الرئيسية قصص مصورة
تاريخ النشر: 04/05/2023 11:08 ص

"بالستينو" حامل راية فلسطين في أميركا الجنوبية

سانتياغو 4-5-2023 وفا- على بعد آلاف الأميال من الصراع في الشرق الأوسط، يرفرف علم فلسطين في ليلة خريفية باردة في ملعب لكرة القدم بالعاصمة التشيلية سانتياغو.

خرج المئات من المشجعين لدعم فريقهم، "بالستينو"، وهو نادي كرة قدم محترف يلعب بألوان العلم الفلسطيني: الأحمر والأسود والأبيض والأخضر.

يحمل الكُمّ الأيسر من قميص الفريق خارطة فلسطين، كما كانت قبل قيام إسرائيل قبل خمسة وسبعين عاماً بالتمام.

والسياسة ليست بعيدة على الإطلاق في النادي، الذي أسّسه مغتربون فلسطينيون في العام 1920. فشعار النادي هو "أكثر من فريق، شعب بأكمله".

يقول رجل الأعمال رافاييل ميلاد (29 عاماً) "حتى أن لدينا أغنية: غزة تقاوم.. فلسطين باقية".

ويضيف أن "باليستينو عمره 100 عام، أقدم من دولة إسرائيل".

في بداية القرن العشرين، وصل فلسطينيون من مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور إلى تشيلي البعيدة، وأسّسوا مجتمعاً في أميركا الجنوبية يبلغ عدد سكانه اليوم نحو نصف مليون شخص، وهو التجمّع الأكبر لهم خارج العالم العربي.

أصبح هؤلاء تجار نسيج ناجحين، ودخل أحفادهم المجال السياسي: 35 منهم كانوا وزراء أو برلمانيين.

بعد ثلاثة عقود من تأسيسه في العام 1920، ظهر النادي للمرة الأولى في المستوى الاحترافي.

يقول اللاعب السابق في النادي روبرتو بشارة، إن "باليستينو هو فلسطين والعكس صحيح. نحن على اهتمام كبير دائم بالقضية".

فاز الفريق بلقبين محليين (1955 و1978) ووصل إلى الدور قبل النهائي في كأس ليبرتادوريس في العام 1979.

وفي العام 2014، أقدم الفريق على تغيير الرقم 1 على ظهر قميصه إلى شكل خارطة فلسطين التاريخية، ولكن تم تغريم النادي ومُنع من ارتداء القميص من قبل الاتحاد التشيلي لكرة القدم، بعد تقديم شكوى.

ذات مرة، أثار اللاعبون جدلاً أيضاً عندما ارتدوا الكوفية الفلسطينية في أرض الملعب. وفي 2019، رتب النادي نصب شاشات عملاقة للجماهير في رام الله، لمتابعة مباراة دولية ضد "ريفر بلايت" الأرجنتيني.

أما اليوم، فلم يعد الفريق يضم لاعبين من أصل فلسطيني. كان آخرهم نيكولاس زيدان، الذي ترك النادي في العام 2021.

لكن الفريق يواصل تمثيل "كل الفلسطينيين في فلسطين، الذين يواجهون ظروفاً عصيبة. كل فوز لباليستينو (...) هو فرحة صغيرة وسط المعاناة التي يواجهونها كل يوم"، بحسب ما يقول المحامي من أصول فلسطينية ميغيل كورديرو (49 عاماً).

عندما لا يكون المشجعون في الملعب، يتجمعون لمشاهدة المباريات في أحد تجمعات الرابطة في سانتياغو أيضاً.

يزهو المكان بخارطة فلسطين التاريخية، ولوحة جدارية عليها رسم للشهيد القائد ياسر عرفات، مع موسيقى عربية في الخلفية.

ربما يكون فرانسيسكو مونيوس (48 عاماً) أكثر مشجعي الفريق ارتداء للألوان. كثيراً ما يذهب إلى الملعب مرتديا زيّ "الشيخ" العربي، ومنزله عبارة عن مزار للفريق.

يقول: رأيت الإسرائيليين يخرجون الفلسطينيين من منازلهم دون سابق إنذار ويقتلونهم. وهنا بدأت أتعاطف مع القضية.

لكن نائب رئيس نادي "باليستينو" ساباس شهوان، فيقول إن في تشيلي عموماً "لا توجد مواجهة مع المجتمع، إلا مع قطاعات متطرفة جداً".

 


مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا