رام الله 30-7-2025 وفا- أقامت سفارة المملكة المغربية لدى فلسطين، مساء اليوم الأربعاء، مراسم لإحياء الذكرى السادسة والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، في بيت السفير بمدينة رام الله، وذلك احتراما للمعاناة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.
وعقد اللقاء بحضور سفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، والوزير أحمد عساف المشرف العام على الإعلام الرسمي.
ونقل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس، تحيات سيادته إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش، وشكر السفير المغربي عبد الرحيم مزيان على جهوده في تطوير العلاقات بين فلسطين والمغرب.
وأضاف: نشكر المغرب على اقتصار احتفالاتها على استقبال رسمي اليوم تضامنا مع الشعب الفلسطيني. وقال إن العلاقات بين البلدين تطورت خصوصا في اطار التنسيق والتشاور السياسي على اعلى المستويات، ونشكر دور المملكة المغربية في تحرير أموالنا المحتجزة من الاحتلال.
وقال إن دور الملك محمد السادس بتوجيه الدعم لوكالة بيت مال القدس لتعزيز صمود القدس وحفاظا عل عروبتها وإسلاميتها ودعم أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والمئات من الطلبة الفلسطينيين الذين يتابعون تحصليهم العلمي والعالي في الجامعات المغربية، ونحن نتطلع بهذه المناسبة لتطوير هذه العلاقات لتشكيل لجنة تشاور سياسي عليا بين البلدين، وتفعيل وتطوير عمل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين.
وقال: نتطلع لنهضة المغرب بعد جلوس الملك محمد السادس بعين الاحترام حيث يسجل المغرب نموا اقتصاديا مضطردا رغم الازمة العالمية، بفعل التخطيط والإدارة الحكيمة للحكومة المغربية، كما شكل المغرب نموذجا في التنمية الاجتماعية والاهتمام بقضايا المرأة والشباب والطفل وغيرها من الفئات المهمشة بالمجتمع المغربي، وثمن التجربة الديمقراطية المغربية.
وأضاف: نثمن الدعوة التي أطلقها الملك محمد السادس أمس لحوار صادق وجدي مع الجزائر لعلاج القضايا الخلافية، ونحن في فلسطين نشجع هذا الحوار وندعمه دائما.
وقال: أمس اختتم المؤتمر الدولي لدعم القضية الفلسطينية وهنا نشكر المملكة العربية السعودية وفرنسا على هذا المؤتمر الناجح بنتائجه والذي أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية ووضعها على جدول أعمال العالم، والدعوة لاستكمال المؤتمر في سبتمبر المقبل وإنقاذ حل الدولتين من التدمير المنهج الذي يقوم به الاحتلال ووضع خارطة طريق لاستعادة مسار حل الدولتين.
وقال إن القيادة الفلسطينية ستواصل العمل في مسار الإصلاح الذي هو خيار وطني فلسطيني، وستواصل العمل للحصول على مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين.
وقال إن الرئيس محمود عباس أعلن عن اجراء انتخابات للمجلس الوطني وهي في سياق مسار الإصلاح السياسي الذي اتخذته القيادة الفلسطينية، وهذه الانتخابات ستكون شاملة للوطن والشتات، بهدف إعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الديمقراطية القائمة على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأكد أن النهج الفلسطيني متمسك بالسلام والعمل على بناء مؤسسات الدولة ورفض كل اشكال العنف والتطرف، وعلى حركة حماس قراءة المشهد السياسي جيدا في ضوء التطورات الجارية وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية الضيقة بإعلان انهاء الانقسام وتسليم السلطة في غزة للحكومة الفلسطينية والالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية.
إلى ذلك، قال سفير مملكة المغرب لدى فلسطين عبد الرحيم المزيان، إننا نحيي الذكرى ال26 لتربع الملك محمد السادس على العرش استثنائيا في بيت السفير ومقر السفارة وليس بتنظيم استقبال رسمي، وذلك احتراما لدماء الشهداء الفلسطينيين وللمعاناة الفلسطينية وتضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق متمين أن يتوقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلوب جميع المغاربة بمناسبة يتم فيها التأكيد على الثقة التي تربط الشعب والعرش الملكي المجيد، وأن الاهتمام بالاحتفال بالذكرى لا ينسينا المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني واحياء هذه الذكرى بهذه الطريقة يعكس مدى التضامن بين الشعبين وهذا مظهر حرص العرش المغربي على اقامته على الدوام.
وتابع أن "أبو الامة المغربية الملك الراحل محمد الخامس الذي زار المسجد الأقصى وقال في العام 1960 إن القضية الفلسطينية إحدى القضايا الوطنية المغربية وستبقى في طليعة اهتمام المغرب، وعلى نفس نهجه سار خليفته الحسن الثاني وعزز النضال الفلسطيني بتأسيس منظمة التعاون الإسلامي التي انبثقت عنها لجنة القدس، ويخلد التاريخ الفلسطيني الدور البارز لجلالته للاعتراف بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، ما أتاح للمنظمة الفلسطينية الحصول على مقعد مراقب في الأمم المتحدة والتحدث باسم الشعب الفلسطيني".
وقال إن المغرب وعَبر لجنة القدس تعمل على التخفيف من وطئت الاحتلال والتصدي لمشاريعه التهويدية في المدينة المقدسة، وان تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة ليشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، وإن الملك محمد السادس يعتبر السلام خيارا استراتيجيا لشعوب المنطقة وهو السبيل الوحيد لحماية الشعوب من دوامة العنف والسلام ومفتاحه حل الدولتين الذي يتوافق عليه المجتمع الدولي ولا يتحقق إلا عبر المسار التفاوضي.
وحيا السفير باسم المغرب الجهود الدبلوماسية الفلسطينية الهادفة لإقامة دولة فلسطين وإيجاد حلول عملية لوقف اطلاق النار ومعالجة الوضع الإنساني، وقال إن المغرب سيواصل جهوده الحثية والمعهودة مستثمرا مكانته وعلاقته المتميزة مع الأطراف المعنية والقوى الدولية الفاعلة من اجل العودة لطاولة المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد لوضع حد للصراع.
وقال إنه رغم ظروف الحرب القاسية فقد سجلت السنة الحالية والسنة الماضية تطورا ملفتا بالعلاقات بين البلدين الشقيقين خدمة لصمود الشعب الفلسطيني وتمكنا خلال هذه السنة من تحقيق الكثير من الأهداف والإنجازات التي تخدم الشعبين.
ـــ
ب.غ/ي.ط