رام الله 8-12-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 30 تشرين الثاني الماضي، وحتى 6 كانون الأول الجاري.
وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (441) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، إذ يتواصل التحريض ضد القيادة الفلسطينية، وضد إمكانية إقامة دولة فلسطينية، كما يسوّق لإرهاب المستعمرين وهمجيتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية على أنهما تحديان أمنيان، ما يصنع خطابات تبرر الاستمرار في الهيمنة، بدل إنهاء العنف ذاته.
الكاتب متان تسوري دعا في مقال نشره عبر صحيفة يديعوت احرونوت، إلى إعادة المستوطنين إلى غلاف غزة من جديد، معيدا تعريف غلاف غزة كمجال مدني يهودي بحت ويعرض الفلسطيني كخطر دائم يجب عزله.
واعتبر في مقالته بعنوان " إعادة إسكان غلاف غزة من جديد بالقدر المطلوب من الحذر"، أن الأمن ذريعة لإدامة السيطرة. مقدما الاستيطان كعودة طبيعية للحياة بينما يختزل الفلسطيني إلى تهديد يبرر توسيع مجال العزل. ويبرّر بقاء الجيش كحضور بنيوي داخل الفضاء المدني ويصوّره كشرط للحياة، في حين يغيب أي ذكر للسياق السياسي أو لحقوق السكان الأصليين. ما يدفع القارئ إلى قبول منطق القوة كبديل عن حل سياسي، ويشرعن استمرار الاستيطان بوصفه مسارًا لا يمكن التراجع عنه.
وفي مقال آخر على الصحيفة ذاتها للكاتب ايتمار ابخنر، يشرعن عملية توسعة الاستيطان في الضفة الغربية، ويسلط الضوء على ما يقوم به المستوطنون في الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة الحصول على موافقة للسيطرة على الضفة الغربية.
والمقالة التي جاءت بعنوان "يهودا والسامرة بدلًا من "الضفة الغربية": الخطوة الطموحة للمستوطنين في الولايات المتحدة"، تبدو وكأنها خبرية، إلا أنها تُحوّل الموقف الأيديولوجي للمستوطنين إلى سردية "واقعية" بلا مسافة نقدية، ما يجعل تبنّي الرواية جزءا من بنية التقرير نفسه. النص يقدّم التحركات التشريعية في الولايات المتحدة كخطوات طبيعية ومشروعة، ويُخفي تمامًا أثرها على الفلسطيني، فيعيد إنتاج الإقصاء عبر لغة محايدة ظاهرا.
ويعزّز الكاتب شرعية الاستيطان من خلال دمج الخطاب الديني–التاريخي في صياغة سياسية حديثة، بما يرفع مستوى التعبئة ضد أي تصور لدولة فلسطينية. بهذه الطريقة ينزلق القارئ من متابعة خبر إلى تبنّي سردية أحادية تُشرعن الضم وتجرّد الفلسطيني من حضوره وحقوقه.
وفي مقال بعنوان "تقول إسرائيل: لسنا ضيوفًا في يهودا والسامرة بل أصحاب البيت" يروج عوفرا لاكس على صحيفة "مكور ريشون"، لمشروع قانون يهدف إلى إلغاء القانون الأردني الذي يمنع بيع الأراضي لغير العرب في الضفة، ويقدّمه على أنه “تصحيح تاريخي” يمنح اليهود حقًا أصيلًا في الأرض. يقوم النص على سردية تعتبر الضفة ملكًا حصريًا لإسرائيل، ويستخدم لغة “السيادة” و“أصحاب البيت” لنفي الوجود الفلسطيني وتحويل السكان الأصليين إلى عائق قانوني.
المقال يحرض على شرعنة السيطرة على الأرض، ويلمع المستوطنات بوصفها خطوة طبيعية، ويصوّر أي قيود قانونية أو دولية كتمييز ضد اليهود، وتقود هذه البنية اللغوية إلى تطبيع مشروع الضم داخل الوعي العام بوصفه مسار دولة طبيعي، على الرغم من الرفض الفلسطيني والدولي الواسع له.
وفي مقال آخر يحول الكاتب بوتام داشا في مقال بعنوان "قوّات الأمن أخلت تلة – المستوطنون أحدثوا شغبًا، وفي القرية الفلسطينية احتفلوا: "بشارة مفرِحة"، عبلا صحيفة "يسرائيل هيوم" يبني سردية تبرّر سلوك المستوطنين العنيف، حيث يصوّرهم كضحايا لإخلاء "منازلهم"، بينما يظهر الفلسطينيون كجهة عدائية "تحتفل" بالهدم وتتحمل مسؤولية التوتر.
يربط النص بين القرية الفلسطينية وأعمال "إرهاب"، لتبرير ردة فعل المستوطنين وإظهار الهجوم على الفلسطينيين وكأنه نتيجة مفهومة. المقال يحرض ضد الفلسطينيين بتجريدهم من الدوافع والسياق السياسي، ويُظهرهم كمصدر دائم للعنف، في مقابل منح المستوطنين شرعية أخلاقية وإنسانية.
هاجم الكاتب دافيد زيولوني في مقالة على صحيفة "مكورريشون" المقررة الأممية فرانشيسكا البانيز، وينزع شرعيتها، من خلال تصوير كل نقد توجهه لإسرائيل باعتباره تحريضا ومعاداة للسامية. يقدّم النص ألبانيزي كخطر سياسي وأخلاقي لأنها تمنح الرواية الفلسطينية وزنًا دوليًا، ويحوّل أخطاءها أو تصريحاتها المثيرة للجدل إلى دليل على فساد شامل في "معسكر الدفاع عن الفلسطينيين".
التحريض يتم عبر جعل كل من ينتقد إسرائيل شخصًا متطرفًا أو مخادعًا، في محاولة لعزل الرواية الفلسطينية دوليًا وتجريم أي جهة تمنحها مصداقية.
وفي مقالة أخرى، يبرر الكاتب اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، معتمدا السردية المظلومية اليهودية، عبر تصوير اقتحام المستوطنين للأقصى كفعل بريء "هدفه التصوير"، وإعادة تعريف الاعتقال باعتباره قمعًا تعسفيًا.
يروّج المقال للكاتب إيليا عادفي في صحيفة "مكورريشون" لفكرة أن وجود اليهود في الأقصى حق طبيعي، وأن المشكلة ليست في الاقتحام بل في تعامل الشرطة، ما يحجب البعد السياسي والديني للمكان. عبر ذلك، يحرّض النص على تكريس الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، ويحوّل كل اعتراض فلسطيني على الاقتحامات إلى اعتداء على “حرية دينية”.
الصحفي أوري الريخ كتب في صحيفة "مكورريشون" كتب عن أحقية اليهود في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن كل الآثار المكتشفة تؤكد ذلك وهي لليهود.
يستخدم المقال علم الآثار كأداة سياسية لإثبات "الجذور اليهودية" في الضفة، وتبرير السيطرة على الأراضي الفلسطينية بذريعة حماية التراث. ويهاجم أي وجود فلسطيني في المناطق الأثرية باعتباره تخريبا، بينما يصمت عن تجاوزات الإسرائيليين، في محاولة لشرعنة الاستيلاء على الأراضي وإعادة صياغتها كامتداد طبيعي للتاريخ اليهودي. النص يحرض ضد الفلسطينيين عبر نزع ملكيتهم على الأرض، وتقديم التاريخ اليهودي كحجة للسيادة، وتحويل المواقع الأثرية إلى أدوات ضم وفرض واقع استعماري.
وفي النهاية، تُقدَّم الدولة باعتبارها ترمم الماضي وتُعيده إلى أصحابه الحقيقيين، فيما يُمحى الفلسطيني من التاريخ والجغرافيا لصالح توسّع استيطاني مُقنَّع بالخبرة الأكاديمية.
حرض الكاتب دافيد بن بست في مقال بعنوان "تعريفها كسلاح إدراكي: الحملة التي يجب على إسرائيل قيادتها في معركة الوعي" في صحيفة "معاريف" على المحتوى الفلسطيني، مقدما إياه على أنه تضليل منظّم تُشغّله دول معادية، ويحرض على تجريم الرواية الفلسطينية باعتبارها "سلاحًا إدراكيًا". ويشيطن الفلسطينيين بوصفهم منتجين رئيسيين للصور والمقاطع "المزيفة"، ويطالب بقيادة دولية لمواجهة هذا "الخطر"، أي عمليا إسكات الظهور الرقمي الفلسطيني.
النص يهدف إلى خلق بيئة تُعتبر فيها أي سردية تنتقد إسرائيل تهديدًا يجب محاصرته، ما يمهّد لشرعنة الرقابة على المحتوى الفلسطيني واتهامه مسبقًا بالكذب.
التحريض في الإعلام الافتراضي
كتبت عضو كنيست من حزب قوّة يهوديّة ليمور سون هارميلخ على صفحته عبر منصة "إكس"، خلال جولة بين غوشي عتصيون والخليل: "في وجه كل هذه الاضطرابات، ومخططات العدو المدروسة، ومعها التشويه الداخلي، يقف الأبطال الرواد بثبات في التلال والمزارع، مرددين بمحبة عالمية: "أرض إسرائيل لشعب إسرائيل!".
كما كتبت: "الرؤية التفاؤلية الوحيدة التي نضمنها لسكان منطقة الحصار هي الاستيطان في المناطق التي خرج منها القتلة".
وقال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر منصة "إكس": "ميزانية غير مسبوقة بقيمة 2.35 مليار شيكل للحملة على الوعي ولتعزيز دعاية إسرائيل في العالم. أشكر صديقي وزير الخارجية جدعون ساعر الذي يقود منذ عام حملة واسعة على الوعي وعلى شرعية إسرائيل الدولية خلال فترة الحرب. نحن نواجه دولًا تستثمر مليارات الدولارات في القتال ضدنا عبر شبكات التواصل وفي الجامعات، وأخيرًا، بقيادته نحن ندخل هذه الساحة معًا."
وقال عضو كنيست يوليا ملينوفسكي على صفحته عبر منصة "إكس" "اليوم، ولأول مرة، تُقرّ دولة إسرائيل، في وثيقة رسمية صادرة عن إدارة المحاكم، بأن مخربي " النخبة " يُعاقَبون بالإعدام.. أُواصل أنا وعضو الكنيست سيمحا روتمان، حيث نقوم حاليًا بالترويج لقانون مُقاضاة هؤلاء المخربين الحقيرين، مناقشاتنا استعدادًا للتصويت في القراءة الأولى. هذه المناقشات وضغطنا يُؤتي ثماره. سنُصوّت قريبًا على قانون طريق العدالة لشعب إسرائيل".
ــــ
م.ع


