القاهرة 6-12-2025 وفا- طالب المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة، اليوم السبت، أن يترجم الدعم الدولي القوي والتأييد السياسي للأونروا إلى تأييد حقيقي على الأرض عبر دعم العمليات وتمويل الوكالة.
وأضاف أبو حسنة في اتصال مع وكالة "وفا"، أن التجديد للأونروا في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وحصار يمثل رسالة دعم واضحة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين ويعكس التمسك العالمي بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تصفية قضيته العادلة، مشيرا إلى أن هذا التفويض من 151 دولة هو رسالة من المجتمع الدولي مفادها "إننا نثق بعملها ونثق بالخدمات التي يجب أن تقدمها ومازالت تقدمها" وهذا يعطينا دفعة معنوية هامة للعمل.
وأوضح أبو حسنة، أن ميزانية "الأونروا" تعتمد على 95% من التبرعات الطوعية، فلا يوجد قانون يجبر الدول للدفع للأونروا، وهناك عجز مالي تعاني منه الوكالة حتى آذار/مارس المقبل يقدّر بـ 200 مليون دولار لاستمرار الخدمات ودفع الرواتب، مشيرا إلى وجود اتصالات حثيثة من المسؤولين لتوفيرها، بالإضافة إلى تنويع مصادر الدخل، ونأمل أن يكون نتيجة قريبة خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، مضيفا أن جميع الدول قررت إعادة التمويل باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي قررت قطع مبلغ 360 مليون دولار للوكالة.
وقال أبو حسنة، إن حجم العمل يزداد مع عدد اللاجئين أيضا وعدد من مناطق الأزمات التي دمرت كقطاع غزة وسوريا، ولذلك أصبح هناك زيادة في الإنفاق والأعباء على "الأونروا" التي تشكّل شريان الحياة للاجئين، وهي الجهة الوحيدة التي تعمل في غزة في ظل أعباء هائلة وعقبات إسرائيلية متعمدة.
وأكد أبو حسنة، أن عمليات "الأونروا" استطاعت أن تعيد بعض الخدمات في غزة برغم الدمار الهائل وصعوبة التحرك، فقد تم استئناف تدريس 300 ألف طالب وطالبة في مدارس الوكالة المدمرة، حيث انتظم 50 ألف بالتعليم الوجاهي والباقي يمارس تعليمه عن بعد، مشيرا إلى افتتاح عدد من العيادات الطبية الجديدة واستقبال ما يقارب 15 ألف مريض، بالإضافة إلى توزيع المياه على مناطق النزوح.
وفيما يتعلق بتوزيع المواد الغذائية، أكد أبو حسنة أن إسرائيل مازالت تنتهج المنع ووضع العراقيل، فهي تمنع إدخال 6000 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والخيام والأغطية للوكالة تكفي سكان غزة ثلاثة أشهر،
على الرغم من مرور ما يقارب الشهرين على اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى شوادر بلاستيكية تكفي لأكثر من مليون شخص، منوها إلى أنه في حال إدخالها ستحدث فرقا كبيرا على الأرض خاصة في ظل برودة الطقس وتساقط الأمطار، حيث يعيش كثير من النازحين في خيام مهترئة أو أغطية بلاستيكية نصبوها بأنفسهم قرب منازلهم المدمرة.
كما أكد أبو حسنة، أن هناك منظمات متواجدة في غزة استطاعت إدخال عدد من شاحنات المساعدات وتقوم على الفور بإعطائها للوكالة لأنها غير قادرة على التوزيع، فالوكالة تملك 12 ألف موظف على الأرض داخل غزة ولدينا قدرات لوجستية وشاحنات تستطيع أن تنقل أطنان في أي مكان في القطاع، مشيرا إلى أن إسرائيل تدرك تماما أن "الأونروا" قادرة على تنظيم وتوزيع المساعدات على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الأولوية ليست إعادة الإعمار في المرحلة الحالية بل تأمين الإيواء العاجل والاحتياجات الأساسية للحياة وإدخال مئات الشاحنات يوميا بشرط أن تحمل كافة الأصناف الغذائية وغير الغذائية المطلوبة لإنقاذ حياة الناس.
وشدد أبو حسنة، على أن هناك استهداف مباشر لـ"الأونروا" ليس في غزة فقط بل في الضفة الغربية والقدس أيضا، فالوكالة مستمرة في عملها بالضفة الغربية ولدينا أكثر من 100 مدرسة في جميع أنحاء الضفة وعيادات أيضا تعمل بشكل دائم باستثناء ما حصل في مخيمات شمال الضفة مؤخرا ونزوح 32 ألف فلسطيني تقريبا نتيجة الدمار والإخلاء.
وقال، إن الاحتلال مازال يضع العراقيل على عمل الوكالة في مدينة القدس، حيث تم إغلاق 6 مدارس تابعة لها في وقت سابق، بالإضافة إلى تهديد دائم بقطع المياه والكهرباء عن منشآت "الأونروا".
ــــ
ع.و/ع.ف


