نابلس 4-5-2025 وفا– أقامت حركة "فتح"، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، اليوم الأحد، حفلاً لتأبين المناضل اللواء عبد الإله الأتيرة، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، وعضو المجلسين المركزي والوطني الفلسطيني.
وحضر حفل التأبين، الذي نُظم في حرم جامعة النجاح الوطنية، أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وشخصيات رسمية واعتبارية، وممثلون عن الفعاليات الوطنية والمجتمعية.
ونقل نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، في كلمته، تحيات الرئيس محمود عباس، الذي تأثر كثيرًا بفقدان الأتيرة.
وقال العالول: "لقد كان قائداً وأخاً وصديقًا وشريكًا، فهو بمكانته كان رفيق العمر والسجن والإبعاد والعمل، وشريك الفكرة والمقاومة الشعبية لعقود مضت".
وأضاف: "اعتُقل الأتيرة عام 1967 بعد أحداث السموع، وانخرط في صفوف الحركة التي أحاطت بأبو عمار مبكرًا، ثم التحق بالقواعد في الكرامة، حيث صُنعت هناك أكبر مغامرة في حرب الشعب، وأدت إلى انتصار الأمة العربية".
وأوضح أن الأتيرة أُسر وأُبعد لسنوات، وتخللت مسيرته محطات عديدة في إطار عمله في صفوف الحركة حتى العودة إلى أرض الوطن.
وأكد العالول أن الأتيرة كرّس حياته من أجل الشعب والثورة، مخاطبًا الشبيبة بالقول: "الأتيرة جزء من الجيل الثاني في التأسيس، من حملوا عبء الثورة على أكتافهم، وهذا الجيل سيترك فراغًا كبيرًا، وأولى مهماتكم الخروج من الوضع الراهن، وإيقاف حرب الإبادة في قطاع غزة، وما يجري من انتهاكات في جنين وطولكرم، واعتداءات المستعمرين على أبناء شعبنا، والاستباحة التي تتم في القدس والأقصى، والتنكيل بأسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال. لكن يبقى هناك الكثير من نقاط الضوء".
وشدد على أن السبيل هو تعزيز القدرة على الصمود، وتعزيز حالة الوحدة والانسجام.
وفي كلمة منظمة التحرير وفصائل العمل الوطني، قال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف: "المناضل الأتيرة كان حاضرًا في جميع المحافل التي مرت بها القضية الفلسطينية، وكان حضوره بارزًا في معظم الساحات الغربية".
وأضاف: "كان الأتيرة يدعو دائمًا إلى الوحدة الوطنية، ويؤمن بحتمية الانتصار، وكان مقتنعًا وواثقًا بأن العودة قريبة. وأكد في أحلك الظروف أهمية تضافر الجهود لإنهاء حرب الإبادة، ورفض التهجير، وكانت إرادته في الصمود والتحدي حاضرة دومًا".
وتابع: "كان من أوائل المتحمسين للمقاطعة والمبادرين لها، وأن دماء شهدائنا وما تركه الأتيرة من مبادئ لن تُثمر إلا عن انتصار شعبنا الفلسطيني".
من جهته، قال رئيس بلدية نابلس، حسام الشخشير، في كلمة مؤسسات المدينة وفعالياتها: "نستذكر اليوم الراحل عبد الإله الأتيرة معلّمًا ونموذجًا للثائر الذي أحب وطنه، وفارسًا من فرسان الثورة الفلسطينية، ورمزًا لكل الأجيال، لتبقى قضية فلسطين حية وحاضرة في كل المحافل".
وأضاف: "انطلاقًا من أهمية تخليد مسيرة الراحل وما قدمه لوطنه وشعبه، قرر المجلس البلدي إطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة نابلس".
بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي عام 48، محمد بركة: "الراحل الأتيرة كان دائمًا يدعو إلى الوحدة، ويؤمن بأهمية المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال".
وأوضح أن نموذج الأتيرة يجب أن يُدرّس وتقتدي به الأجيال، مشيرًا إلى أنه رحل في ظل حرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال، والعمل على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وشدد على ضرورة توظيف الجهود على كل المستويات لتحقيق الوحدة الوطنية، وهي القضية التي كانت تشغل بال الراحل الأتيرة.
وتابع: "نحن أبناء الداخل المحتل جزء من هذا الوطن، ونواجه الخطر المحدق بكل أبناء شعبنا، في ظل هجمة الاحتلال الشرسة والمدعومة من الإدارة الأميركية".
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ورئيس الوزراء السابق محمد اشتية: "التأبين هو إحياء للتذكر، وعندما نتحدث عمّن نحب، نتمسك باللحظات الجميلة. وكان الراحل الأتيرة رجلاً مثاليًا في إنسانيته وعطائه ووطنيته".
وأضاف: "تشُن إسرائيل حربًا على كل ما هو فلسطيني في غزة والضفة بما فيها القدس، وتُزوّر الحقائق وتُدنّس المقدسات، وتعمل على فصل الفرد عن الجماعة لتكوين مجتمع جديد. وكنت دائم النقاش مع الراحل الأتيرة حول كيف نحافظ على الفلسطيني وهويته وقضيته".
وتابع: "كان الراحل يشبه زمن النضال والتضحية، ولم يكن محايدًا، بل كان ملتزمًا من أجل فلسطين بكل تفاصيلها، وعرفنا فيه أنه وطني ودائم البحث عن الحرية. ونحن على العهد، من أجل فلسطين حرة وعاصمتها القدس".
وفي كلمة عائلة الراحل، تحدّث خليل الأتيرة عن حياة والده ومناقبه، وكيف كان سندًا للجميع، وما تركه من فراغ كبير في العائلة، وسيرته الوطنية التي لا تزال تُخلد وتُدرّس.
وقال: "تعلّمنا الكثير من الراحل على كل المستويات في الحياة، ونحن اليوم نشهد إخوة الراحل يستمرون في مسيرة النضال والحرية".
يُذكر أن اللواء عبد الإله خليل الأتيرة وُلد في 15 آذار/ مارس 1948 في مدينة نابلس، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة النجاح، والإعدادي في مدرسة الغزالية، والثانوي في مدرسة الصلاحية.
انضم إلى حركة "فتح" منذ بداياتها، وكان أحد أبطال معركة الكرامة وأُسر خلالها، وهو عضو في المجلس الثوري لحركة "فتح"، والمجلسين المركزي والوطني. وكان من قادة القطاع الغربي إلى جانب الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، وقد قضى سنوات من عمره في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وتوفي في الرابع والعشرين من كانون الأول عام 2024.
ــــــــــ
ب.ا، ب.ر/ ف.ع