رام الله 29-12-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 21 وحتى 27 كانون الأول الجاري.
وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (444) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، إذ يتواصل التحريض ضد قطاع غزة، وضد إمكانية إقامة دولة فلسطينية، والترويج لسياسات الاستعمار والعقاب الجماعي، وشرعن الاحتلال العنف والتمييز، وتقديم الفلسطيني بوصفه تهديدا أمنيا وثقافيا دائما.
في مقال للصحفي نداف هعتسني في صحيفة "يسرائيل هيوم" بعنوان "رئيس الأركان لستروك: أقيمي المزيد من البؤر الاستعمارية" يروج بشكل صريح لتوسيع الاستعمار في الضفة الغربية، ويدعو إلى إقامة مزيد من البؤر الاستعمارية، مستخدما توصيفات عنصرية مثل "المتسللين العرب" لتبرير السيطرة على الأرض.
ويكشف التحليل أن المقال يشرعن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ويقدمه كخيار أمني وسياسي، في تحريض واضح يدمج بين الاستعمار والعنصرية، عبر تحويل المستوطنين إلى أبطال يوميين يعيشون “فقرًا شاقًا” ويواجهون "اعتداءات عربية" مع أطفالهم وماعزهم، رغم أن الواقع هو عكس ذلك تماما، ويقدّم الكاتب البؤر الزراعية كحلم شخصي و"مهمة صهيونية" أخلاقية، فيخفي أنها أداة لانتزاع الأرض وتغيير الواقع بالقوة.
وفي مقال آخر بعنوان "الاجتماع الذي سيتناول القضايا الأكثر حرجا" للصحفي مايكل أورن في صحيفة "يديعوت احرونوت": يختزل الصحفي غزة كملف أمني تديره واشنطن وتل أبيب، ويُسقط المجتمع الفلسطيني من الصورة كطرف له حقوق وحياة، وهذا نزع للشرعية بصيغة ناعمة. يقدّم بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة كضرورة مفتوحة، ويجعل وقف إطلاق النار مساحة تسمح بالرد العسكري متى رغبت إسرائيل.
الصحفي أوري إيرليخ تناول في مقال بعنوان "يحفرون لنا حفرة في يهودا والسامرة" في صحيفة "يديعوت أحرنوت" آلية جديدة للضم، استخدام علم الآثار كأداة سياسية، كُشف كيف يجري توظيف الحفريات لطمس الرواية الفلسطينية وشرعنة الضم التدريجي، في تحريض ثقافي يسعى إلى محو الوجود الفلسطيني من التاريخ والحيز العام.
الكاتب يوضح كيف يجري تفضيل "التراث اليهودي" وتجاهل كل ما عداه، وهذه عملية نزع شرعية ثقافية للفلسطيني عبر محو آثار وجوده من المجال العام. كذلك يكشف أن الأموال تُصرف لتطوير سياحي يستجلب المستوطنين والزوار الإسرائيليين، أي تحويل المكان إلى فضاء إسرائيلي فعلي على حساب السكان، وهذا ضم تدريجي.
حرض الكاتب دافيد م.فاينبرغ على الدول التي تعترف بدولة فلسطين، وحرض في مقاله بعنوان: "أنا أتهم: اعتراف أستراليا بدولة فلسطينية قاد إلى بونداي بيتش" في صحيفة مكورريشون "بشكل مباشر عبر تصوير الاعتراف بدولة فلسطينية كعمل عدائي يقود تلقائيًا إلى سفك دم اليهود، وبذلك يحوّل أي مطلب فلسطيني سياسي إلى محرّك للإرهاب. يستخدم تعميمات شاملة مثل “الدعوات إلى إبادة إسرائيل داخل المجتمع الفلسطيني” ليضع المجتمع كله في خانة النية الإجرامية، ويجرّد الفلسطيني من أي شرعية أخلاقية أو سياسية. كذلك يصف حق العودة بأنه “مزعوم” ويقدمه كخطة تدمير ديمغرافي، أي أنه يشيطن حتى المطالب الحقوقية ويحوّلها إلى تهديد وجودي.
حرض الكاتب إيلي كلوتشتاين على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك على الأسرى في السجون الذي تم الافراج عنهم، متخذا في مقاله بعنوان "ثمن صفقات الإفراج: تهديدات أمنية تتراكم في يهودا والسامرة" في صحيفة "يسرائيل هيوم": وقدم المقال مدينة أريحا، وسائر المدن الفلسطينية، بوصفها فضاءات موت حتمي، ويصوّر دخول الإسرائيلي إليها، حتى عن طريق الخطأ، كـ"معجزة نجاة من كارثة لا يمكن تخيلها"، مع تجاهل كامل لسياق الاحتلال القائم.
يبني النص تحريضا مكانيا ممنهجا، يحوّل الجغرافيا الفلسطينية إلى مصدر تهديد دائم، ويُسهم في شيطنة المكان والإنسان معا، بما يبرر سياسات الفصل، ومنع الاحتكاك، وتشديد الإجراءات الأمنية ضد الفلسطينيين كجماعة، كما يشيطن الأسرى المحررين بوصفهم "متعطشين للانتقام" ويقدّمهم كخزان خطف جاهز، كذلك يربط كل حادثة فردية بسردية حروب وخطف كبرى، ليخلق خوفًا متراكمًا يبرر تشديد العقوبات والإجراءات ضد الفلسطينيين.
هاجم الصحفي رعوت آيزنبرغ الفلسطينيين الذين يعيشون داخل أراضي الـ48، قائلا في مقاله بصحيفة "يسرائيل هيوم": "حتى في إسرائيل: كراهية اليهود لا تُعالَج كما ينبغي". ينطلق المقال من حادثة جرى توثيقها في مركز تجاري بتل أبيب، ليحوّلها إلى سردية اتهام جماعي ضد العرب داخل أراضي الـ48، مقدما المرأة العربية بوصفها دليلا على "غريزة عدائية" كامنة، ويُحلَّل المقال بوصفه تحريضا مباشرا على نزع الإنسانية، إذ يروّج لفكرة أن العرب بطبيعتهم لا يحترمون القانون، وأن الدولة "تتساهل معهم"، ما يبرر الدعوة إلى تشديد العقوبات والتمييز المؤسسي، ويؤسس لخطاب يعتبر الفلسطيني عدوا داخليا يجب "ضبطه" بالقوة.
حرض الصحفي اليشغ بن كيمون في صحيفة "مكورريشون" على السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل مباشر واصفا إياها ك"عدو يجب تفكيكه" وتحويل أي تصور للتعاون معها إلى خيانة أمنية، ما يفتح الباب لتبرير إجراءات قمعية شاملة ضد المجتمع الفلسطيني كله. يربط عدم فرض السيادة بـ“منح الأمل للإرهاب العربي”، فيدمج الفلسطيني سياسيًا وأمنيًا في هوية واحدة: إرهاب، ويلغي شرعية أي مشروع وطني أو مدني
تنكر المقال وهي مقابلة أجراها مع ممثل سموتريتش في مجلس يشع عمر رحاميم المقابلة بشكل قاطع وجود عنف المستعمرين، وتصفه بأنه "حملة"، في مقابل تحميل الفلسطينيين مسؤولية أي توتر أو تصعيد، مع الدعوة إلى تفكيك آليات الرقابة والمساءلة.
ويمثل هذا النص تحريضا بالغ الخطورة، إذ يمنح غطاء سياسيا وإعلاميا للإفلات من العقاب، ويشرعن الاعتداءات ضد الفلسطينيين، ويحوّل العنف الاستعماري إلى فعل مشروع أو غير موجود أصلا.
يعيد جاكي حوغي التحريض ضد الأسرى الفلسطينيين والترويج إلى قانون الإعدام، في مقال جديد بعنوان "عقوبة الإعدام للمسلحين: من المشكوك فيه أن حبل المشنقة سيردعهم" بصحيفة "معاريف" ، حيث يروج المقال لتشريع عقوبة الإعدام على خلفية قومية، ويقدّم الفلسطيني حصريا في إطار "القاتل" أو "الإرهابي"، مع تبرير قانوني لعقوبات قصوى قائمة على الهوية.
ويمثل هذا الطرح تحريضا قانونيا ممنهجا، يسعى إلى تقنين القتل الرسمي، وتكريس نظام عقابي تمييزي، يُستخدم ضد الفلسطينيين حصرا، في مخالفة صريحة لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان.
التحريض في الإعلام الافتراضي
قال عضو الكنيست من حزب الصهيونيّة المتدينة تسفي سوكوت عبر منصة "إكس": "شرف عظيم أن أشارك في استعادة الأرض.. شرف عظيم أن أكون جزءًا من دفن فكرة الدولة الفلسطينية المجنونة.".
يواصل وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير التحريض عبر صفحته على منصة "إكس" التحريض على الأسرى الفلسطينيين والترويج لقانون إعدام الأسرى الذي يسعى إلى تمريره في الكنيست قائلا: "توجه الينا أكثر من 100 طبيب وقالوا: " نحن متطوعون لأن نكون جزءًا من قانون الإعدام ".
شدد عضو الكنيست من حزب قوّة يهوديّة ليمور سون هارميلخ على صفتحه عبر منصة "إكس" على ضرورة السير قدما في الاستيطان والاستعمار في الضفة الغربية وقطاع غزة، قائلا: "حان الوقت ليدركوا: أن الاستيطان هو الحل، لا المشكلة. على من يسمحون لأنفسهم بالتدمير أن يعلموا أن هذا لن يمرّ مرور الكرام. حان الوقت للتوقف عن ملاحقة المستوطنين والبدء بمحاربة العدو الحقيقي الذي ينهب أرضنا كل يوم.
كما قال: إن إنشاء مراكز استيطانية في شمال قطاع غزة ليس مجرد إجراء أمني ضروري لمنع عودة الإرهاب، بل هو أيضاً ممارسة لحقنا الأخلاقي والتاريخي في قطاع غزة بأكمله. إننا نعيش بالفعل عصر "السيادة العملية".
قال عضو الكنيست من حزب الصهيونيّة المتدينة تسفي سوكوت على صفحته عبر منصة "إكس": "بتوجيه من الوزير سموتريتش: مجلس التخطيط يناقش مضاعفة مستوطنة يتسهار.. سيناقش المجلس الأعلى للتخطيط المصادقة على إيداع خطة لإنشاء 398 وحدة سكن جديدة في يتسهار".
هاجم وزير الخارجية جدعون ساعر، الرئيس محمود عباس عبر منصة "إكس" قائلا: "يعترف محمود عباس بأن "الولاء" لتضحيات "الشهداء" والأسرى والجرحى الفلسطينيين (جميعهم إرهابيون) وعائلاتهم هو "التزام وطني فلسطيني". وقد فعل ذلك بينما يواصل الكذب بشأن إنهاء سياسة السلطة الفلسطينية المشوهة المتمثلة في دفع رواتب لهؤلاء الإرهابيين الحقيرين وعائلاتهم. بدلا من وقف جميع المدفوعات، يُخفي الكثير منها تحت ستار مدفوعات للمتقاعدين ورواتب أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. يجب على المجتمع الدولي محاسبة السلطة الفلسطينية على "دفع ثمن القتل"!"
ــــــــــ
م.ع


