عمان 28-4-2025 وفا- أكد رئيس مجلس إدارة شبكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبحوث الإدارة العامة (مينابار)، الوزير موسى أبو زيد، أن انعقاد المؤتمر الدولي التاسع للشبكة في العاصمة الأردنية عمّان يعكس الدور الريادي للمملكة الأردنية الهاشمية في تحديث الإدارة العامة وترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة في المنطقة.

وفي كلمة له خلال حفل افتتاح المؤتمر، الذي جاء برعاية رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، وبحضور وزير الدولة لتطوير القطاع العام خير أبو صعيليك، وعدد من كبار المسؤولين وصناع القرار والخبراء من أكثر من عشرين دولة عربية ودولية، قال أبو زيد: إن هذا الحدث الدولي الكبير بات محطة سنوية رئيسية لتطوير الإدارة العامة في منطقتنا والعالم.

وشكر أبو زيد، المملكة الأردنية الهاشمية، قيادةً وحكومةً وشعباً، لاستضافتها هذا المؤتمر النوعي، مؤكداً أن اختيار عمّان لعقد المؤتمر ليس مجرد قرار جغرافي، بل هو تقدير لدور الأردن الريادي في الإصلاح الإداري.

وأشار إلى أن عنوان المؤتمر هذا العام: "الإدارة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: التحولات، المرونة، وآفاق المستقبل"، جاء انعكاساً لوعي جماعي بالتحديات العميقة التي تواجهها الإدارة العامة، وإيماناً بضرورة التحول الجوهري في القيم وأدوات صنع القرار والمؤسسات والكفاءات.

وقال أبو زيد: "نحن اليوم بحاجة إلى إدارات عامة مرنة قادرة على التعلّم والتغيير وإعادة ابتكار ذاتها في مواجهة تحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والهجرة وتغير المناخ".

ولفت إلى أن المؤتمر يناقش أربعة محاور رئيسية: التحولات المؤسسية، والمرونة الإدارية، والرقمنة والتحول الذكي، وآفاق بناء إدارات مُمكِّنة للشباب وحاضنة للابتكار.

وأكد رئيس شبكة مينابار أن المؤتمر يشهد مشاركة نوعية من أكثر من 20 دولة عربية ودولية، وتقديم أكثر من 129 ورقة بحثية وعلمية، وتنظيم جلسات حوارية تسلط الضوء على التجارب الناجحة والإصلاحات الحديثة.

وأضاف: "لقد أثبتت شبكة مينابار منذ تأسيسها أنها ليست مجرد مظلة بحثية، بل هي محرك للتحديث الإداري، ومنصة حوارية تجمع بين الشرق والغرب، وبين صناع السياسات والممارسين، وبين الحكومات والمجتمع المدني".

وشدد أبو زيد على أن الإدارة العامة اليوم مطالبة بأن تكون منحازة إلى قيم العدالة والمساواة والشمول، وأن تكون أداة لصناعة التغيير الاجتماعي العادل والنمو الاقتصادي الشامل، قائلاً: "لا تنمية بلا إدارة، ولا إدارة بلا قيم، ولا قيم بلا إنسان".

واختتم أبو زيد كلمته بالدعوة إلى إطلاق منصة دولية تفاعلية لتبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز التعاون عبر الحدود لمواجهة التحديات المشتركة، قائلاً: "دعونا نجعل من هذا المؤتمر منصة لتوليد الأفكار الجديدة ورسم ملامح المستقبل، ولنمضِ معاً نحو إدارة عامة تكون فيها الحوكمة نبراساً، والرقمنة أداة، والإنسان جوهراً".

بدوره، قال رئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة الأردني فايز النهار، إن "مينا بار" دأبت منذ تأسيسها عام 2013 على تنظيم مؤتمرات دولية ناقشت خلالها أبرز القضايا الحيوية المتعلقة بالإدارة العامة وأنظمة الخدمة المدنية في دول المنطقة.

وتابع: عُقد المؤتمر الثامن في جمهورية مصر العربية تحت عنوان: "السياسيات والحوكمة والقيادة في أوقات الأزمات"، لافتا إلى أن المؤتمر هذا العام استمرار لهذا النهج، ويجسد نموذجاً للتعاون الإقليمي في تبادل الخبرات والمعارف والخبرات بين الدول الحكومات والمجتمع الدولي.

وعلى هامش أعمال المؤتمر، تم تجديد اتفاقية تعاون في مجال تحديث الإدارة العامة وتطويرها بين ديوان الموظفين العام في دولة فلسطين، وهيئة الخدمة والإدارة العامة في المملكة الأردنية، وتهدف إلى تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مختلف مجالات الإدارة العامة والوظيفة العمومية، في إطار شراكة مبنية على أسس علمية ومهنية متينة في مضامينها ومنهجيات تنفيذها في المجالات المتفق عليها بين الطرفين.

وتشمل الاتفاقية مجالات التعاون، وتنمية الموارد البشرية العاملة في مجال الإدارة العامة وتطويرها، والاستثمار في الرأسمال البشري لدى الطرفين، لا سيما في الإدارتين الوسطى والعليا، والعمل المشترك في مجال الدراسات والأبحاث، والاستشارات في مجال الإدارة العامة والخدمة المدنية، والعمل المشترك في توظيف تكنولوجيا المعلومات في تمكين الموارد البشرية العاملة في الإدارة العامة والخدمة المدنية، والتعاون في مشاريع التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الموارد البشرية، وغيرها من الأمور ذات العلاقة.

ـــ

ع.ف