رفحاء (السعودية) 17-2-2023 وفا- قاد المدّرس المتقاعد محمد المطيري سيارته مسافة 550 كيلومتراً، من القصيم وسط السعودية إلى رفحاء في شمال شرق المملكة، للاستمتاع برؤية سهول الخزامى البرية، في مشهد يذكّر بما يمكن رؤيته في بلدان أوروبية، لكنّه غير مألوف في الدولة الخليجية.
وبين الزهور الأرجوانية النابتة في الصحراء، جلس المطيري (50 عاما) مع أصدقائه قرب سيارتهم الرباعية الدفع وخيمة، يتحدّثون عن دهشتهم لرؤية هذا المنظر في بلد معروف بطقسه الحار.
وقال، وهو يشير إلى السهول الممتدة على مسافات طويلة، إن منظر هذه الأزهار وروائحها "تردّ الروح"، مضيفا "لا أحد يتوقع أن هذا المشهد في السعودية".
بعد تساقط غزير للأمطار، نمت نبتات الخزامى البرية بأعداد كبيرة جداً في هذا الموقع الصحراوي في شمال شرق السعودية، ما جعل المنطقة القاحلة تكتسي باللون الأرجواني وتجتذب هواة التخييم من المملكة وخارجها.
وتزيّنت السهول والمرتفعات في مدينة رفحاء، القريبة من الحدود مع العراق، باللون الأرجواني الفاتح الذي تتميّز به نبتة الخزامى البرية.
وتنمو هذه الزهرة العطرية التي تشبه السنبلة، وتحمل أزهارا أرجوانية صغيرة على سيقان طويلة، في المنطقة بعد موسم الأمطار.
جمال المشهد والهواء العليل يدفعان الكثير من السعوديين المولعين بالتخييم في الصحراء خلال الشتاء، لشد الرّحال شمالا والتخييم في هذه الأجواء الباردة العابقة برائحة الخزامى البرية.
من بين هؤلاء، رجل الأعمال السعودي ناصر الكرعاني (55 عاما) الذي قطع مسافة 770 كيلومتراً من الرياض مع أصدقائه للاستمتاع بالمشهد غير المألوف في البلد الخليجي الصحراوي.
وقال الكرعاني، الذي ارتدى سترة داكنة ثقيلة فوق ثوبه التقليدي، إن هذه "الأجواء تُشعرني براحة نفسية".
وأضاف وهو يشعل النار في حطب للتدفئة أمام خيمة، أن هذا "المشهد يستمر من 15 إلى 20 يوما في العام، ونأتي لنستمتع به خصيصاً".
وفي أرجاء المنطقة، نصب الزوار خيامهم ووقفوا يعدّون الطعام في الهواء الطلق، مستمتعين بالهدوء المطبق على المكان. ومنع السكان المحليون مرور الإبل في المنطقة، حتى لا تلتهم الزهور.
وشهدت مختلف المناطق السعودية أمطارا غزيرة غير مسبوقة هذا الشتاء، تسبّبت أيضا بنمو شجيرات خضراء على طول الطريق بين مدينتي جدة ومكة في غرب البلاد، في مشهد غير مسبوق على الإطلاق.
وبالنسبة للمعلّم هزاع المطيري (56 عاما) الذي جاء رفقة أصدقائه من القصيم، فإن "المشهد يعطي الانسان دافعاً جديداً للحياة".
وقال الرجل، الذي اعتمر شماغاً تقليدياً باللونين الأحمر والأبيض، "هنا تُشحن الطاقات والهمم أمام هذه المناظر الجميلة".
وما أن سمع بظهور نبتات الخزامى البرية على نطاق واسع في المنطقة، قرّر الموظف القطري عبد الرحمن المري استكشاف الأمر نفسه، فقطع مسافة 1150 كيلومتراً مع شقيقه بالسيارة.
وأبدى المري سعادته بـ"أجواء من وحي الخيال. كأنك في جنة"، مؤكدا أن "المشهد يستحق اجتياز كل هذه المسافة" من قطر.