الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 14/03/2025 10:45 ص

غارقة بمياه الصرف الصحي.. كارثة بيئية تهدد الحياة في غزة

"الأناضول"
"الأناضول"

 

غزة 14-3-2025 وفا- تحت وطأة الحصار والتجويع اللذين تفرضهما سلطات الاحتلال على قطاع غزة، يواجه المواطنون كارثة بيئية خطيرة تتمثل في غرق بعض الشوارع بمياه الصرف الصحي.

الأزمة تفاقمت بسبب توقف محطات الضخ نتيجة إغلاق الاحتلال المعابر ووقف إمدادات الوقود وقطع التيار الكهربائي، ما يهدد صحة المواطنين وينذر بتفشي الأوبئة.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مطلع آذار/ مارس الجاري، أغلق الاحتلال مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة حرب جديدة.

تفشي الأمراض

المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، حذر في حديثه للأناضول من الوضع الذي يزداد سوءاً، مع فيضانات بيئية خطيرة خاصة في المناطق المنخفضة، وسط مخاوف من تفشي الأوبئة والأمراض.

يقول مهنا إن "استهداف الاحتلال لمحطات الصرف الصحي وبرك تجميع مياه الأمطار وخطوط النقل الرئيسية، إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات، أدى إلى كارثة حقيقية في المدينة".

ويؤكد أن الوضع "بات خارج السيطرة، والمياه العادمة تغمر الشوارع في المدينة التي تعاني من آثار الحرب".

كما يحذر مهنا من أن هذه الأزمة "تنذر بانتشار الأمراض بشكل غير مسبوق، خاصة في الأحياء المكتظة بالسكان، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة، والحشرات والقوارض".

فمنذ 17 شهرا تغرق غزة في ظلام دامس، ضمن سلسلة عقوبات فرضها الاحتلال خلال الإبادة، ما أفرز أزمة إنسانية مأساوية فاقمت من معاناة 2.4 مليون مواطن يعيشون في القطاع المحاصر.

وخلال حرب الإبادة، دمر جيش الاحتلال نحو 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي في القطاع، بحسب الناطق باسم بلدية غزة.

ودمر جيش الاحتلال حوالي 88% من البنى التحتية بالقطاع بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.

ويؤدي استمرار الاحتلال بإغلاق المعابر منذ 13 يوما إلى نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل المرافق البلدية المختلفة، بما في ذلك محطات المياه والصرف الصحي، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من تعقيدها بشكل كبير.

كارثة بيئية

وفي ظل هذا الواقع الصعب، دعا مهنا إلى "تدخل دولي من غرق محتمل بمياه الصرف الصحي وتداعيات صحية خطيرة قد تؤثر بشكل مباشر على السكان وعلى الخزان الجوفي، من خلال إدخال المعدات اللازمة لعمليات الصيانة".

وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2024، قالت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية إن أكثر من 68% من شبكات الجهد المتوسط والمنخفض والنقل تعرضت لأضرار فادحة.

وأشارت إلى أن الإبادة أدت إلى تضرر نحو 830 كيلو مترا من شبكات الجهد المتوسط والنقل ونحو 2700 كيلو مترا من شبكات الجهد المنخفض، كما دمرت أكثر من ألفين و105 محولات لتوزيع الكهرباء.

مشهد يدمي القلوب

المواطن محمد بركات، الذي يقطن مع عائلته بجوار "بركة الشيخ رضوان" المخصصة لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، يتحدث عن المعاناة اليومية التي يعيشها الناس جراء الأوضاع البيئية والصحية الكارثية.

ويؤكد أن "اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار حوّل المنطقة إلى بؤرة للأمراض والمخاطر الصحية، ما يجعل الحياة هناك لا تطاق مع استمرار الفيضانات وتدهور الظروف المعيشية".

ويقول بركات للأناضول: "المشهد يدمي القلوب، نعيش وسط هذه المياه العادمة"، محذراً من "مخاطر صحية غير متوقعة حال استمر الوضع على حاله".

وبركة "الشيخ رضوان" تُستخدم عادةً لتجميع مياه الأمطار، لكنها تعرضت خلال حرب الإبادة الجماعية لأضرار جسيمة نتيجة قصف الاحتلال، ما أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إليها فتحولت إلى خطر بيئي وصحي.

ويقول مهنا: "الاحتلال استهدف بركة الشيخ رضوان أكثر من مرة خلال الحرب مما أدى إلى خلل كبير في منظومة تشغيلها، فيما صعب نقص السولار الأزمة التي أدت إلى اختلاط مياه الامطار بالصرف الصحي".

خطر على السكان

وهذه الحادثة أدت إلى تلوث المياه وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، وتشكيل خطورة على حياة السكان المحيطين فيها، وفق مهنا.

وحذر من أن "تساقط الأمطار خلال الفترات القادمة قد يتسبب في طفح مياه الصرف الصحي، ما قد يؤدي إلى انهيارات في المباني المحيطة بالبركة، وإغراق المنطقة بالمياه العادمة".

وأضاف أن "تسرب هذه المياه إلى الخزان الجوفي سيؤدي إلى تلوث خطير لمياه الشرب في القطاع، ما يشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة ويزيد من تفاقم الأزمة البيئية والإنسانية".

ــــ

م.ع

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا