أهم الاخبار
الرئيسية رئاسة الوزراء
تاريخ النشر: 20/11/2025 07:31 م

خلال اجتماع المانحين: رئيس الوزراء يدعو لتقديم دعم فوري ومباشر لمدة 6 أشهر

 

 

دعا للضغط على إسرائيل للإفراج عن عائدات المقاصة

مصطفى: اجتماع المانحين لا يقتصر فقط على دعم الموازنة أو إعادة الإعمار بل الحفاظ على أسس السلام ومؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية

مصطفى: القضايا التي تواجهنا هي الحفاظ على الاستقرار المالي وتعزيز أجندة الإصلاح ودعم الإنعاش الاقتصادي في الضفة الغربية وضمان نهج متماسك ومنسق لإعادة إعمار غزة في ظل حكم فلسطيني واحد وموحد

 

بروكسل 20-11-2025 وفا- دعا رئيس الوزراء محمد مصطفى مجموعة الدول المانحة والشركاء الدوليين لفلسطين بالضغط لضمان الإفراج عن عائدات المقاصة المحتجزة، وتقديم دعم فوري ومباشر للميزانية العامة لمدة ستة أشهر، كما هو مُعلن في آلية الطوارئ من قِبل المملكة العربية السعودية وفرنسا والنرويج وإسبانيا، بما في ذلك آليات ضمان إصدار سندات للبنوك الفلسطينية لتوفير السيولة وإدارة الدين العام بشكل أفضل.

جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع لمجموعة الدول المانحة والشركاء الدوليين، الذي عقد اليوم الخميس، في مقر المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة أكثر من 60 دولة ومؤسسة دولية، وحضور وزير التخطيط والتعاون الدولي اسطفان سلامة، ووكيل وزارة الخارجية الفلسطينية للشؤون السياسية والقانونية عمر عوض الله، وسفيرة دولة فلسطين لدى بلجيكا ولوكسمبورغ والاتحاد الأوروبي أمل جادو.

كما شدد رئيس الوزراء على ضرورة مشاركة مانحين إضافيين في التمويل، بالإضافة لبذل الجهود لحماية النظام المالي الفلسطيني من خلال الحفاظ على خطوط البنوك المراسلة مع إسرائيل، ورفع سقف إعادة الأموال السنوية بالشيقل، ودعم هيكل إعادة إعمار غزة الذي تقوده السلطة الوطنية الفلسطينية، وتزويد الصندوق الائتماني بتعهدات مُبكرة، بدءًا باحتياجات مرحلة الإنعاش المُبكر، كون هذه الخطوات ستُسهم في ضمان استمرار تقديم الخدمات، وتجعل إعادة إعمار غزة جادة وحقيقية، وتحمي حل الدولتين.

وقدم مصطفى الشكر للاتحاد الأوروبي على عقد هذا الاجتماع، وعلى دعمه المتواصل للشعب الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية، معربا عن تقديره العميق لجميع الشركاء، بمن فيهم لجنة التنسيق الدولية للمانحين التي حافظت على دعمها لفلسطين خلال هذه الفترة العصيبة للغاية.

وقال رئيس الوزراء: "تُشكل هذه المبادرة من مجموعة المانحين لفلسطين جزءًا من جهد دولي أوسع نطاقًا تبلور خلال العام الماضي، بدءًا من المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين في نيويورك، برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، حيث تم تشكيل تحالف دولي من أجل الاستدامة المالية لفلسطين لمنع الانهيار المالي وحماية استمرارية المؤسسات".

وأضاف مصطفى: "يبنى تحالف الطوارئ من أجل الاستدامة المالية لفلسطين على هذا الزخم الجماعي، فإن الخطة الجديدة تستند إلى أكثر من ثلاثة عقود من الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، وتجمع الشركاء حول القضايا المركزية التي تواجهنا اليوم وهي الحفاظ على الاستقرار المالي للسلطة الفلسطينية، وتعزيز أجندة الإصلاح، ودعم الإنعاش الاقتصادي في الضفة الغربية، وضمان نهج متماسك ومنسق لإعادة إعمار غزة في ظل حكم فلسطيني واحد وموحد".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن النقاش اليوم لا يقتصر فقط على دعم الموازنة أو إعادة الإعمار، بل يتناول الحفاظ على أسس السلام نفسها وهي السلطة الفلسطينية ومؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وتابع مصطفى أن "إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل حكومة شرعية واحدة، وقانون واحد، وإدارة عامة واحدة ليس شعارًا، بل إنه المسار العملي نحو السلام والاستقرار، وبدونه سيبقى التعافي مجزأً، وسيبقى الأمل رهينة الانقسام، وإن إعادة الوحدة لا ينفصل عن حل الدولتين والذي هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار والكرامة والأمن لجميع شعوب هذه المنطقة".

وقال: "رحّبت دولة فلسطين باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2803، واعتبرته خطوة مهمة نحو وقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والمهم الآن هو تنفيذ هذا القرار فورًا بما يحمي شعبنا، ويمنع النزوح، ويضمن الانسحاب الكامل، ويعيد السلطة الفلسطينية إلى غزة، في إطار وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في ظل حكومة شرعية واحدة، لتحمل مسؤولياتها كاملة والعمل مع كافة الشركاء بطريقة تدعم السيادة الفلسطينية وتقدم مسارا سياسيا حقيقيا".

واستعرض رئيس الوزراء التقدم والخطوات التي تم تنفيذها في إطار البرنامج الوطني للتنمية والإصلاح، المُصمم بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والجهات المانحة الرئيسية، حيث دخل قانون الحماية الاجتماعية حيز التنفيذ، في نظام واحد شفاف قائم على البيانات، مع تفعيل السجل الوطني والتدقيق الخارجي المستقل.

وقال: "أُطلقت مبادرة تحديث التعليم وهي قيد التنفيذ ويتم مواءمته مع معايير اليونسكو، وتم إدخال نظام تعليمي رقمي تفاعلي جديد، ويتم تدريب المعلمين وتوظيف الأدوات الرقمية".

وفي مجال الحوكمة، قال مصطفى: "قمنا بدمج وإغلاق العديد من المؤسسات، وعززنا إجراءات مكافحة الفساد، وجددنا القيادة الأمنية، وأدخلنا تعيينات عليا قائمة على الجدارة والمنافسة".

أما على الصعيد المالي، فأشار رئيس الوزراء إلى أن قانون ضريبة القيمة المضافة وحزمة الإصلاحات الضريبية بمرحلة التنفيذ، كما تتم رقمنة إدارة المالية العامة، وزادت عمليات تحصيل صافي الإقراض بشكل كبير، ويتم تسوية ديون هيئات الحكم المحلي القديمة.

وقال مصطفى: "نمضي قدمًا في إصلاحاتنا السياسية، وقد وصلت عملية صياغة الدستور المؤقت للانتقال من السلطة إلى الدولة إلى مرحلة متقدمة، وقد أقرّ مجلس الوزراء قانونًا جديدًا للانتخابات المحلية، وستدير لجنة الانتخابات المركزية الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان 2026".

وشدد رئيس الوزراء على أن الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية هي نتيجة مباشرة لاحتجاز إسرائيل عائدات الضرائب الفلسطينية، والتي هدفها سياسي وقد أعلنها مسؤولون إسرائيليون كبار لزعزعة استقرار السلطة الفلسطينية ودفعها للانهيار.

وثمن مصطفى دعم الميزانية الذي قدمه الشركاء لفلسطين، بما في ذلك الدعم الأخير الذي قدمه الاتحاد الأوروبي، ودوله الأعضاء، ودول أوروبية أخرى، ودول عربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، والبنك الدولي. ومع ذلك، لا تزال الأزمة المالية عميقة وتتطلب حلاً مستدامًا كما هو متفق عليه في إطار تحالف الطوارئ لمجموعة الاستدامة المالية.

وأردف رئيس الوزراء: "إلى جانب الأزمة المالية، هناك قضيتان ملحتان تُشكلان ضغطًا مباشرًا على استقرار النظام المصرفي الفلسطيني، أولًا: لا تزال روابط البنوك المراسلة مع البنوك الإسرائيلية تواجه تهديدات عامة بعدم التجديد، وثانيًا: أدى تراكم فائض الشيكل في نظامنا المصرفي إلى ضغط سيولة كبير ومخاطر تشغيلية حقيقية على القطاع المالي بأكمله".

وأكد مصطفى أن السلطة الفلسطينية مستعدة وجاهزة لقيادة التعافي والاعمار في قطاع غزة، حيث إن الخطة العربية، المعتمدة والمدعومة دوليًا، توفر المظلة السياسية، وتم إنجاز التقييم المتكامل وحصر الأضرار والاحتياجات بمساعدة البنك الدولي الشهر الماضي.

وأشار رئيس الوزراء الى أن برنامج التعافي وإعادة إعمار غزة الذي أنجزته الحكومة مؤخرًا، يترجم الخطة العربية وحصر الأضرار والاحتياجات إلى 56 برنامجًا في مجالات الخدمات الاجتماعية والإسكان والبنية التحتية والاقتصاد والحوكمة، بميزانية تقديرية تبلغ 67 مليار دولار على مدى خمس سنوات.

وقال: "كمرحلة أولى من هذا البرنامج، أعدت الحكومة خطة إنعاش مبكر مدتها ستة أشهر، تُطلق فور تثبيت وقف إطلاق النار، وتُركز على الخدمات الأساسية، وإزالة الأنقاض، والإسكان المؤقت، وتوفير فرص عمل ومشاريع صغيرة، حتى تتمكن غزة من الانتقال بسرعة من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التعافي".

وأضاف رئيس الوزراء: "بدأنا بالفعل جهود الإغاثة المبكرة من خلال غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة، والعمل مع مؤسساتنا على الأرض والشركاء الدوليين بما في ذلك اللجنة الرباعية ومؤسسات الأمم المتحدة، لمعالجة الاحتياجات العاجلة واستعادة الخدمات الأساسية".

وتابع: "على الصعيد المؤسسي المسار واضح، توجد غرفة عمليات طوارئ فاعلة، ووحدة إعادة إعمار غزة ومقرها حاليًا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وسيتدفق التمويل من خلال صندوق استئماني يديره البنك الدولي، وآليات أوروبية وأممية أخرى، لضمان الشفافية ورقابة الجهات المانحة".

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة الفلسطينية لم تغادر قطاع غزة على الاطلاق، حيث واصلت الوزارات المختصة تقديم خدمات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والأحوال المدنية، بموجب قانون واحد ورواتب موحدة، وتنسق غرفة العمليات الحكومية حاليًا أنشطة أكثر من خمسين مؤسسة، وتدير مراكز الايواء، وتوزع المساعدات، وتزيل الأنقاض.

وعلى صعيد التطورات في الضفة الغربية وعنف المستعمرين، قال مصطفى: "منذ أكتوبر 2023 قتلت إسرائيل أكثر من 1070 فلسطينيا، بينهم 217 طفلًا، وسط اقتحامات عسكرية في المدن والقرى ومخيمات اللاجئين، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، وتصاعد عنف المستعمرين إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز عدد الهجمات 5000 هجوم هذا العام وحده، بما في ذلك عمليات قتل، وحرق منازل، واقتلاع آلاف أشجار الزيتون، وإرهاب للمواطنين، في ظل إفلات شبه كامل من العقاب، وفي بعض الأحيان بتشجيع علني من وزراء متطرفين".

ـــــ

ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا