رام الله 19-9-2025 وفا- نظمت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، الندوة الختامية لمشروع تحسين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وشارك في الندوة، التي عقدت بمدينة رام الله، شخصيات رسمية، وممثلو السفارات والدول، والمؤسسات الدولية والعربية والإسلامية العاملة في فلسطين، إلى جانب مؤسسات محلية ولجان شعبية وممثلين عن المجتمع المدني.
وتضمنت الندوة جلسات نقاشية تناولت تعزيز صمود المجتمع في ظل الأزمات، واستعراض تجارب النجاح في تجنيد الموارد، إضافة إلى مناقشة الفجوات المالية التي تواجه عمل الأونروا والمخيمات الفلسطينية، كما تم عرض قصص نجاح من منتديات تحسين المخيمات بمشاركة ممثلين عن الوزارات والأونروا واللجان الشعبية والمؤسسات المحلية.
وفي كلمته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، أن انعقاد هذه الندوة يمثل "تتويجاً لسنوات من العمل الجاد والتشاركي، وتجسيداً لالتزامنا بتحسين ظروف الحياة في المخيمات الفلسطينية وتعزيز صمود اللاجئين".
وأضاف أن شعبنا يعيش ظروفا استثنائية يتعرض فيها لحرب إبادة ممنهجة، ومخططات تهدف إلى تصفية قضيته، مؤكدا أهمية الحفاظ على وكالة الأونروا التي تواجه حملة تشويه وتضليل إسرائيلية تهدف إلى تقويض عملها.
وأعرب عن رفض الشروط الإسرائيلية المفروضة للانسحاب من مخيمات شمال الضفة الغربية، مثل منع عمل الأونروا، وفتح الشوارع على أنقاض البيوت المهدمة، وفرض الفحص الأمني على العائدين.
وقال إن منظمة التحرير تجري تحركها واتصالات لوقف العدوان على المخيمات، ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية وحماية حق العودة واستمرار ولاية عمل الأونروا، وحماية تفويضها الى حين إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا لما ورد في القرار 194.
وأكد أبو هولي أن استراتيجية دائرة شؤون اللاجئين ترتكز على الدفاع عن حقوق اللاجئين ورعاية مصالحهم، والحفاظ على الأونروا وتعزيز صمود اللاجئين، مشيراً إلى أن "تحسين المخيمات لا يتناقض مع حقوق اللاجئين، بل يعزز تمسكهم بحق العودة وفقاً للقرار 194".
وبيّن أن المشروع أنجز منذ عام 2017 خطط تطوير شاملة في 12 مخيما بالضفة الغربية، صُممت بصورة تشاركية وشمولية من كافة الشرائح المجتمعية للمخيم.
ودعا الدول المانحة والمنظمات الدولية إلى الاستثمار في هذه الخطط وتحويلها إلى مشاريع عملية بالتعاون مع الأونروا بصفتها صاحبة التفويض الدولي.
من ناحيته، أكد الممثل الرئيسي لـ(جايكا) في فلسطين ميتسوتاكا هوشي، أهمية الشراكة والتعاون في تحسين ظروف المعيشة في المخيمات الفلسطينية، موضحا أن المشروع أسهم في تحقيق تحولات ملموسة في المخيمات المستهدفة من خلال مشاركة سكان المخيمات في وضع خطط التحسين، وتعزيز الشمول الاجتماعي، وتمكين الشباب والمجتمع المحلي، ما يعكس التزام الجميع بتمكين المجتمع، وتعزيز الكرامة الإنسانية.
ودعا هوشي دائرة شؤون اللاجئين إلى الاستمرار في نشر خطط تحسين المخيمات لتشمل باقي المخيمات في الضفة الغربية، مؤكداً أن الإنجازات التي حققها المشروع ليست مجرد أرقام، بل قصص حقيقية للصمود والأمل.
بدورها، أكدت ممثلة "الأونروا" لبنى مضية، أهمية تعزيز الشراكة والتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين والجهات المحلية والدولية لتحسين ظروف المعيشة في المخيمات الفلسطينية.
وشددت على أن الوكالة ستواصل جهودها في تقديم الخدمات الأساسية وحماية حقوق اللاجئين، وأن المشاريع التي تهدف لتحسين المخيمات تمثل دعامة أساسية للصمود والحفاظ على الكرامة الإنسانية للاجئين.
من جانبها، قال ممثلة وزارة المالية روان أبو ميالة، أن الحكومة الفلسطينية تولي أهمية لتنسيق الجهود مع جميع الجهات الداعمة لضمان استدامة مشاريع تحسين المخيمات.
وأكدت أن التعاون بين الوزارة ودائرة شؤون اللاجئين والمانحين الدوليين، يشكل قاعدة لضمان تحويل الخطط إلى مشاريع عملية، تحقق أثرا ملموسا في تحسين حياة السكان وتعزيز صمودهم في المخيمات.
وفي ختام الندوة، أكد وكيل دائرة شؤون اللاجئين أنور حمام، أن المشروع أرسى أسساً متينة لبناء خطط جماعية قابلة للتنفيذ، مثمناً الدعم الياباني ومساندة جايكا للاجئين الفلسطينيين، مؤكداً التزام الدائرة باستكمال البناء على هذه التجربة وتحويل مخرجاتها إلى خطوات عملية تسهم في تحسين واقع المخيمات وتعزيز صمود اللاجئين.
واختتمت الندوة بأعمال الجلسة التفاعلية المنظمة من قبل منتديات تحسين المخيمات ودائرة شؤون اللاجئين، والتي قدمت من خلالها الملصقات نبذة عن المبادرات والترويج للمشاريع ذات الأولوية، لتسليط الضوء على احتياجات وتطلعات اللاجئين الأساسية.
وقد وفرت هذه الجلسة فرصة للحوار المباشر بين المشاركين وصناع القرار والجهات الداعمة، بما يدعم المشاركة المجتمعية الفعّالة في تنفيذ مشاريع تحسين المخيمات.
ــــــ
ر.ح