رفح 17-11-2023 وفا- يومياً، في تمام الساعة الثامنة صباحاً، تغادر أمل الربيعة مدرسة الأونروا حيث لجأت مع عائلتها، منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، في مهمة للعثور على الطعام.
"أول ما أفكر فيه عندما أستيقظ: كيف سأطعم أطفالي اليوم؟" قالت الربيعة.
الأفواه التي يجب إطعامها تشمل زوجها وأطفالها الستة وزوجة ابنها وحفيدين.
وفي ظل القصف المستمر على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تكافج ربيعة لإعالة أسرتها. وهي تنقب بين الأنقاض الواقعة بين المدرسة ومنزلها في حي الشابورة في رفح جنوب غزة، حيث تأمل أن تجد جيراناً لديهم بعض الدقيق لصنع الخبز.
يسرع ابنها سليمان البالغ من العمر 24 عاماً، إلى مخبز قريب ليأخذ رقماً في الطابور، قبل أن يذهب إلى نقطة توزيع المياه.
وقال سليمان إنه يحاول الحصول على القليل من الماء، ثم يعود إلى المخبز قبل أن يفتح أبوابه.
وأضاف أن المهمة المتعبة "تستغرق ساعتين، عندما تكون محظوظا، ولكن في أغلب الأحيان أربع أو خمس ساعات".
وليس هناك ضمان للنجاح في النهاية أيضًا. "نحن نتناوب في الطابور. قبل يومين، انتظرت في الطابور لمدة أربع ساعات ونصف الساعة، وعندما جاء دوري، أخبروني أنه لم يعد هناك خبز. توسلت إليهم أن يعطوني مجرد كسرة خبز". قالت والدته: "لكنهم رفضوا".
ندرة المياه
وتقول ربيعة إن البيت الذي كانت تعيش فيه دمّر جراء القصف الإسرائيلي في اليوم الأول من الحرب.
وأضافت: "حتى الحصان الذي كان يجرّ عربة ابني، وهو مصدر رزقه، قُتل".
يقضي أفراد أسرة الربيعة اليوم فوق أنقاض ما كان منزلاً لهم في السابق. وفي وقت لاحق، انضمت إلى ربيعة شقيقة زوجها نسرين (39 عامًا).
بدأ الزوجان العمل على الفور، حيث قاما بخلط الدقيق مع الماء. كان أحدهما يعمل في العجين، بينما يبحث الآخر بين الأنقاض عن قطع من الورق المقوى والخشب لإشعال النار لإعداد الخبز.
"انظر إلي! أنا أساعدك أيضًا!" قال بلال، البالغ من العمر تسع سنوات، وهو ينشر الملابس لتجف.
يجب استخدام الماء القليل المتوفر، بعناية: القليل منه لغسل الملابس والبعض الآخر للاستحمام.
وقالت ربيعة وهي تشير إلى الحمام الذي لا يزال قائما بين الأنقاض: "بشكل عام، أنا والأطفال نغتسل كل أربعة أو خمسة أيام. وفي بعض الأحيان لا توجد مياه ونضطر إلى الانتظار لفترة أطول".
وقالت: "إنها تتيح لنا الحصول على القليل من الخصوصية، لكننا نشعر بالقلق دائمًا من سقوط قطعة من الباطون على رؤوسنا".
يحاول زوجها عماد إبقاء الأطفال مشغولين، حيث يغني الأغاني التراثية الفلسطينية، ويعزف على الناي.