أهم الاخبار
الرئيسية محلية
تاريخ النشر: 12/11/2025 06:46 م

اختتام أعمال المؤتمر الدولي الأول لحوكمة الأراضي والمياه


القدس 12-11-2025 وفا- اختتمت، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الدولي الأول لحوكمة الأراضي والمياه بإصدار "إعلان فلسطين لحوكمة الأراضي والمياه".

ونظم المؤتمر، جامعة القدس ومركز أبحاث الأراضي (LRC) وسلطة الأراضي الفلسطينية، تحت رعاية رئيس الوزراء محمد مصطفى، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وبدعم من الممثلية الهولندية في فلسطين، وبتمويل من برنامج land@Scale–RVO، وبالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة المياه الفلسطينية ومركز إحياء التراث والدراسات الإسلامية "ميثاق".

وحضر المؤتمر، رئيس سلطة الأراضي الفلسطينية علاء التميمي، ممثلا عن رئيس الوزراء، ورئيس الجامعة د. حنا عبد النور، ومدير عام مركز أبحاث الأراضي محمد حساسنة، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وتضمن الإعلان التزام المشاركين بـالإدارة المستدامة والعادلة والشفافة للموارد الطبيعية، وتعزيز التنسيق المؤسسي والسياسات الشاملة والتعاون الدولي لضمان حماية الأراضي والمياه للأجيال الحالية والمستقبلية.

وشهد المؤتمر تبني رؤية وطنية شاملة لتعزيز الحوكمة والعدالة في توزيع الموارد، وتوصيات عملية لبناء شراكات أكاديمية ومؤسساتية وتمويلية جديدة، إضافة إلى الدعوة إلى رفع الوعي العام والطلابي بأهمية الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية في فلسطين.

وأكد عبد النور، أن انعقاد المؤتمر في رحاب جامعة القدس في أبو ديس، يجسّد رسالة الجامعة الوطنية والإنسانية القائمة على العلم والمعرفة لخدمة التنمية المستدامة وصون كرامة الإنسان.

وأوضح، أن المؤتمر يشكّل محطة علمية ووطنية مهمة تعكس التزام الجامعة بإدارة الموارد الطبيعية إدارة رشيدة قائمة على العدالة والشفافية والاستدامة، خصوصًا في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه فلسطين والعالم.

وأشار عبد النور إلى أهمية الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الوطنية والدولية، وفي مقدمتها الممثلية الهولندية وسلطة الأراضي الفلسطينية ومركز أبحاث الأراضي، في تطوير أنظمة الحوكمة وتعزيز المساءلة في إدارة الموارد، كما عبر عن أمله في ترجمة توصيات المؤتمر إلى سياسات وطنية تعزّز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية والمجتمع المدني نحو إدارة مستدامة ومسؤولة للأراضي والمياه.

بدوره، أكد التميمي، في كلمته ممثلا عن رئيس الوزراء، أهمية حوكمة الأراضي والمياه كمدخل أساسي لحماية الموارد الوطنية وضمان استدامتها، مشيرًا إلى أن هذه المؤتمر يكتسب بعدًا وطنيًا مضاعفًا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من انتهاكات يومية لحقوقه وحريته وأراضيه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال التميمي، إن الأرض تمثل جوهر الصراع مع الاحتلال وركيزة الصمود الوطني، مشيرًا إلى أن ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من حرب وعدوان في قطاع غزة، ومن استيطان وقتل وتشريد في الضفة الغربية، يبرز أهمية حماية الأرض كمورد وطني وسيادي.

واستعرض التميمي تطور أعمال تسوية الأراضي في فلسطين، موضحًا أن ما تم إنجازه حتى اليوم يبلغ نحو 3 ملايين و660 ألف دونم من أصل 5 ملايين و853 ألف دونم هي إجمالي مساحة الضفة الغربية، مؤكدًا أن أعمال التسوية تسير بخطى ثابتة رغم الإمكانيات المحدودة والظروف الراهنة، ومشيدًا بجهود طواقم سلطة الأراضي في الميدان.

كما تطرق إلى جهود السلطة في تسجيل وحصر أملاك الدولة والأوقاف، معتبرًا إياها ثروة وطنية صامتة ينبغي استثمارها لصالح التنمية المستدامة.

وأشار إلى إطلاق الإطار المرجعي الجيوديسي الفلسطيني الموحّد بعد قرن من الاعتماد على النظام البريطاني، إلى جانب مشاريع التحول الرقمي، ومنها الربط الإلكتروني مع المحاكم الشرعية، وإطلاق خدمة الدفع الإلكتروني عبر منصة E-Sadad، واعتماد الهوية الرقمية العقارية ضمن توجهات الحكومة في التحول الرقمي الشامل.

من جانبه، أكد حساسنة أن الحوكمة تمثل ركيزة أساسية لتمكين المجتمع الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه.

ودعا حساسنة إلى تعميق التعاون والشراكة بين جميع الجهات المحلية والدولية العاملة في مجالي الأراضي والمياه، بما يسهم في دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق العدالة في إدارة الموارد.

وعبرت الممثلة الهولندية فيرا كلوك عن اعتزاز بلادها بالمشاركة في دعم هذا المؤتمر، مشيرةً إلى أن حوكمة الأراضي والمياه تمثل أولوية في السياسات الهولندية والدولية على حد سواء.

وبينت أن دولًا عديدة، من بينها هولندا، تولي اهتمامًا خاصًا بوضع القوانين وتطوير أنظمة التسجيل وحماية حقوق الملكية والتمكين الإنساني من خلال الإدارة الرشيدة للموارد.

وفي كلمة له خلال جلسات المؤتمر، أكد وزير الزراعة رزق سليمية أن حوكمة الأراضي والمياه تشكّل ركيزة أساسية لديمومة وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وتعزيز صموده في وجه التحديات التي تواجهه، مشددا على أن الزراعة ليست مجرد أرقام أو اقتصاد، بل هي عنوان الارتباط بالأرض وحمايتها، وتمثل ما نسبته 70% من الشعب الفلسطيني.

وأوضح سليمية، أن القطاع الزراعي هو الأقدر والأجدر على بناء منظومة غذاء وماء وطنية مستدامة تصنع الصمود والتحدي، مشيرًا إلى أن فلسطين تمتلك قدرات انتاجية معقولة من الخضار والفواكه والثروة الحيوانية، إلا أن العنوان الحقيقي للأمن الغذائي والمائي يكمن في المحاصيل الحقلية التي تعاني من تراجع في زراعتها بسبب الاستيلاء على الأراضي والعوامل المناخية والاقتصادية الأخرى.

وتناولت جلسات المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية مترابطة شملت: الإدارة المستدامة للأراضي والحوكمة، وإدارة الموارد المائية المتكاملة والتكيف المناخي، والابتكار والشباب والحلول المجتمعية. وقد ناقش الخبراء والمشاركون سبل أمن الحيازة وابتكارات التسجيل، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية والمسوحات الجوية، وتعزيز المساواة الجندرية في الوصول إلى الأراضي، إلى جانب حوكمة المياه الجوفية والسطحية، وإعادة استخدام المياه المعالجة، واستراتيجيات التكيف مع الجفاف، إضافة إلى ابتكارات شبابية ومبادرات خضراء تدعم التنمية المستدامة والتحول الرقمي في إدارة الموارد.

وتضمن المؤتمر أربع جلسات رئيسية، بدأت بجلسة "خبرات عالمية في إدارة وحوكمة الأراضي والمياه" أدارها الدكتور محمد سليمية، بمشاركة شهد المختار من التحالف الدولي للأراضي، وحقي يلدريم من الأرشيف التركي، والمهندس خلدون الخالدي مدير عام دائرة الأراضي والمساحة الأردنية، والدكتور فواز ربحي أبو حجله مدير إدارة التسجيل سابقًا بالدائرة الأردنية وخبير عقاري.

أما الجلسة الثانية بعنوان "مقاربات وزارية لإرساء سياسات حوكمة الأراضي والمياه في فلسطين"، فقد أدارها الدكتور ثمين هيجاوي، بمشاركة رئيس سلطة الأراضي علاء التميمي، ووزير الزراعة رزق سليمية، ووزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان.

وتواصلت أعمال المؤتمر في الجلسة الثالثة حول "مشاريع تنموية تدعم تنفيذ مبادئ الحوكمة"، بإدارة منى بعيرات، ومشاركة الدكتورة لبنى شاهين من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والدكتور محمد سليمية من مركز أبحاث الأراضي، وخلود سعد من كاداستر الدولية.

واختتمت الفعاليات بـ جلسة الملصقات العلمية (البوسترات) برئاسة الدكتور جهاد عبادي، حيث قيمت لجنة التحكيم مجموعة من الدراسات والأبحاث في مجال حوكمة الأراضي والمياه، وتم الإعلان عن أفضل ثلاثة بوسترات وتكريم أصحابها بشهادات تقدير خلال الجلسة الختامية التي أدارها الدكتور محمد سليمية.

وأكد المشاركون في ختام المؤتمر، أهمية تحويل توصيات المؤتمر إلى خطط تنفيذية وطنية، وتطوير التشريعات والسياسات بما يضمن الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية، معتبرين أن هذا المؤتمر يشكّل نقطة انطلاق نحو شراكة فلسطينية دولية جديدة في مجال حوكمة الأراضي والمياه.

ــــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا