رام الله 29-7-2025 وفا- بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، اليوم الثلاثاء، مع مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المحافظات الشمالية رولاند فريدريك، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتحديات التشغيلية التي تواجه عمل الوكالة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.
كما بحث اللقاء، الذي عقد عبر تقنية الزوم، انعكاس أزمة الأونروا المالية على تدخلاتها الطارئة لتلبية احتياجات اللاجئين الإنسانية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مخيمات شمال الضفة الغربية المتواصل منذ مطلع العام الجاري.
وطالب أبو هولي الأونروا بتثبيت وترسيخ عملها ميدانيا، وأن تتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين في ظل العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على مخيمات الضفة الغربية، ضمن الأدوات التي يجب أن تنتهجها لمواجهة تداعيات القانونين الإسرائيليين والحد من تأثيرهما، مؤكدا ضرورة استئناف الأونروا خدماتها في مخيمات شمال الضفة الغربية بعد انسحاب الاحتلال من المخيمات.
وقال: "إن الاحتلال الإسرائيلي من خلال عدوانه على مخيمات شمال الضفة الغربية واستهداف مقرات الأونروا، يهدف إلى تقويض ولاية عمل الوكالة، وشل عملياتها في مخيمات الضفة والقدس، وعدم تمكينها من تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، في إطار تنفيذ مخطط الإنهاء التدريجي لعمل الأونروا الذي شكّل القانونان الإسرائيليان أحد أدواته".
وطالب أبو هولي، بعودة الموظفين الدوليين والحفاظ على منشآت الأونروا في القدس لتقديم خدماتها في التعليم والصحة والنظافة والخدمات الاجتماعية، مؤكدا عدم الاستسلام للقرارات الإسرائيلية وعدم البحث عن بدائل للأونروا، أو ملئ الفراغ الذي ينشأ عن القرارات أو القوانين الإسرائيلية، خاصة وأن حظر عمل الأونروا في القدس سيفتح شهية إسرائيل للانتقال إلى مناطق أخرى ومخيمات أخرى تدريجيا وفق مخطط مدروس ومتدحرج.
وأكد، أن حماية ولاية الأونروا في أقاليمها الخمسة، وتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها بحسب التفويض الممنوح لها بقرار تأسيسها 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1949 إلى حين إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا لما ورد في القرار 194، هي مسؤولية جماعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وأكد، على الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به الأونروا لخدمة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، لافتا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية ترفض وبشدة نقل صلاحيات الأونروا للحكومات المضيفة أو المنظمات الدولية.
ودعا الأونروا إلى صرف بدل ايجار للأسر التي نزحت من بيوتها قسراً تحت تهديد القوة العسكرية الإسرائيلية من مخيمات شمال الضفة الغربية والذي يزيد عددها عن 8700 أسرة نازحة، وتقديم الخدمات الطارئة لها، مؤكدا أن هذه المهمة هي من مسؤوليات الأونروا التي يجب القيام بها، كما وطالب الأونروا بإعداد خطة تعافي لمخيمات شمال الضفة.
ورفض أبو هولي وبشكل قاطع البحث عن خيارات بديلة عن الأونروا في القدس الشرقية بعدما أغلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي مقرها الرئيسي في حي الشيخ جراح، وست مدراس تابعة لها.
وقال: "لا يجب أن يكون هناك خيارات بديلة عن الأونروا، وإن بوصلة التحرك فقط يجب أن تكون في تمكين الأونروا من القيام بمهامها بحسب التفويض الممنوح لها القرار 302 والتصدي للقوانين الإسرائيلية والحد من تأثيرها".
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية ملتزمة ومتمسكة بوجود واستمرار عمل الأونروا وترفض الشروط الإسرائيلية بمنع عمل الأونروا بعد الانسحاب من مخيمات شمال الضفة الغربية.
وأشار إلى أن إغلاق مدراس الأونروا في القدس الشرقية ليست نهاية المطاف للانصياع للقوانين الإسرائيلية، مؤكدا أهمية إيجاد حلول لحماية تعليم 800 طالب وطالبة كانوا يدرسون في المدراس الست، وهذه هي مسؤولية الأونروا التي يجب أن تفكر في إيجاد الحلول التي تحافظ فيها على عملياتها في القدس الشرقية واستمرار خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية.
وأكد، أهمية أن تقوم الأونروا بعقد اجتماع مع فعاليات مخيم شعفاط لمناقشة مواجهة قرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مدراس في المخيم، ورؤيتهم لتعليم أبنائهم.
وأطلع أبو هولي مدير عمليات الأونروا على التوصيات الصادرة عن مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة في دورته 113 التي عقدت في الفترة من 24-27 تموز/ يوليو 2025 في العاصمة المصرية القاهرة، والتي أكدت على الدور الحيوي الذي لا يمكن استبداله الذي تقوم به الأونروا في خدمة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، والتحرك بشكل جماعي مع الدول الأعضاء لحشد الموارد المالية لسد فجوة التمويل في ميزانيتها الاعتيادية ومواجهة التحديات السياسية والتشغيلية والمالية التي تواجهها.
من جهته، أكد فريدريك على التزام الأونروا الراسخ بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين حتى النهاية، مشددا على أنها لن توقف خدماتها ولن تسلم منشآتها لأي جهة إسرائيلية.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على مقرات الأونروا وتبني استراتيجية "صبر وصمود" في الوقت الحالي، مع ضرورة عقد ورش عمل ونقاشات مستمرة مع الجهات الدولية والمانحة.
وأوضح بأن الأونروا أولوياتها الحفاظ على منشآتها وأراضيها في القدس الشرقية المحتلة، واستئناف خدماتها بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من مخيمات شمال الضفة الغربية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن التحدي الذي يواجه الأونروا هو اشتراط الجانب الإسرائيلي للانسحاب من مخيمات شمال الضفة الغربية عدم عودة الأونروا للمخيمات.
وأوضح بأن إعادة تأهيل مخيمات شمال الضفة الغربية يحتاج إلى ممولين ودعم مالي لاستئناف الخدمات وترميم مرافق الأونروا، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أهمية التنسيق المشترك مع دائرة شؤون اللاجئين للتغلب على هذه التحديات ومواجهة هذه الصعوبات التي تشكّل عائقا أمام عمليات الوكالة في مخيمات الشمال.
وأكد أن الخدمات في عيادة الزاوية الهندية بالقدس لا تزال تعمل، كما تستمر الأونروا في تقديم الخدمات في مخيم شعفاط رغم الأزمة المالية.
وأشار إلى أن هناك تخوف لـ 150 طالب في مخيم شعفاط من فقدان الإقامة في حال تلقوا تعليمهم خارج المخيم، مؤكدا أن الأونروا تبحث عن آليات لضمان استمرارية تعليمهم، كما ستواصل خدماتها الأساسية والطارئة في مخيمات الضفة الغربية رغم التحديات التي تواجهها، وستواصل العمل وفق تفويضها إلى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وأضاف أن الأونروا تجد صعوبة في فتح مدارسها الست التي أغلقتها حكومة الاحتلال الاسرائيلي بسبب ملاحقة إسرائيل للموظفين والمعلمين والمعلمات.
وحذّر من خطورة مطالبة وزارة الطاقة الإسرائيلية بقطع المياه والكهرباء عن منشآت الأونروا في القدس، مع إمكانية أن يشمل الأمر منشآت خارج القدس.
ونوه إلى محاولات إسرائيلية بالاستيلاء على أراضي وممتلكات الأونروا في الشيخ جراح وقلنديا، حيث تستخدم إسرائيل أسلوبا متدحرجا وتدريجيا ومخططا ومنسقا، مؤكدا أنه تم منع أي اعتداءات أو أطماع للسيطرة على هذه الأراضي والممتلكات بفضل تدخلات دائرة شؤون اللاجئين ومحافظة القدس بالتعاون مع الأونروا واللجان الشعبية.
ــــ
ع.ف