أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 06/11/2025 04:08 م

سياج الاستعمار يطوق أراضي المواطنين

 

الأغوار 6-11-2025 وفا- الحارث الحصني

يقف المواطنون في خربة سمرة بالأغوار الشمالية، على بعد خطوة واحدة من بدء موسم زراعي بعلي جديد في الأغوار الشمالية. فالأمر بات مقتصرا على بدء سقوط الأمطار في المناطق الغائرة للشريط الشرقي لمحافظة طوباس.

لكن بخطوة استباقية، يمكن أن تحطم الآمال لديهم بنجاح هذا الموسم، شرع مستعمرون بتسييج أراضٍ مملوكة بالطابو في المنطقة، تقدر مساحتها بحوالي 1500 دونم. هذه ليست المرة الأولى التي يسرق فيها المستعمرون أراضي المواطنين في الأغوار الشمالية.

فقد سبق ذلك قبل أسابيع تسييجهم لمئات الدونمات من الأراضي الزراعية في مناطق أم الجمال، والفارسية بالأغوار الشمالية.

يقول رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة، إن المستعمرين سيجوا في الأسابيع الماضية حوالي 2000 دونم من الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة، وخلال العامين الماضيين، وبموازاة مع حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، سجلت قفزة كبيرة في عمليات التسييج على الأراضي بكافة أصنافها.

ورصد تقرير لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" في 17 آذار/ مارس عام 2024، بعنوان "مجمعات سكانية مهددة بالطرد" أنه "منذ السابع من أكتوبر تكثف إسرائيل الضغط الذي تمارسه على عشرات التجمعات الرعوية الفلسطينية في الأغوار الشمالية، لكي تُجبر سكانها على مغادرة منازلهم وأراضيهم".

وبحسب التقرير، فقد "قلصت مساحات مراعيهم ومنعت إمدادهُم المنتظم بالمياه وعملت على عزل منطقة الأغوار عن مناطق الضفة الغربية الأخرى، وقد فعلت هذا كله عبر خلق التعاوُن والتنسيق بين الجيش والشرطة ومستوطني المنطقة ومجلس غور الأردن الإقليمي".

ومنذ ذلك الحين زادت الأمور سوءا في المناطق الغورية، حيث تعيش العائلات الفلسطينية في الشريط الشرقي لمحافظة طوباس، في نظام معيشي متشابه إلى حد كبير، وتعتاش بشكل أساسي على تربية الماشية، والزراعة البعلية، ولا يمكن الفصل بين هذين الجانبين لنجاح استمرار التواجد الفلسطيني في المناطق الغورية.

وتحتاج الماشية للأراضي الرعوية لرعي العشب النابت فيها، بينما يحتاج المواطنون الأراضي الزراعية للاستفادة من المحاصيل في توفير قوتهم، وتوفير الأعلاف لتلك الماشية.

يقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن المستعمرين سيجوا حوالي 150 ألف دونم من الأراضي الزراعية والرعوية في الأغوار الشمالية، كانت النسبة الأكبر في العامين الماضيين. واصفا ما يجري بأنه "حرب صامتة في الأغوار".

في حين، كانت بعض هذه الأراضي مغلقة قديما تحت مسميات مختلفة منها: "محميات، ومناطق إطلاق نار وغيرها"، أما اليوم فقد أصبحت تحت سيطرة المستعمرين، يقول دراغمة: "هذه أخطر الطرق التي يتبعها الاحتلال للاستيلاء عليها".

يقول المواطن حامد أبو الزيت وهو أحد المستفيدين من تلك الأراضي: "سيج المستعمرون حوالي 50 دونما من الأراضي التي أزرعها كل عام".

لكن هذه السياسة ليست جديدة، فمنذ عشرات السنين تقيد قوات الاحتلال الإسرائيلي قدرة التجمعات الفلسطينية على الاستمرار في الوُجود، وتشمل هذه القيود إغلاق نحو 80% من مساحة منطقة الأغوار أمام المواطنين، بواسطة تعريف أجزاء مختلفة منها كـ "مناطق إطلاق نار" أو "محميات طبيعية" أو "مناطق نفوذ بلدية تابعة للمستعمرات".  قالت "بتسيلم".

وخلال الأعوام الماضية باتت السياسة المتبعة في الاستيلاء على الأغوار أكثر وضوحا، فعلاوة على انتشار البؤر الاستعمارية على قمم الجبال، يسيج المستعمرون بشكل طولي في المنطقة، بهدف منع وصول المواطنين إلى أراضيهم والاستفادة منها. قال عارف دراغمة: "هذه الخطوة الأخيرة لسرقة الأراضي".

وخلال الأعوام الماضية، أصبح مشهد الأسيجة التي وضعها المستعمرون واضحا في فصل الأراضي في مناطق الأغوار الشمالية.

وبالنسبة لأبو الزيت، لا تقف المشكلة عند حد السماح بحراثة الأرض من عدمها، فهذا المواطن الذي تم الاستيلاء على جرارين له العام الماضي أثناء عملهما في الأراضي ذاتها، قال: "المستعمرون يستهدفون المحاصيل البعلية كرعيها وتخريبها".

وقال التقرير الصادر عن بتسيلم، إنه منذ السابع من أكتوبر استولى المستعمرون على نحو 4,000 دونم إضافية، وسيجوا المساحات التي استولوا عليها قبل الحرب، كما نصبوا حواجز لمنع وُصول المواطنين إلى الطرق الزراعية التي كانوا يستخدمونها سابقا. 

ومن ذلك أنهم سيجوا مقطعين على امتداد شارع 90 في منطقة المستعمرتين الزراعيتين "نوف جلعاد" و"جوشِن" المقامتين على أراضي المواطنين.

كذلك جرى تسييج مساحات أخرى قرب تجمعي الفارسية وعين الحلوة، في الأراضي الواقعة بين مستعمرتي "مسكيوت" عند عين الحلوة، و"روتم" في الفارسية.

ـــ

ح.ح/ر.ح

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا