وسط تكبد أسواق الأسهم الأميركية خسائر فادحة
رام الله 7-4-2025 وفا- واصل نزيف أسواق المال الرئيسية في مختلف أنحاء العالم، اليوم الاثنين، التراجع بنسب بعضها غير مسبوق منذ 1997، متأثرة بأزمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل أيام.
جاء ذلك بحسب بيانات رصدتها الأناضول حتى الساعة 10:00 (ت.غ)، وسط مخاوف عالمية من تداعيات تراجع حاد يقود إلى "الاثنين الأسود" الشهير، الذي ضرب أسواق المال العالمية في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 1987.
وأعلن ترمب قبل أيام، فرض رسوم جمركية على جميع دول العالم بينها حلفاء، وخصوم، بحد أدنى يبلغ 10%، معتبرا ذلك "يوم تحرير طال انتظاره(..) وسيعني في نهاية المطاف المزيد من الإنتاج المحلي ومنافسة أقوى وأسعار أقل للمستهلكين".
وقرر تطبيق رسوم جمركية بنسبة 34% على الصين (بخلاف 20% سابقة عقب وصول ترمب إلى السلطة)، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام، و24% على اليابان.
و26% على الهند، و30% على جنوب إفريقيا، و37% على بنغلاديش، و17% على إسرائيل، والعراق 39%، والجزائر 30%، بخلاف تطبيق رسوم بنسبة 10% على بعض الدول.
وتشمل تلك الرسوم الأميركية فرض تعريفة جمركية أكثر صرامة على ستة من أكبر الشركاء التجاريين (الاتحاد الأوروبي 20%، والمكسيك 25%، والصين 54%، وكندا 25%، واليابان 24%، وفيتنام 46%)، وسيدخل ذلك حيز التنفيذ في 9 إبريل/ نيسان الجاري.
وبعد الأزمة الحادة التي شهدتها الأسواق العالمية، علّق ترمب الأحد، قائلا: إنه لم يستهدف "حدوث عمليات بيع في أسواق الأسهم".
اضطراب حاد
وشهدت أسواق آسيا يوم صعبا واضطرابا حادا، وبدأت بورصة هونغ كونغ الاثنين التداول بتراجع بنسبة 12% في أسوأ جلسة منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في 2008، قبل أن تغلق على انخفاض بنسبة 13.12% في أسوأ انهيار وأكبر تراجع منذ الأزمة المالية الآسيوية في 1997.
كما سجل التراجع في بداية التداول 6.4 بالمئة في طوكيو و6.3 بالمئة في شنغهاي و4.9 بالمئة في سيول.
ومع الإغلاق، اقتربت بورصة طوكيو من تراجع أكبر مع إنهاء مؤشر نيكاي الرئيسي الجلسة على انخفاض غير مسبوق بتاريخه بنسبة 7.82 بالمئة.
فيما سجلت بورصة سيول تراجعا بنسبة 5.6 بالمئة، وسجل مؤشر "توبيكس" الأوسع نطاقا لكبرى الشركات اليابانية هبوطا بنسبة 7.79 بالمئة، وأيضا تراجع شنغهاي بنسبة 8 بالمئة مسجلا أسوأ أداء يومي منذ جائحة كورونا في 2020.
وشهدت الأسواق الهندية موجة هبوط، مع انطلاق جلسة التداول الاثنين، وتسجيل مؤشر نيفتي بنسبة 5 بالمئة عند الافتتاح، مسجلا أدنى مستوى له منذ عام.
وانتقدت الخارجية الصينية، مجددا التعريفات الجمركية الأمريكية مؤكدة الاثنين، قائلة إنها "لا تخدم سوى مصالحها الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى".
تراجعات مستمرة
وتحت تأثيرات الانهيارات وتداعيات أزمة رسوم ترمب، واصلت أسواق الأسهم الخليجية خسائر حادة في جلسة الاثنين مستكملة موجة تراجعات الأحد.
والاثنين، خسر مؤشر بورصة قطر في مستهل تعاملات اليوم ذاته ما نسبته 1.81 بالمئة، ليفقد رصيده 177.06 نقطة وينزل بالتالي إلى مستوى 9622.95 نقطة مقارنة بإغلاق الجلسة السابقة، وبضغط من سبعة قطاعات، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وعزت أرقام بورصة قطر انخفاض المؤشر العام إلى "الأداء السلبي لقطاع البنوك والخدمات المالية بـ2.06 بالمئة، وقطاع النقل بـ2.06 بالمئة، وقطاع التأمين بـ1.72 بالمئة.
إلى جانب انخفاض المؤشر العام إلى الأداء السلبي في قطاع الصناعات بـ1.51 بالمئة، وقطاع العقارات بـ1.38 بالمئة، وقطاع البضائع والخدمات الاستهلاكية بـ1.26 بالمئة، وقطاع الاتصالات بـ1.09 بالمئة"، وفق المصدر ذاته.
وفي مستهل جلسة الأسبوع بأسواق الإمارات، انخفض مؤشر سوق دبي بنسبة 5.01 بالمئة ومؤشر سوق أبو ظبي بنسبة 2.74 بالمئة.
وكذلك واصل مؤشر السوق السعودي التراجع مع بدء تداولات الاثنين بنسبة 2 بالمئة، كما انخفض مؤشر الكويت الرئيسي بنسبة 2.67 بالمئة.
وتراجع مؤشر بورصة البحرين بنسبة 0.1 بالمئة عند مستوى 1917.14 نقطة، والمؤشر العام لسوق مسقط بنسبة 0.06 بالمئة عند سعر 2544.3 نقطة.
وكانت البورصة السعودية، قد شهدت الأحد، أكبر تراجع لها منذ جائحة كورونا في 2020، وأغلق مؤشر السوق الرئيسية (تاسي) متراجعاً بأكبر هبوط له في العام الحالي بنسبة 6.8 في المئة، ليصل إلى مستوى 11077.19 نقطة، بضغط من هبوط سهم مصرف الراجحي 5.9 بالمئة، والبنك الأهلي السعودي (أكبر بنوك المملكة)، 6.8 بالمئة، وتراجع سهم أرامكو 5.3 بالمئة، في أكبر هبوط في 2020.
وأغلق مؤشر بورصة مسقط "30"، الأحد الماضي، عند مستوى 4252.66 نقطة منخفضًا 114.4 نقطة وبنسبة 2.62 بالمئة مقارنة بآخر جلسة تداول بلغت 4367.03 نقطة، مع انخفاض القيمة السوقية بنسبة 1.248 بالمئة عن آخر يوم تداول، بحسب وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
انهيارات أوروبية
وبدأ التداول في البورصات الأوروبية، الاثنين، على انهيار، فسجّلت بورصة فرانكفورت تراجعاً بنسبة 7.86 بالمئة بعد هبوط لأكثر من 10 بالمئة.
فيما هبطت بورصة باريس 6.19 بالمئة، وبورصة لندن 5.83 بالمئة، وبورصة ميلانو 2.32 بالمئة، والبورصة السويسرية 6.82 بالمئة
وانخفض المؤشر الأوروبي العام "ستوكس 600" بنسبة 6 بالمئة.
نزيف أميركي
أما أسواق الأسهم الأميركية فتكبدت خسائر فادحة بمليارات الدولارات، في ختام تداولات الأسبوع، إثر فرض ترمب رسوما جمركية الأربعاء خضت الاقتصاد العالمي".
ورفع بنك غولدمان ساكس احتمالات حدوث ركود اقتصادي بالولايات المتحدة إلى 45 بالمئة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، مرتفعا عن تقدير سابق بلغ 35 بالمئة، بعد تشديد حاد في الأوضاع المالية وزيادة عدم اليقين السياسي، وفق المصدر ذاته.
مخاوف "الاثنين الأسود"
في 19 أكتوبر 1987 انهارت أسواق الأوراق المالية في جميع أنحاء العالم، مع انخفاض غير مسبوق بتاريخ سوق الأسهم الأميركية، وعدم وجود توزان بين البيع والشراء، مؤدّية إلى خسائر كبيرة في وقت قصير للغاية، وبات ذلك اليوم يعرف بـ"الاثنين الأسود".
كما سبق اضطراب حاد أيضا في 1929 مع فقد سوق الأسهم أكثر من 20 بالمئة من قيمتها في يومين، وفقدان 50 بالمئة في غضون ثلاثة أسابيع، قبل أن تنهار وول ستريت الأميركية، ما أدى إلى الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، بخلاف الذعر الذي ساد أسواق الأسهم بعد جائحة كورونا في 2020.
وبعد رد الصين بفرض ضريبة 34 بالمئة على الواردات الأميركية، ثمة توقعات بإجراءات مماثلة من كندا والاتحاد الأوروبي، وأن تحذو دول أخرى حذوها في الأسابيع المقبلة.
ــــــــــــ
س.ك