أهم الاخبار
الرئيسية قصص مصورة
تاريخ النشر: 02/02/2020 09:03 ص

الموسم الضائع

الأغوار  الشمالية 14-1-2020 وفا- بسام أبو الرب

فيديو: فاطمة إبراهيم

استذكر الشقيقان علي وحسين محسن ما حصل معهما من مواقف منذ عام 1967، بعد أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية، أثناء جلوسهما بالقرب من مسكنهما في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية، فالروايات طويلة والذاكرة تحمل في طياتها الكثير من المعاناة، والملاحقة، والاستهداف شبه اليومي من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه.

رغم كل المنغصات التي عايشها الشقيقان خلال الأعوام السابقة، إلا أنهما توقعا أن يكون الموسم الزراعي الحالي هو الأصعب كون الاحتلال منعهما من حراثة وزراعة أراضيهما واستولى عليها، فهي تعد المصدر الرئيسي للمراعي ومحصول القمح.

يقول المواطن علي (73 عاما)  "نعيش على هذه الأرض منذ عشرات السنين، كل ذرة تراب وحجر لنا معه حكاية".

ويضيف "اليوم يمنعنا الاحتلال من حراثة الأراضي وزراعتها، والتي تصل مساحتها لمئات الدونمات؛ بحجة أنها مناطق عسكرية، لم يتبق لنا رزق، فلا محاصيل لهذا العام والقادم أخطر وأصعب".

"من المفترض أن تكون بذور القمح قد نبتت في هذه الأيام، لكنها بقيت على سطح الأرض بعد أن منع الاحتلال المزارعين من حراثة مئات الدونمات بالأغوار الشمالية، والاستيلاء على خمسة جرارات زراعية من المنطقة".   

"نحو 300 دونم كنت أزرعها سنويا، اليوم تسرح فيها قطعان المواشي التي يملكها المستوطنون، ولم نستفد منها بشيء، فبعد أن تجهّز المزارعون لحراثة أراضيهم وبذروا القمح فيها، منعهم الاحتلال من استكمال العمل" يضيف محسن.

ويؤكد أن بعض المزارعين خسروا أطنانا من بذور القمح التي بقيت على حالها في الأكياس، ونالت منها الأمطار.

أحلام المواطن محسن بزراعة أرضه بالقمح وجني نحو 50 طنا منها كما كان متوقعا ضاعت هباء، كما ضاع الموسم، بعد قرار منع الحراثة واستهداف كل من يصل إليها.

ويشير الى أن "الاحتلال استخدم  أساليب مختلفة من أجل اقتلاعنا من هذه الأرض، من ملاحقة، واستهداف، واعتقال، والاستيلاء على المواشي، والجرارات الزراعية، والمركبات، الى أن وصل بهم الأمر الى الاستيلاء على الأراضي؛ بحجج أنها مناطق عسكرية، لنجد أنها بعد فترة تتحول لبؤرة استيطانية".

قطع حديث علي انضمام عدد من الأطفال إلى الجلسة، الذين راحوا يستمعون لقصص شقيقه حسين محسن (65 عاما) الذي عانى هو الآخر من إجراءات الاحتلال.

فيقول "بعد احتلال الضفة الغربية لم يتبق الكثير من الأراضي، وتصاعد معدل الاستيطان في الأغوار، عدا عن إقامة معسكرات التدريب، واعتبار جزء كبير من الأراضي مناطق إطلاق نار وعسكرية مغلقة".

ويستذكر حسين كيف أقدم جنود الاحتلال على إطلاق النار على قطيع المواشي المكون من 50 رأسا من الأغنام، مضيفا "هم يمارسون كافة أشكال الترهيب لإخراجنا من المنطقة".

"بين ليلة وضحاها تجد أحد المستوطنين ينصب خياما وبركسات داخل إحدى الأراضي، ويستولي عليها بعد الإعلان عنها كمناطق عسكرية، فالاحتلال يمنع المواطنين من الوصول إلى غالبية الأراضي والمراعي" يتابع.

وحسب تقرير لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، فإن معظم أراضي منطقة الأغوار وشمال البحر الميت تستغلّها إسرائيل لاحتياجاتها هي، إذ تمنع الفلسطينيين من استخدام نحو 85% من المساحة: هم يُمنعون من المكوث فيها ومن البناء ومن وضع بُنى تحتيّة ومن رعي الأغنام ومن فلاحة الأراضي الزراعية.

وبحسب دراسة لمركز "مسارات"، بعنوان: (السياسات الإسرائيلية تجاه التجمعات البدوية وسبل مواجهتها.. الخان الأحمر أنموذجا)؛ فإن الاحتلال يهدف من تهجير التجمعات البدوية إلى تحويل المستوطنات التي بُنيت بموجب مشروع طرحه وزير العمل في حكومة الاحتلال في ستينيات القرن الماضي "ايجال آلون" إلى كتل استيطانية مترابطة، من خلال زيادة البناء الاستيطاني في محيطها وبناء مستوطنات جديدة رابطة بينها، يضاف إليها شبكة من الطرق السريعة ما بين هذه الكتل الاستيطانية من جهة وبين مناطق عام 1948 من جهة ثانية، بأقصر مسافة وأقل وقت.

وأكدت الدراسة أن الاحتلال يستهدف من خلال سياسته التهجيرية، ربط الساحل بالأغوار بشكل مباشر، عبر شبكة من الطرق وسكك الحديد، ومنها إلى الأردن بشكل مباشر، وهو تماما ما سرّب مؤخرًا عما تسمى بـ"صفقة القرن"، ما يضع هدف إقامة الدولة الفلسطينية في مهب الريح.

ــــ

ب.ر/ر.ح


مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا