقارير الصادرة عن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، فقد استُشهد منذ بداية العام الجاري 2025 حتى استشهاد قادوس، 15 عاملًا فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال، أو أثناء الملاحقة داخل الخط الأخضر، أو بالسقوط عن جدار الفصل والضم العنصري.

بلغ عدد شهداء لقمة العيش خلال عام 2024، 56 عاملًا، منهم 25 في سوق العمل الفلسطيني بالضفة، و14 بأراضي عام 48، و13 أثناء محاولتهم التسلل إلى أماكن العمل، إما بالرصاص الحي أو بالسقوط عن جدار الفصل العنصري.

ووفقًا للاتحاد، فإن ما يقارب عشرة آلاف عامل فلسطيني تعرضوا للاعتقال والتحقيق من قبل شرطة الاحتلال، منذ العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

واستنكر الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، ما قامت به قوات الاحتلال من ملاحقة العامل عرفات قادوس، مما أدى إلى سقوطه عن جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، وإصابته بجروح وكسور بليغة أودت بحياته.

وقال: "إن الحاجة الملحة للعمل، وعدم توفر البدائل في السوق الفلسطيني، يدفعان العمال إلى المخاطرة من أجل لقمة العيش".

وناشد سعد، الذي نعى الشهيد قادوس، منظمة العمل الدولية، وجميع الاتحادات والنقابات الدولية وهيئات حقوق الإنسان، بإيجاد حلول جذرية لحماية العمال من انتهاكات واعتداءات وملاحقات الاحتلال عند توجههم إلى أماكن عملهم داخل أراضي 48.

وتلاحق قوات الاحتلال يوميًا العمال على امتداد جدار الفصل العنصري في قرى وبلدات الضفة الغربية، وتمنع الآلاف من الوصول إلى أماكن عملهم داخل أراضي عام 48، وتعتقل الكثير منهم، وتُصيب العشرات بالرصاص أو بالاختناق جراء الغاز السام والمدمع.

ــــــــــــ
ز.ع/ ف.ع

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا