رام الله 31-12-2025 وفا- أكد المجلس الوطني الفلسطيني، لمناسبة الذكرى الـ61 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن هذه الذكرى تشكل محطة وعي ومسؤولية وطنية، وليست طقسا احتفاليا عابرا، يجري خلالها استحضار جوهر المشروع الوطني القائم على تحرير الإنسان الفلسطيني، وصون الأرض، وحماية الهوية، وانتزاع الحقوق غير القابلة للتصرف في الحرية والعودة وتقرير المصير.
وقال المجلس، في بيان صحفي صدر عنه، اليوم الأربعاء، إن قضيتنا تمر بإحدى أخطر مراحلها في ظل هجوم استعماري منظم يستهدف الحقوق الوطنية، عبر القتل والحصار والتجويع والتضليل السياسي، في محاولة لفرض وقائع بالقوة وكسر إرادة شعبنا وطمس روايته وتفكيك جغرافيته.
وأضاف أنه يستحضر باعتزاز قوافل شهداء الثورة الفلسطينية والقادة المؤسسين، وعلى رأسهم المؤسس والقائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، الذي مثل بوصلة القرار الوطني المستقل، وحمل القضية حتى استشهاده ثابتا على الثوابت الوطنية، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس واصل من بعده قيادة المسيرة الوطنية بثبات ومسؤولية نحو التحرير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار إلى أن مدينة القدس والضفة الغربية تتعرضان لهجمة غير مسبوقة من تهويد ممنهج واعتداءات على المقدسات، إلى جانب تصاعد إرهاب المستعمرين من قتل وسرقة، وإقامة المستعمرات وترحيل التجمعات الفلسطينية قسرا، بمشاركة مباشرة من جيش الاحتلال وحكومة اليمين المتطرفة، في إطار مخطط تطهير عرقي يستهدف تقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
ولفت المجلس إلى أن قطاع غزة يواجه واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في العصر الحديث، حيث يتعرض أكثر من مليونين ونصف المليون فلسطيني لحصار خانق ومجازر مروعة، وسط صمت دولي معيب، مؤكدا تحميل قوة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
وأكد أن العبث بالقرار الوطني وغياب الرؤية السياسية والمغامرات غير المحسوبة ألحقت أضرارا جسيمة بالقضية، مشددا على أن القضية الفلسطينية أكبر من الحسابات الضيقة، وتتطلب استراتيجية وطنية جامعة تحفظ الدم الفلسطيني وتصون الكرامة الوطنية.
وشدد على أن قضية الأسرى والأسيرات، وعلى رأسهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، ستبقى في صلب النضال الوطني، في ظل ما يتعرضون له من قتل وإعدام بطيء وتعذيب وتجويع وحرمان من العلاج.
وجدد المجلس التأكيد أن الوحدة الوطنية، على قاعدة برنامج سياسي واضح والتمسك بالشرعية الوطنية، هي الطريق الوحيد لحماية تضحيات شعبنا، مؤكدا أن الضفة الغربية وقطاع غزة يشكلان وحدة جغرافية وسياسية واحدة لا تقبل التجزئة، وأن القدس تبقى عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية.
وختم بالتأكيد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، معربا عن شكره للشعوب والدول الشقيقة والصديقة، ومثمنا مواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وداعيا إلى مواصلة الجهود الدولية لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
ـــــ
م.ع


