رام الله 22-5-2025 وفا- تحيي سلطة جودة البيئة اليوم الدولي للتنوع الحيوي في 22 أيار/ مايو، تحت شعار:" الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة"، الذي أقرّته الأمم المتحدة لعام 2025، تأكيدا على أهمية العلاقة المتوازنة بين الإنسان والبيئة، كركيزة للتنمية المستدامة.
وأفادت في بيان صادر عنها، اليوم الخميٍ، أن هذا اليوم يأتي استنادا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة A/RES/55/201 (8 شباط/فبراير 2001)، إحياءً لذكرى اعتماد اتفاقية التنوع الحيوي في 22 أيار/مايو 1992، بهدف تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التنوع الحيوي وحمايته من التدهور.
وأشارت إلى أنه رغم صغر مساحة فلسطين مقارنة بدول الجوار والعالم، إلا أنها تزخر بتنوع حيوي فريد، يعود إلى موقعها الجغرافي المميز كملتقى للقارات الثلاث (آسيا، وأفريقيا، وأوروبا)، وتنوع تضاريسها بين الجبال والوديان والسواحل، ما يجعلها موطناً لمئات الأنواع من الكائنات الحية.
ولفتت "جودة البيئة" إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى وجود أكثر من 500 نوع من الطيور، منها ما هو مقيم، ومنها ما هو زائر في فصل الشتاء أو الصيف، ومنها أنواع مفرخة، وتشكل هذه الطيور ما نسبته قرابة 67% من مجموع الطيور المسجلة في فلسطين. كما يوجد 100 نوع من الحيوانات الثديّة، من بينها أنواع من الغزلان والثعالب وغيرها، و97 نوعاً من الزواحف، و8 أنواع من الحيوانات البرمائية، بالإضافة إلى أكثر من 1500 نوع من النباتات المختلفة، التي تمثل أقاليم البحر المتوسط، والإقليم الاستوائي، كما تحتضن قرابة 1000 نوع من أسماك شاطئها، إلى جانب آلاف الأنواع من الحشرات والحيوانات اللافقارية، ما يعكس تنوعاً بيئياً استثنائياً.
وأكدت، أن دولة فلسطين دأبت على حماية التنوع الحيوي على أراضيها، إدراكاً لأهميته البيئية والاقتصادية والثقافية. لافتا إلى أن توقيع الرئيس محمود عباس على اتفاقيات الأمم المتحدة المرتبطة بالتنوع الحيوي، تأكيداً واضحاً على التزام القيادة الفلسطينية الكامل، بكافة مؤسسات الدولة وأذرعها، في الحفاظ على مكونات البيئة، سواء الحية أو غير الحية، باعتبارها ثروة وطنية يجب صونها سليمة للأجيال القادمة.
وتابعت "جودة البيئة": يجسد هذا الالتزام حضور فلسطين الفاعل والمستمر في المنظومة العالمية المعنية بحماية التنوع الحيوي، ومشاركتها الأصيلة في إحياء هذا اليوم الدولي منذ اعتماده رسمياً عام 2000، رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها، وفي مقدمتها الاحتلال الأطول في التاريخ المعاصر، وما يرافقه من مصادرة ممنهجة للأراضي، وتدمير للمواطن والموائل الطبيعية.
وجددت، تحذيرها من استمرار الإبادة الجماعية والبيئية الممنهجة في قطاع غزة، التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد البيئة الفلسطينية، والتي تهدد التنوع الحيوي على المستويين الإقليمي والدولي، وتقوض الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تُحاصر الإنسانية والطبيعة معاً.
وأكدت "جودة البيئة" أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 500 يوم تسببت في تدمير شامل للبنية التحتية البيئية، واستخدام آلاف الأطنان من المتفجرات المحرمة دولياً، ما أثر بشكل كارثي على التربة والهواء والكائنات الحية، وخلق حالة من الانقراض المحلي للعديد من الأنواع، وخفض أشكال التنوع الحيوي، ما حوّل غزة إلى بؤرة تهديد للنظام البيئي المتوسطي بأكمله.
وأردفت، أنه في الضفة الغربية، يواجه التنوع الحيوي تدهوراً حاداً نتيجة انتهاكات الاحتلال المستمرة، والتي تشمل الاستمرار في السيطرة على مناطق (ج)، والاستيلاء وتجريف الأراضي، وتدمير المواطن البيئية، ومنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى إقامة المستعمرات فوق المحميات الطبيعية. والتي كان آخرها استيلاء قوات الاحتلال ما مساحته 8.981 كم² من الأراضي المصنفة كمحميات طبيعية بذريعة إعلانها " محميات رعوية لصالح المستعمرين".
وأكدت "جودة البيئة"، التزامها بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل للتنوع الحيوي، وتطوير المنصة الرقمية الوطنية للتنوع الحيوي، بما ينسجم مع إطار "كونمينغ-مونتريال" العالمي، لتعزيز تبادل المعلومات والتعاون البيئي والعلمي محلياً ودولياً، إلى جانب تنفيذ برامج التوعية المجتمعية حول أهمية التنوع الحيوي، وضرورة انسجام الإنسان مع الطبيعة لتحقيق تنمية مستدامة تحفظ حقوق الأجيال القادمة.
وشددت، على أن ما يُرتكب في فلسطين من إبادة بيئية ليس جريمة محلية فحسب، بل اعتداء على الإرث الإنساني المشترك ويتطلب تضامناً عالمياً لإنقاذ التنوع الحيوي، وصون حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة، إذ أن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها في ظل الاحتلال، ولا يمكن الحديث عن انسجام حقيقي مع الطبيعة في ظل الاعتداءات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون.
ودعت "جودة البيئة"، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في دعم الشعب الفلسطيني لحماية بيئته وتنوعه الحيوي، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هويته الوطنية.
ــ
إ.ر